بلومبرغ
هوت الأسهم الأميركية في تعاملات نهاية الأسبوع بعد الرسالة الواضحة والمقتضبة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأنَّ أسعار الفائدة ستبقى مرتفعة لفترة من الزمن، مما يضع حداً لما يتردّد عن وجود جناح داخل البنك المركزي الأميركي قد يجعل من عملية مكافحة التضخم أمراً معقّداً.
تعمّقت خسائر السوق أكثر في فترة ما بعد الظهيرة في تعاملات "وول ستريت"، فقد خسر مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" أكثر من 3% من قيمته مسجلاً أسوأ أداء يومي له منذ منتصف يونيو، فيما انخفض مؤشر "ناسداك 100" الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا بأكثر من 4%.
حديث متشدد لـ"باول" يربك توقعات رفع الفائدة الأميركية
انخفضت مؤشرات الأسهم الرئيسية إلى ما دون متوسط مستوياتها على مدى 100 يوم، مما يشير إلى احتمال تكبّدها المزيد من الخسائر في الفترة المقبلة وفقاً لبعض المتداولين. وقد ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين، والتي تعتبر الأكثر حساسية تجاه قرارات السياسة النقدية الوشيكة، في وقت ارتفع فيه الدولار الأميركي أيضاً مقابل العملات الرئيسية.
مصير متداولي السندات في 2022 مرهون باجتماعات "جاكسون هول"
كانت الأصوات المنادية بالمزيد من التشدد في السياسة النقدية قد سبقت ندوة جاكوسن هول، حيث بدا تخفيف الظروف المالية واضحاً بعد الانتعاش الأخير للأسواق الذي بدأ بغطاء قصير، واستعادة الأسهم 7 تريليونات دولار إلى قيمتها منذ منتصف يونيو، مع المفارقة بأنَّ هذا الانتعاش كان مرتبطاً إلى حد كبير بتوقُّعات حذرة. وتحدّث المتداولون عن سبب آخر للهبوط الذي سجلته الأسهم الجمعة، والمتمثل في القلق من أنَّ سياسة التشديد النقدي تزيد من احتمالات حدوث ركود اقتصادي في العام المقبل.
"العريان": الفيدرالي متأخر جداً في تحركاته ولا ينبغي أن "تطرف له عين"
رفع الفائدة
قال جو غيلبرت، مدير محفظة في شركة "إنتغريتي أسيت مانجمنت" (Integrity Asset Management): "يريد باول زيادة تشديد الأوضاع المالية، كما أنَّه يريد أن تعرف الأسواق أنَّ بنك الاحتياطي الفيدرالي ليس مستعداً بعد لإعلان انتصاره في معركة التضخم. لقد تخلى عن أي احتمالات لخفض أسعار الفائدة قريباً، وهو احتمال تعيد الأسواق تسعيره".
يجري تسعير العقود الآجلة على أساس احتمالات متساوية بزيادة الفائدة، إما بواقع نصف نقطة مئوية أو ثلاثة أرباع النقطة المئوية، خلال اجتماع لجنة السياسة النقدية في البنك الاحتياطي الفيدرالي الأميريكي في سبتمبر المقبل. وقد ارتفع مقدار التشديد الإضافي الذي تسعّره الأسواق لهذا العام بشكل طفيف، فيما يرى المتداولون أنَّ هناك احتمالات أقل بخفض أسعار الفائدة في عام 2023.
من جهته، قال كليف هودج، من "كورنر ستون ويلث" (Cornerstone Wealth)، إن الاحتياطي الفيدرالي سيواصل إجراءاته الحادة على حساب النمو، وبالتالي؛ ينبغي على المتداولين توقُّع المزيد من التقلبات، مع ظروف أكثر صرامة بالنسبة إلى الأسهم.
قال هودج: "لا يمكن لباول أن يخرج ويقول إنَّ بنك الاحتياطي الفيدرالي يسير بنا مباشرة إلى الركود من أجل وضع حد للتضخم، لكنْ هذا ما تدلّ عليه رسالته بشكل لا لبس فيه. فماذا يعني هذا بالنسبة إلى الأسواق؟ إنَّه يعني التقليل بشكل كبير من إمكانية الهبوط السلس ومن فرص تسجيل ارتفاعات جديدة هذا العام".
