بلومبرغ
تراجع سهم شركة "كوالكوم"، أكبر مصنع لوحدات المعالجة المركزية للهواتف الذكية، في نهاية جلسة التداول بعد أن أعلنت الشركة عن نتائج أقل كثيراً من المتوقع، مع معاناتها جراء التباطؤ الاقتصادي وعمليات الإغلاق المرتبطة بوباء كورونا في الصين.
أعلنت "كوالكوم" الأربعاء أن الإيرادات ستتراوح بين 9.2 مليار دولار و10 مليارات دولار خلال الربع الأول من العام المالي المقبل، في مقابل متوسط تقديرات للمحللين يبلغ 12 مليار دولار.
أكدت الشركة أن الأرباح، عدا بعض البنود، ستصل لـ2.45 دولار للسهم الواحد في أفضل الأحوال، فيما كان متوسط التوقعات 3.40 دولار.
أوضح مسؤولون تنفيذيون خلال مؤتمر عُقد عبر الهاتف أن "كوالكوم" تتعامل مع التباطؤ بطريقة جزئية عبر تجميد عمليات التوظيف. أضافت أن تعاظم المخزون الإضافي قد يحتاج لفترتين ربع سنويتين لبيعه بالكامل.
"كوالكوم" ترفع عرضها للاستحواذ على "فيونير" إلى 4.6 مليار دولار
الأجهزة الاستهلاكية
بينت هذه التوقعات أن سوق الأجهزة الاستهلاكية يتآكل بصورة أسرع مما كان منتظراً، مما تسبب في هبوط أسهم "كوالكوم" بنسبة 8.4%. حتى نشر التقرير، تراجع السهم 38% خلال السنة الحالية، حيث تأثر بمخاوف متعلقة بعدم استقرار الطلب على الهواتف الذكية.
ذكرت الشركة ومقرها بسان دييغو أثناء عرض تقديمي للمستثمرين: "تراجع الطلب بطريقة هائلة بأنحاء مختلفة من المستويات والمناطق جراء التدهور المتفاقم في بيئة الاقتصاد الكلي والقيود المستمرة الخاصة بوباء كوفيد بالصين".
قال الرئيس التنفيذي للشركة كريستيانو آمون إن فترة توليه لمنصبه ستُعرف عن طريق مدى نجاحه في توسع تكنولوجيا صانع الرقائق لتشمل مجالات جديدة، بما فيها معدات السيارات والشبكات وأجهزة الكمبيوتر. بينما تدر "كوالكوم" إيرادات أكثر من تلك الجهود الجديدة، ما زال الجزء الأكبر من مبيعاتها يأتي من الهواتف، مما يقيد النمو الكلي للشركة.
المنتجات الرئيسية
تعد وحدة المعالجة المركزية هي المنتج الرئيسي لـ"كوالكوم" الذي يشغل هواتف ذكية عديدة على مستوى العالم. تبيع أيضاً الشركة رقائق المودم التي تربط أجهزة "أيفون" التي تصنعها شركة "أبل" بشبكات بيانات عالية السرعة.
قبل 3 شهور، قلصت "كوالكوم" تقديراتها لشحنات الهواتف الذكية، وتوقعت تراجعاً في متوسط النسبة المئوية لأقل من 10% في 2022 مقارنة بالسنة السابقة. كانت شركات تصنيع الهواتف تعمل عن طريق المخزون الوافر قبل أن تعود للطلب.
تبدو الصورة حالياً قاتمة بدرجة أكبر. أشارت "كوالكوم" إلى أن سوق الهاتف ستنكمش في نطاق نسبة مئوية مخفضة تفوق ال10%، وسيبقى المخزون الوافر يشكل عبئاً على الطلبات على مدى الربع الأول من السنة المالية المقبلة.
جانب مضيء
رغم ذلك، يوجد جانب مضيء. كانت الشركة تتوقع أن تبدأ "أبل" في استبدال غالبية أجهزة مودم الجيل الخامس الخاصة بـ"كوالكوم" بأجهزة "أيفون" السنة المقبلة باستخدام أجزاء محلية الصنع. لم يعد من المنتظر القيام بذلك الأمر في 2023.
نجحت "أبل" في تجاوز تباطؤ سوق الهاتف الذكي بصورة أفضل من شركات عديدة بالقطاع، لكنها سجلت أيضاً قدراً من التراجع خلال الربع الأخير. ولدت أجهزة "أيفون"، وهو الجهاز الرائد لـ"أبل"، 42.6 مليار دولار تقريباً خلال هذه الفترة، وهو أقل مما كان يتوقعه المحللون بقليل.
عموماً، سجلت "أبل" نتائج قوية، بما يخالف اتجاه أرباح التكنولوجيا الضعيفة خلال الموسم الحالي. لكن شبح صعود أسعار الفائدة يخيم على الشركة. قادت شركتا "أبل" و"مايكروسوفت" أسهم التكنولوجيا للتراجع الأربعاء في أعقاب إشارة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول إلى أن التفكير في إيقاف عمليات زيادة أسعار الفائدة يعتبر أمراً سابقاً لأوانه.
عانت "أبل" أيضاً نتيجة الاضطرابات المرتبطة بوباء كوفيد بالصين، بما فيها إغلاق مجمع فوكسون تكنولوجي غروب في تشنغتشو خلال الأسبوع الحالي.
الربع الأخير
في "كوالكوم"، وصلت إيرادات الربع الأخير من العام المالي إلى 11.4 مليار دولار، بما يتواكب مع التقديرات. وبلغ الربح بالفترة المنتهية في 25 سبتمبر الماضي 3.13 دولار لكل سهم عدا بعض البنود. يتماشى هذا أيضاً مع التوقعات.
علاوة على بيع رقائق الهواتف الذكية، تصدر "كوالكوم" تراخيص التكنولوجيا الأساسية التي تقوم عليها شبكات الهاتف الحديثة. حتى شركات صناعة الهواتف التي لا تعول على رقائقها تدفع في مقابل حقوق الاستخدام لملكيتها الفكرية.
قال آمون في بيان معد سلفاً: "في حين تأثرت سلباً توقعاتنا المالية بصفة مؤقتة جراء زيادة حجم مخزون المنتجات الجاهزة للبيع، فإن استراتيجية التنويع والفرص طويلة الأجل الخاصة بنا لم تتبدل".