بلومبرغ
ستبدأ ماليزيا في تخفيض دعم الكهرباء المقدمة للشركات الكبيرة والشركات متعددة الجنسية، وفق تصريحات رئيس الوزراء أنور إبراهيم، حيث تقوم الحكومة بتوجيه الإنفاق إلى دعم الفقراء.
قال إبراهيم في مؤتمر صحفي وجيز عقب اجتماع لمجلس الوزراء يوم الأربعاء إن الدعم لا ينبغي أن يذهب إلى شركات متعددة الجنسية وشركات كبيرة توجه إنتاجها للتصدير. وأضاف أن الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتلك التي تعمل في مجالي الزراعة وإنتاج الغذاء لن تتأثر بالقرار.
أوضح رئيس الوزراء: "قرارنا واضح: فلن نثقل على الشعب بالأعباء". الزيادة في الأسعار بالنسبة للشركات ستكون "متدرجة ومعقولة جداً حتى لا تلحق أي ضرر بأعمالها". وأضاف أن دعم الكهرباء سوف يكلف الحكومة نحو 30 مليار رينغيت في السنة القادمة.
أكد إبراهيم أن أهم أولويات حكومته هي تخفيف أعباء الزيادة في الأسعار عن كاهل الشرائح منخفضة الدخل. وقبل أسبوعين، طلب من الوزارات والهيئات المختصة أن تتخذ إجراءات من شأنها معالجة ارتفاع تكاليف المعيشة، وأن تبحث عن وسائل لإعادة توزيع الدعم الذي تستفيد منه حالياً الشرائح الغنية إضافة إلى الشركات.
عجز الموازنة
تعرضت موازنة ماليزيا، التي تعاني من أكبر عجز مالي بين دول جنوب شرق آسيا بعد الفلبين، إلى ضغوط شديدة بسبب تكاليف الحفاظ على أسعار السلع الضرورية عند مستوى أقل من أسعار السوق. وينتظر أن تبلغ تكلفة الدعم الحكومي رقماً قياسياً يصل إلى 80 مليار رينغيت (18 مليار دولار) هذا العام، مع توقعات بأن تشكل المزايا المخصصة للوقود وغاز الطهي وحدها نحو نصف هذه التكلفة.
تعافى اقتصاد ماليزيا سريعاً من تأثير جائحة كورونا، غير أن هذا التعافي لم يكن متكافئاً وخلف وراءه كثيرين ممن يعانون للحصول على الغذاء في مواجهة تفاقم معدلات التضخم.
قال أنور إبراهيم يوم الثلاثاء إن مزايا الدعم ينبغي توجيهها نحو الأشخاص الأكثر احتياجاً، وضرب مثلا بشركة إنتاج الكهرباء المملوكة للدولة "تيناجا ناشيونال" (Tenaga Nasional) التي يستفيد مليون من عملائها بأكثر من 50% من دعم الكهرباء. وأضاف أن الحكومة سوف تدرس آليات للتدخل على مستوى المستهلك لمعالجة نقص المعروض من السلع.
تحظى حكومة الوحدة التي يقودها أنور إبراهيم بدعم أربع مجموعات سياسية على الأقل، وقد أعرب عن ثقته في اجتياز التصويت على الثقة في الأسبوع القادم، وتعهد بإظهار أن تحالفه يمتلك الأغلبية عبر هذا التصويت عندما ينعقد البرلمان لمدة يومين في 19 ديسمبر الجاري.