بلومبرغ
يواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقادات متزايدة من الناجين من الزلزال وأحزاب المعارضة بشأن السجل السيئ لعمليات البناء في البلاد وما يقولون إنه التعامل غير الكافي لواحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية.
مع تجاوز عدد القتلى في أرجاء البلاد جراء الهزتين الشديدتين يوم الإثنين الماضي حاجز 16500، يقول منتقدون إن تأخر الحكومة في إرسال الرافعات والآلات الثقيلة الأخرى لرفع الكتل الخرسانية أضاع فرصة مهمة لإنقاذ الناس.
يخشى الخبراء من تواجد عشرات الآلاف من الأشخاص تحت الأنقاض، مما يعني أن عدد القتلى من المرجح أن يواصل الارتفاع.
أقر أردوغان بوجود صعوبات في إرسال مساعدات عاجلة وسط ظروف الشتاء القاسية إلى جميع الولايات العشر المتضررة، رغم أنه قال الأربعاء إنه تم تعبئة جميع الوسائل المتاحة للمساعدة.
مع ذلك، تمتد الاتهامات إلى أبعد من ذلك، مع ادعاءات بأن الحكومة فشلت في تطبيق قواعد الجودة خلال طفرة عمليات البناء التي ساهمت أيضاً في عدد القتلى.
عدد ضحايا زلزال تركيا يتجاوز 20 ألفاً والبنك الدولي يقدم 1.8 مليار دولار
يأتي توجيه الانتقادات في حين يستعد أردوغان لإعادة الترشح في انتخابات الرئاسة المرتقبة خلال مايو، إذ يسعى إلى تمديد حكمه القياسي الذي بدأ قبل عقدين - وتميزت تلك الفترة بزيادة نشاط البناء، وقد أشاد به الرئيس باعتباره محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي.
الانتخابات تطفو فوق جثث الضحايا
أصبحت القدرة على إنقاذ الأفراد وإيصال المساعدات إلى المنطقة المنكوبة بسرعة من أهم القضايا قبل الانتخابات، التي يعمل أردوغان على عقدها في موعدها.
قال رجل مسن في بث مباشر لقناة "فوكس" التلفزيونية من قهرمان مرعش، واحدة من أكثر المدن تضرراً، ومعقل يدعم حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان :" وصلوا (رجال الإنقاذ) بعد فوات الأوان، وكان ابن أخي مصاباً بكسر في ساقه، لكنه لم يستطع الصمود في حين كان ينتظر المساعدة دون جدوى".
أردوغان يعلن حالة الطوارئ في المناطق المنكوبة لـ3 أشهر
أضاف الرجل المسن بعد ساعات من زيارة أردوغان لمخيم أقيم على عجل للنازحين: "يجب على الذين يديرون البلد أن يكونوا أكثر حرصاً واهتماماً… نعلم كيف يحكمون، يجب أن يهتموا بالمواطنين ولو قليلاً، ويقدمون الخدمات للناس".
المعارضة تدخل على الخط
قال كمال كيليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي، إن البناء غير المطابق للمواصفات ساهم في ارتفاع عدد الضحايا وإن تركيا، الدولة المعرضة للزلازل، لم تتعلم دروساً من الماضي.
اتهم أوغلو الحكومة بإهدار أموال دافعي الضرائب المخصصة لمواجهة مثل هذه الكوارث.
جرى تقييد الدخول إلى موقع تويتر" للتواصل الاجتماعي في تركيا مؤقتاً بعد نشر تعليقات كمال كيليجدار رغم أن هيئة مراقبة الاتصالات- التي لديها القدرة على تضييق عرض النطاق الترددي - لم تعلن أنها أوقفت الدخول.
الجودة الرديئة
رغم أن قوانين السلامة الصارمة المفروضة بعد الزلازل التي أسفرت عن مقتل أكثر من 18 ألف شخص بالقرب من إسطنبول في عام 1999، تظل الجودة الرديئة للبناء والتنفيذ مشكلة قائمة.
اتهم منتقدو شركات البناء بالتضحية بالسلامة لصالح سرعة التنفيذ وخفض التكلفة، قائلين إن العديد من المباني المتضررة تفتقر إلى قضبان الدعم الفولاذية والخرسانة الكافية.
متبرعون أتراك يطلبون حاويات لإيواء الناجين من الزلزال
قال تيزكان كاراكوس كاندان، رئيس المكتب الفرعي لمجلس المهندسين المعماريين في أنقرة، أمس الخميس، إن "سبب هذا الدمار هو الافتقار إلى الرقابة، حيث تحولت عملية البناء إلى أداة لجمع رأس المال.. انشقت بعض المباني إلى قسمين مما يعني أن المواد رديئة".
تضاؤل فرص النجاة للأشخاص تحت الأنقاض
أكدت الحكومة التركية انهيار 6444 مبنى من بين أكثر من 11 ألفاً جرى الإعلان عن تضررها. كل يوم يمر يقلل بشكل كبير من فرص البقاء على قيد الحياة للأشخاص تحت الأنقاض، وفقاً لأوفجون أحمد إركان، أستاذ الجيوفيزياء في جامعة إسطنبول التقنية.
قال: "نواجه كارثة غير عادية.. حتى لو تمت عمليات الفحص بشكل جيد، فلن يكون الدمار أقل بكثير".
أصبح معروفاً أن الشركات لا تبني الأعمدة الداعمة في بعض المحلات التجارية ومواقف السيارات، وتجري تغييرات في الجدران الحاملة وبناء الأبواب والنوافذ.
قال بوراك كورتمان مهندس مدني في شركة خدمات البناء "يوكسل بروجي" ومقرها أنقرة، إن هذه الممارسة يمكن أن "تتسبب في انهيار المباني بسبب الزلازل".
أردوغان يتعهد بإعادة بناء المناطق المنكوبة في غضون عام
قالت ميرال أكسينر رئيسة حزب "أيي" المعارض إن "السبب الرئيسي لهذه الفوضى اليوم هي حكم الرجل الواحد"، زاعمة أن انهيار المؤسسات حدث في البلاد بعد أن حوّل أردوغان مكتب الرئيس إلى حلقة وصل للسلطة التنفيذية.