إفادة باول
جدّد رئيس الاحتياطي الفيدرالي التأكيد على أنَّ زيادة أخرى "كبيرة بشكل اعتيادي" على أسعار الفائدة، قد تكون هي الخطوة المناسبة في اجتماع الشهر المقبل، على الرغم من أنَّه لم يلتزم برقم محدّد، إذ قال إنَّ القرار سيتوقف على البيانات التي ستصدر قريباً.
كذلك، أكد العديد من المسؤولين أنَّ لا شيء سيكون نهائياً بعد بالنسبة إلى البنك المركزي، حيث أشارت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، إستر جورج، إلى أنَّ المستوى الذي تتجه إليه الفائدة على الأموال الفيدرالية، قد يكون أعلى من المستوى الذي تأخذه الأسواق في الحسبان حالياً.
من جهته، أغدق وزير الخزانة الأميركي السابق لورانس سامرز على بنك الاحتياطي الفيدرالي ببعض الثناء النادر، إذ قال إن تعهّد باول الأخير بكبح جماح التضخم جاء "حازماً". وأضاف أنَّ رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "فعل ما كان يجب عليه فعله"، مشيراً إلى أنَّه من الواضح أنَّ "الأولوية القصوى" لدى الاحتياطي الفيدرالي هي لخفض التضخم من أعلى مستوياته في أربعة عقود.
ابتعاد عن الأسهم والسندات
إلى ذلك، رأى خبراء استراتيجيون في "بنك أوف أميركا" أنَّ المستثمرين يتسابقون في هذه المرحلة للتخارج من الأسهم والسندات على حد سواء، في ظل القلق بشأن المخاطر الاقتصادية التي قد تترتب على إقدام الاحتياطي الفيدرالي بقوة على رفع أسعار الفائدة.
شهدت صناديق الأسهم العالمية تدفقات خارجة بقيمة 5.1 مليار دولار خلال أسبوع حتى 24 أغسطس، فقد شهدت الأسهم الأميركية أول عمليات تسييل لها في ثلاثة أسابيع، وفقاً لمذكرة من "بنك أوف أميركا" نقلاً عن بيانات "إي بي إف آر غلوبال" (EPFR Global). وسجلت صناديق التكنولوجيا الحساسة لأسعار الفائدة، أكبر تدفقات خارجة لها منذ نوفمبر 2021، في حين قادت السندات ذات العائد المرتفع عمليات استرداد 800 مليون دولار من صناديق السندات العالمية، بينما أظهرت البيانات أنَّ حوالي 600 مليون دولار خرجت من الاستثمار في الذهب.
أحدث البيانات
آظهرت البيانات التي صدرت يوم الجمعة أنَّ الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة ارتفع بأقل من التوقُّعات، حيث تحوّل هذا المقياس الرئيسي للتضخم إلى سلبي. وارتفعت معنويات المستهلكين الأميركيين أكثر من المتوقَّع في أغسطس، مع تراجع توقُّعات التضخم للعام المقبل، مما يشير إلى تزايد تفاؤل الأميركيين في ظل استمرار انخفاض أسعار البنزين.
فيما يلي بعض التحركات الرئيسية في السوق:
الأسهم
هبط مؤشر "ستاندر آند بورز 500" بنسبة 3.4% عند الإغلاق.
هوى مؤشر "ناسداك المركب" بنسبة 4.1%.
انخفض مؤشر "داو جونز الصناعي" بنسبة 3%.
انخفض مؤشر "إم إس سي آي العالمي" بنسبة 2.5%.
العملات
ارتفع مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري بنسبة 0.5%.
هبط اليورو بنسبة 0.1% إلى 0.9965 دولار.
انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.8%% إلى 1.1738 دولار.
انخفض الين الياباني بنسبة 0.7% إلى 137.42 ين للدولار.
السندات
سجل العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات تغيّراً طفيفاً إلى 3.03%.
ارتفع عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات 7 نقاط أساس إلى 1.39%.
انخفض العائد على السندات البريطانية لأجل 10 سنوات نقطة أساس واحدة إلى 2.60%.
السلع
ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط 0.4% إلى 92.85 دولار للبرميل.
انخفضت العقود الآجلة للذهب 1.2% إلى 1,749.60 دولار للأونصة.