بلومبرغ
تتجه أسهم التكنولوجيا في الولايات المتحدة إلى تسجيل أسوأ أداء في شهر ديسمبر منذ انفجار فقاعة التكنولوجيا قبل 20 عاماً. يأتي ذلك وسط تلاشي التفاؤل بشأن احتمال أن يخفف الاحتياطي الفيدرالي رفع أسعار الفائدة بسبب قوة سوق العمل.
تراجع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة تصل إلى 4% يوم الخميس، في أكبر نسبة له منذ أوائل أكتوبر، بعد أن أظهر تقرير أن طلبات إعانة البطالة ماتزال بالقرب من المستويات المنخفضة تاريخياً، ما يعني أن الاحتياطي الفيدرالي سيمضي في سبيله إلى تشديد سياسته النقدية. كما أظهرت بيانات منفصلة ارتفاع مقياس رئيسي للتضخم بنسبة أقل عن أرقامه الأولية.
أعلنت شركة "مايكرون تكنولوجي" لصناعة الرقائق، عن توقعات متشائمة، ما أثر سلباً على مشاعر الثقة لمؤيدي الأسهم الذين عادوا للقلق من مخاطر احتمال حدوث ركود.
انخفض مؤشر التكنولوجيا، المثقل بشركات مثل "أبل" و"مايكروسوفت"، بنسبة 10% تقريباً هذا الشهر. يعني ذلك أن المؤشر خسر أكثر من المكاسب التي حققها في نوفمبر. في ذلك الشهر، صعد "ناسداك" عند الإعلان عن تباطؤ وتيرة وبدعم من الآمال بخفض وتيرة رفع الفائدة أو إيقافها مؤقتاً العام المقبل. تراجع المؤشر بنحو الثلث هذا العام.
كانت الأرقام الاقتصادية "أكثر شدة مما كانت تأمله السوق، لذلك علينا أن نتعامل مع فكرة أن الاحتياطي الفيدرالي سيواصل سياسته النقدية المتشددة في رفع أسعار الفائدة"، وفقاً لما قاله جو غيلبرت، مدير محفظة في شركة "إنتغريتي أسيت مانجمنت" و"أن نأخذ بالاعتبار تقارير النتائج المالية من الشركات الدورية التي تشير إلى أن التوقعات المستقبلية تضعف بشكل كبير، وإن احتمال ارتكاب بنك الاحتياطي الفيدرالي خطأ في سياسته يزداد كل يوم".
هبوط حاد للأسهم الأميركية بضغط من التوجّه نحو مزيد من التشديد النقدي
قلق عارم
يتوسع القلق ليطال ما وراء قطاع التكنولوجيا. حيث انخفض مؤشر "ستاندر آند بورز 500" بنسبة 2.4% يوم الخميس ليهبط بأكثر من 7% هذا الشهر. لكن أسهم التكنولوجيا عانت أكثر من غيرها هذا العام وسط ارتفاع معدلات التضخم؛ حيث إن تقييماتها أكثر حساسية لارتفاع أسعار الفائدة. فقد رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الأسبوع الماضي للمرة السابعة على التوالي.
كانت أسهم شركة "تسلا" الأسواء من حيث الأداء في مؤشر "ناسداك 100" هذا الشهر، حيث هبطت بأكثر من 30% وسط مخاوف بشأن ضعف الطلب على سياراتها الكهربائية وانشغال رئيسها التنفيذي، إيلون ماسك، بشركة "تويتر". كما تراجعت أسهم شركتي "مارفيل تكنولوجيز" و"ادفانسد مايكرو ديفايسز" لصناعة الرقائق بنسبة 20%.
عمليات بيع الأسهم في السوق قد تزداد سوءاً هذا الشهر، لتتجاوز الخسائر التي تكبدتها في ديسمبر 2002، بعد انخفاض المؤشر بنسبة 12%. لكن قد تكون هناك بعض الأخبار المبشرة للمضاربين على ارتفاع الأسهم من خلال النظر إلى كيفية سير الأمور قبل 20 عاماً؛ فقد كان مؤشر "ناسداك 100" قد وصل بالفعل إلى القاع في أكتوبر 2002 بعد انخفاضه بنسبة 83% من الذروة التي بلغها في مارس 2000.
لكن لا توجد بوادر تشير إلى أن المستثمرين يرون مساراً مماثلاً لذلك الحدث، حتى مع تداول المؤشر بالقرب من أدنى مستوى له هذا العام في 3 نوفمبر.
لا تظهر مراكز البيع على المكشوف في أسهم التكنولوجيا تراجعاً ذا شأن؛ حيث تبلغ نسبة البيع على المكشوف في صندوق (Invesco QQQ Trust Series 1) المتداول في البورصة 6.2% من الأسهم القائمة. وهي الأعلى منذ عام 2012، وفقاً لبيانات جمعتها شركة "آي إتش إس ماركيت".
قوة الأرقام الاقتصادية تدفع الأسهم الأميركية إلى الهبوط
شهدت جميع الأسهم المُدرجة في مؤشر "ناسداك 100" تراجعاً يوم الخميس، حيث ارتفعت أحجام التداول بنسبة 12% فوق متوسطها خلال 30 يوماً، وهو نشاط بالكاد يوازي الركود المعتاد قبل موسم العطلة. كما قفز مؤشر (VIX) الذي يقيس التقلبات المتوقعة في أسهم التكنولوجيا، من أدنى مستوياته منذ أوائل ديسمبر.
قد تؤدي عمليات البيع الإضافية إلى زيادة الضغط على المستثمرين المتبقين الذين يملكون مراكز شراء لا يستعدون لخسارتها، حسبما ذكر الاستراتيجيون في "سيتي غروب"، ومن بينهم كريس مونتاجو يوم الإثنين.