بلومبرغ
تواجه منطقة اليورو شتاء قاسياً، مع اقتراب الاقتصاد من الدخول في ركود، وتسجيل التضخم أرقاماً من خانتين في أنحاء المنطقة، واحتدام الحرب على مقربة منها، وفقاً لما ذكرته المفوضية الأوروبية.
خفض مسؤولو الاتحاد الأوروبي في بروكسل اليوم الجمعة توقعاتهم لنمو الاقتصاد في عام 2023، مشيرين إلى نمو يكاد لا يُذكر. كما رفعوا توقعاتهم فيما يتعلق بأسعار المستهلك، حيث يعتقدون بأن الاقتصاد يتقلص في الوقت الحالي، وسيستمر في الانكماش خلال الربع الأول من 2023.
قريباً.. ذروة التضخم
قالت المفوضية: "في ظل حالة عدم اليقين المتزايدة، من المتوقع أن تدفع ضغوط أسعار الطاقة المرتفعة، وتآكل القوة الشرائية للأسر، وضعف البيئة الخارجية، وتشديد شروط التمويل، الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو ومعظم الدول الأعضاء، إلى الركود". وأضافت: "من المتوقع أن تؤدي ضغوط الأسعار المتزايدة إلى بلوغ التضخم ذروته في نهاية العام".
تلقي هذه التوقعات الضوء على التحدي الذي يواجه الحكومات الأوروبية ومحافظي البنوك المركزية في أوروبا، وهم يحاولون التغلب على صدمة تكلفة المعيشة المدفوعة بأسعار لطاقة، في وقت يستعد فيه المستهلكون، لليالٍ طويلة، وانخفاض في درجات الحرارة.
يئن الاقتصاد تحت وطأة التضخم الساحق الذي وصل إلى أعلى مستوى مسجل في عصر العملة الأوروبية الموحدة (اليورو)، عند 10.7% في أكتوبر. تعتقد المفوضية الأوروبية أن متوسط ارتفاع الأسعار سيكون 8.5% خلال 2022، و6.1% في عام 2023- وكلا الرقمين يعكسان توقعات أعلى بشكل ملحوظ من تلك الصادرة في يوليو.
التضخم في منطقة اليورو يتجاوز بوضوح مستهدف "المركزي الأوروبي"
تتوقع المفوضية الأوروبية أن يسجل الاقتصاد معدل نمو يبلغ 3.2% في 2022. وقد تم تعديل هذه التوقعات بالزيادة، فقط بفضل الأداء الأقوى من المتوقع حتى الآن. لكن في العام المقبل، تتوقع المفوضية أن يسجل الاقتصاد معدل نمو يبلغ 0.3%، بانخفاض عن التوقعات السابقة البالغة 1.4%.
الانكماش الأكبر في ألمانيا
تظهر التوقعات أن ألمانيا، أكبر اقتصاد في المنطقة، ستواجه انكماشاً أكثر حدة من أي دولة أخرى في منطقة اليورو خلال عام 2023. وعلى مستوى الاتحاد الأوروبي ككل، فإن الدولة الوحيدة الأخرى التي يُتوقع أن تواجه معاناة حادة، هي السويد.
من بين 15 دولة في منطقة اليورو قدّمت المفوضية الأوروبية بشأنها توقعات ربع سنوية للناتج المحلي الإجمالي، من المتوقع أن تعاني كل دولة انكماشاً لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.
قال المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية، باولو جينتيلوني، للصحفيين في بروكسل: "اقتصاد الاتحاد الأوروبي عند نقطة تحول"، والتوقعات "ضعفت بشكل كبير .. استمر التضخم في الارتفاع بشكل أسرع من المتوقع ، لكننا نعتقد أن الوصول إلى مستوى الذروة بات قريباً".
ألمانيا تضاعف صافي ديونها العام المقبل إلى 45 مليار يورو
على الرغم من أن هذه التوقعات الصادرة من بروكسل تُعتبر قاتمة، إلا أنها ربما تكون مبالغة في التفاؤل، وفقاً لما قالته مايفا كوزين، المحللة الاقتصادية في "بلومبرغ إيكونوميكس"، حيث تشير التوقعات التي جمعتها كوزين مع زملائها، إلى حدوث انكماش بنسبة 0.1% في عام 2023، بدلاً من الزيادة الطفيفة في الإنتاج التي توقعتها المفوضية الأوروبية.
تهديد الغاز
حذّرت المفوضية أيضاً من حدوث الكثير من الاضطرابات مرة جديدة في عام 2023.
قال مسؤولون: "لا تزال الآفاق الاقتصادية محاطة بدرجة استثنائية من عدم اليقين، مع استمرار الحرب العدوانية الروسية ضد أوكرانيا، واحتمال حدوث مزيد من الاضطرابات الاقتصادية لم تُستنفد بعد". وأضافوا: "يأتي التهديد الأكبر من التطورات السلبية في سوق الغاز، وخطر حدوث نقص في المعروض، خصوصاً في شتاء 2023-2024".
الاتحاد الأوروبي يناقش الجمعة آلية ضبط أسعار الغاز
قالت عضو مجلس الإدارة التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، إيزابيل شنابل، أمس الخميس، في حديثها عن آفاق السياسة النقدية، إن هناك حاجة لرفع تكاليف الاقتراض، إلى مستوى يكبح الاقتصاد. كما تحدثت عن خطر الانكماش.
قالت شنابل: "من الواضح أن خطر حدوث ركود قد تزايد، بالنظر إلى البيانات التي بين أيدينا.. يتعين علينا رفع أسعار الفائدة أكثر، وربما إلى مستويات مقيدة، لإعادة التضخم إلى مستهدفنا متوسط الأجل في الوقت المناسب".