بلومبرغ
أشار أندرو بوسورث، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة ميتا بلاتفورمز، إلى إخفاقات أكبر شركة تواصل اجتماعي في العالم، لإثبات أنه ينبغي السماح لها بشراء شركة ناشئة في الواقع الافتراضي.
في شهادته في محكمة اتحادية في سان خوسيه، كاليفورنيا، يوم الإثنين، يُعدّ بوسورث شاهداً لصالح "ميتا" في جهودها للتغلب على المنظمين الذين يسعون إلى منع الشركة من الاستحواذ على شركة "ويذين" (Within)، الصانعة لتطبيق "سوبرناتشورال" (Supernatural)، وهو تطبيق اللياقة البدنية الشهير في الواقع الافتراضي.
يُذكر أن لجنة التجارة الفيدرالية تدعي أن خطة "ميتا" لشراء المنافس ستمنحها ميزة غير عادلة في سوق الواقع الافتراضي المزدهر. وهذه الحجة هي اختبار مبكر لرئيسة لجنة التجارة الفيدرالية، لينا خان، وموقفها الأكثر تشدداً في إنفاذ مكافحة الاحتكار.
"ويذين" متطورة وفريدة من نوعها
لمواجهة ادعاءات لجنة التجارة الفيدرالية بأن شركة "ميتا"، الشركة الأم لشركة "فيسبوك، قد تخلت عن خططها الخاصة لتطوير تطبيق لياقة بدنية في الواقع الافتراضي لصالح شراء "ويذين"، قال بوسورث إن الشركة المستهدفة متطورة وفريدة من نوعها ومن المستحيل إعادة إنتاجها- حتى مع الأموال التي تمتلكها "ميتا".
كما قال بوسورث: "كل الموارد في العالم لا تشتري لك النجاح؛ وهذا ينطبق بشكل خاص على المحتوى التفاعلي الرقمي".
علاوةً على ذلك، أشار إلى فشل تطبيقات مثل "سبيسز أند فينوز" (Spaces and Venues)- التطبيقات المصممة لجعل المستخدمين يتفاعلون اجتماعياً مع الأصدقاء في الواقع الافتراضي، لافتاً إلى أن "ميتا" استثمرت بكثافة في "هورايزن وولدز" (Horizon Worlds) وروجت له، وهو خليفة "فينوز"، لكنه ما زال ليس ناجحاً بقدر ما كنا نأمل أن يكون.
ضغط قاضي المقاطعة الأميركية إدوارد دافيلا على بوسورث بشأن ادعائه بأن المنافسين الصغار يمكنهم التفوق على شركة بحجم "ميتا" من خلال تحسين تخصيص مواردهم. وقال بوسورث إن السؤال المهم هو "هل للشيء الذي تصنعه روح؟" وقال إن استنساخ تطبيق مثل "سوبرناتشورال" هو وصفة للفشل.
كما أوضح بوسورث أن "هناك فن في إنجازه"، مضيفاً أن "ويذين" قد استحوذت على عنصر بعيد المنال يتردد صداه لدى شرائح كبيرة من السكان. وقال: "لا يمكنك فقط إلقاء المال على ذلك، من الأفضل البناء حوله".
احتكار "ميتا" للواقع الافتراضي
رفعت لجنة التجارة الفيدرالية دعوى قضائية ضد "ميتا" في يوليو بشأن الصفقة زاعمة أن الشركة كانت تسعى إلى احتكار الواقع الافتراضي إلى حد كبير بنفس الطريقة التي اشترت بها "فيسبوك" كلاً من "أنستغرام" و"واتساب" لتوسيع هيمنتها على الشبكات الاجتماعية. وخلال إدارة ترمب، رفعت الوكالة دعوى قضائية ضد الشركة سعت إلى فك تلك الصفقات بأثر رجعي. وتُعدّ هذه القضية معلقة.
تمثل الدعوى الخاصة بشركة "ويذين" المرة الأولى التي تتحدى فيها لجنة التجارة الفيدرالية بشكل استباقي صفقة من قبل عملاق وسائل التواصل الاجتماعي، الذي اشترى أكثر من 100 شركة أصغر على مدار العقد الماضي. وتراقب شركات التكنولوجيا والمستثمرون الدعوى عن كثب وسط مخاوف من أن القضية قد تجعل عمليات الاستحواذ على الشركات الناشئة أكثر صعوبة.
الاستحواذ يساعد"ميتا" على الاستدامة
في المحكمة يوم الإثنين، أوضح بوسورث أيضاً رؤية "ميتا" الأوسع للواقع الافتراضي. وقال إن الشركة ما تزال تدعم المستهلكين ومطوري التطبيقات، وما تزال تخسر المال على سماعات الرأس. لكنه قال إن الاستحواذ على "ويذين" سيساعد الواقع الافتراضي وشركة "ميتا" على الاقتراب من الاستدامة. "نحن نعمل نحو نقطة بعيدة بعد أن اجتزنا النقطة الحرجة وبدأنا نجني الثمار".
قال دافيلا إنه سيصدر قراراً بحلول نهاية العام بشأن ما إذا كان سيتم منع استحواذ "ميتا" بينما تُجري لجنة التجارة الفيدرالية إجراءات إدارية أطول بشأن الصفقة في عام 2023. وشهد بوسورث أن عالم الواقع الافتراضي يتحرك بسرعة كبيرة للغاية مما لا يسمح لشركة "ميتا" بمحاربة معركة قانونية أطول. أضاف أن المنافسين يعملون بعيداً في تطبيقات اللياقة البدنية بينما نفعل شيئاً آخر في وقتنا، في إشارة إلى إجراءات المحكمة التي كان يشهد فيها.
أوضح: "إذا لم يتم إتمام هذه الصفقة في الوقت المناسب، فسننسحب على الأرجح".