بلومبرغ
خفض البنك المركزي التركي أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي، وبمقدار أكبر مما توقعه المحللون، مما يشير إلى أنه على وشك إنهاء سلسلة التخفيضات التي بدأها في أغسطس الماضي.
قررت لجنة السياسة النقدية، بقيادة محافظ المركزي شهاب قاوجي أوغلو، اليوم الخميس، خفض سعر إعادة الشراء (الريبو) لمدة أسبوع واحد إلى 10.5% من 12%، على الرغم من ارتفاع التضخم السنوي إلى 83%.
قال البنك المركزي في بيان، إن قرار خفض سعر الفائدة جاء بعد تقييم العوامل التي تؤثر على السياسة النقدية مثل الطلب والتضخم الأساسي والعرض، مؤكداً أنه سيواصل استخدام جميع أدوات السياسة النقدية من أجل تعزيز الليرة.
توقع معظم الاقتصاديين الذين شملهم استطلاع أجرته وكالة بلومبرغ أن يخفض البنك المركزي التركي الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس بعد دعوات الرئيس رجب طيب أردوغان الصريحة لخفض الأسعار إلى خانة واحدة بحلول نهاية هذا العام.
ارتفاع التضخم
ذكر البنك في بيانه، أن اللجنة تراقب الأسواق العالمية وآثار التضخم العالمي عن كثب، موضحاً أن البنوك المركزية العالمية تشير إلى استمرار ارتفاع التضخم بسبب ارتفاع أسعار الطاقة.
يتوقع "المركزي" أن تبدأ عملية تخفيف التضخم بإعادة إنشاء بيئة السلام العالمي، جنباً إلى جنب مع الخطوات المتخذة بحزم لتعزيز استقرار الأسعار المستدام والاستقرار المالي، بحسب البيان.
تخالف تركيا الاتجاه العالمي فيما يتعلق بأسعار الفائدة، حيث خفضتها ثلاث مرات متتالية فيما يرفع فيه صانعو السياسة في البنوك المركزية العالمية تكاليف الاقتراض لمواجهة أكبر صدمات التضخم منذ عقود.
على الرغم من ارتفاع أسعار المستهلكين في تركيا لأعلى مستوى منذ عام 1998، فاجأ البنك المركزي التركي باستئناف التخفيضات في أغسطس بعد توقف دام شهوراً.
وصفت لجنة السياسة النقدية، ضغوط التضخم بأنها "مؤقتة"، وألقت باللوم في هذا الصدد على الارتفاع العالمي في تكاليف السلع، الذي أذكاه الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي، بحسب البيان.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أقال ثلاثة محافظين للبنك المركزي قبل قاوجي لأنهم اتخذوا موقفاً اعتبره غير تيسيري بما فيه الكفاية، يستعدّ للتنافس على فترة ولاية أخرى في منصبه، وهو يعطي الأولوية للنمو على حساب استقرار الأسعار والليرة التي تعد العملة الأسوأ من حيث الأداء منذ بداية 2022 في الأسواق الناشئة بعد البيزو الأرجنتيني.
إلى جانب التركيز على إنعاش الاقتصاد، يعتقد أردوغان أن أسعار الفائدة المنخفضة ستؤدي إلى انخفاض التضخم، وهي وجهة نظر تتعارض مع السياسة التقليدية ولم تدعمها حتى الآن الأدلة في تركيا.
مع ذلك قال أردوغان في أكتوبر إنه ما دام رئيساً "فسوف تستمر أسعار الفائدة في الانخفاض كل يوم وأسبوع وشهر".
يذكر أن المركزي التركي خفض سعر الفائدة من 15 إلى 14% في ديسمبر الماضي، ثم ثبتها لمدة 7 أشهر حتى يوليو الماضي، ليخفض الفائدة إلى 13% في أغسطس ثم إلى 12 في سبتمبر الماضي.