بلومبرغ
تواجه جنوب أفريقيا عامين آخرين على الأقل من انقطاع التيار الكهربائي المستمر، إذ تعتزم شركة الطاقة المملوكة للدولة إصلاح محطاتها القديمة العاملة بالفحم.
يُعتبر الانقطاع المستمر في الكهرباء، بما يصل إلى 3 آلاف ميغاواط، ضرورياً لتوفير "مساحة لصيانة" محطات توليد الطاقة التابعة لشركة "إسكوم هولدينغز" (Eskom Holdings)، حسبما قال مفو ماكوانا، رئيس مجلس إدارة المرفق، خلال مؤتمر صحفي أمس الأحد.
تعاني جنوب أفريقيا من أسوأ موجة انقطاع للتيار الكهربائي على الإطلاق، إذ قطعت شركة "إسكوم" التيار الكهربائي لأكثر من 200 يوم خلال العام الماضي بشكل يومي، حتى اللحظة الحالية من عام 2023. هناك ضرورة لإجراء عملية قطع التيار، وهي العملية المعروفة بالتقنين المستمر، من أجل تخفيف الحمل على الشبكة، تجنبًا لانهيار الشبكة عندما لا تستطيع محطات الشركة القديمة، التي يعتمد معظمها على الفحم، تلبية الطلب الكبير على الكهرباء.
في هذا الإطار قال ماكوانا: "إنّ تقنين الكهرباء هو الحل الأخير"، مشيراً إلى أن الصيانة المخطط لها ستسمح لشركة "إسكوم" بتحسين عامل توافر الطاقة -وهو معيار لقياس مقدار السعة التي يمكن استخدامها– ليصل إلى 70% بحلول مارس 2025 من 58% حالياً.
مع بلوغ عامل توافر الطاقة إلى مستويات منخفضة جديدة، تحرص "إسكوم" على المضي قدماً في خطة الصيانة الخاصة بها، حسبما قال الرئيس التنفيذي المنتهية ولايته "آندري دي رويتر" (Andre de Ruyter)، خلال إحاطة الإعلامية. كما يُتوقع أن تظل السعة المتاحة "ضيقة" حتى نهاية العام الجاري، وألّا تستطيع الشركة ضمان عدم تفاقم انقطاع التيار الكهربائي، على الرغم من بدء انحسار ما يُعرف بانقطاعات المرحلة 8- الأكثر حدة.
تنتج "إسكوم" القسم الأكبر من الكهرباء في البلاد تقريبًا، كما سيؤدي انقطاع التيار الكهربائي المستمر إلى زيادة الحد من الإنتاج في أكبر اقتصاد صناعي في أفريقيا، إذ أثر الانقطاع سلباً على الصناعة والزراعة، وهناك احتمال بنسبة 45% بأن تشهد البلاد ركوداً هذا العام، وفقاً لاستطلاع أجرته "بلومبرغ" للاقتصاديين.
وحدات جديدة
في محاولة لإضافة ما يقرب من 1.900 ميغاواط من الكهرباء خلال هذا العام المالي وأكثر من ثلاثة أضعاف ذلك في غضون 24 شهراً، تعطي "إسكوم" الصيانة الأولوية في ست محطات، وتعمل على تشغيل وحدات جديدة بعد تأخيرات متكررة.
أوضح "دي رويتر" أن طواقم العمل اكتشفت مشكلات إضافية في أثناء إصلاح المعدات التي لا تجري صيانتها بشكل دقيق، مُشيراً إلى أن ضعف الأداء حتى بعد الانتهاء من أعمال الصيانة يُعتبر دليلاً على "تناقص العوائد"، ما يسلط الضوء على الحاجة إلى قدرة توليد جديدة.
تدرس "إسكوم" أيضاً شراء ما يقرب من 600 ميغاواط من الطاقة من خلال عقود سيجري إبرامها في غضون أسابيع، وفقاً للرئيس التنفيذي.
بشكل منفصل، ستدعو الشركة إلى تقديم عطاءات من خلال ما يسمى بآلية السوق الديناميكية لشراء الكهرباء على أساس اليوم التالي.
تشمل خطة الرئيس سيريل رامافوزا لتخطي أزمة الكهرباء تسريع وتوسيع الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، من الشركات الخاصة، لكن محطات الرياح حُذفت من قائمة أحدث المشاريع الممنوحة بسبب نقص شبكات الاتصال.
تخطط "إسكوم" للقيام باستثمارات في الشبكة من شأنها زيادة توفير التيار الكهربائي، على الرغم من الحاجة إلى التمويل، وفقاً لما ذكره "دي رويتر"، الذي قال إنه يمكن استخدام جزء من المبلغ المخصص لتمويل أنشطة مكافحة التغير المناخي المعروض من الدول المتقدمة، والبالغ 8.5 مليار دولار.