هبوط اليورو لأدنى مستوى في عقدين أمام الدولار قد يمهد لتراجع أقوى

هبط سعر صرف اليورو لأدنى مستوى جديد خلال عقدين مع بداية تأثير دولار منتعش واحتمالية فصل شتاء صعب في المنطقة. يعد التراجع مجرد بداية انخفاض أشد للعملة، بحسب خبراء استراتيجيين.

وصل اليورو الثلاثاء إلى 0.9909 دولار، وهو أدنى مستوى منذ أواخر عام 2002، وسجل انخفاضاً في أحدث تعاملات بنسبة 0.29% إلى 0.9914 دولار.

يتوقع مصرف "مورغان ستانلي" أن يهبط ​​اليورو إلى 0.97 دولار خلال الربع الحالي من السنة، وهو مستوى لم نره منذ أوائل العقد الأول من القرن الـ21.

تستهدف شركة "نومورا إنترناشيونال" (Nomura International) 0.975 دولار مع نهاية سبتمبر المقبل، وعلى إثر ذلك ربما يبحث السوق عن مستوى 0.95 دولار أو أقل، حيث تزيد الضغوطات على إمدادات الطاقة من مخاطر انقطاع التيار الكهربائي ومن المحتمل أن يرفع واردات اليورو.

الدولار القوي

كتب كيت جوكس، خبير استراتيجي بوحدة صرف العملات الأجنبية لدى بنك "سوستيه جنرال" في رسالة للعملاء: "ستشهد نهاية الصيف عودة اليورو للخضوع للضغوط، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن سعر الدولار مناسب للشراء وجزئياً لأن سيف المخاطر المسلط على اقتصاد أوروبا لم يختف".

ستكون الأسواق متأهبة للتوضيح حول استجابات البنوك المركزية للقوى المتضاربة لمخاطر الركود الاقتصادي وصعود الأسعار خلال ندوة منتجع "جاكسون هول" خلال الأسبوع الجاري. ومن المنتظر أن يكرر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول التزام البنك المركزي بالتصدي للتضخم في الولايات المتحدة، كما سيلحق به مسؤولون من البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا المركزي.

"على الأرجح سيكون اليورو عرضة بصفة خاصة لمراجعة التوقعات الأساسية لبنك الاحتياطي الفيدرالي، إذ تبني البنك المركزي الأوروبي ثاني أقوى موقف تشاؤمي ممكن وسط البنوك المركزية لمجموعة الدول العشرة الكبرى" بعد بنك اليابان، بحسب الخبير الاستراتيجي أولريش لوختمان ببنك "كوميرز بنك". كتب في رسالة أنه يتوقع أن سعر اليورو مقابل الدولار سيلامس 0.98 مع نهاية السنة الحالية.

عامل محفز مهم

قد يكون التراجع في مقاييس الظروف المالية الأميركية خلال الصيف الحالي، رغم الوتيرة الحادة لزيادة أسعار الفائدة، محفزاً آخر لتشدد أكثر من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، بحسب الخبير الاستراتيجي لدى "مورغان ستانلي" ديفيد آدامز، ما يجعل لهجة باول بمنتجع "جاكسون هول" عاملاً محفزاً مهماً محتملاً للدولار.

الرهانات على هبوط اليورو تقفز إلى مستويات أولى أيام الجائحة

قد تأتي فرص المضاربين لمطاردة هبوط اليورو أيضاً من بيانات مؤشر مديري المشتريات الأوروبية لهذا الأسبوع ومن المحتمل أن تكون البيانات قاتمة من استطلاع رأي شركة "إنفورميشن أند فوشين" الألماني (Ifo). وتواجه المنطقة مصاعب مع صعود أسعار الغاز الطبيعي لمستويات قياسية، في ظل تقلص الإمدادات الشحيحة فعلاً جراء تعطل النقل بواسطة السفن للسلع الأساسية عقب صيف جاف بصورة غير اعتيادية.

كما سجل اليورو أدنى مستوى له منذ 7 أعوام مقابل الفرنك السويسري يوم الاثنين، وربما ينجم عن ظهور علامات ركود أكثر ضعفاً أمام عملة الملاذ الآمن. يتوقع المحللون الاستراتيجيون ببنك "غولدمان ساكس غروب" وجود فرصة لهبوط العملة إلى مستويات أعلى من 80 سنتيماً وأقل من 90 سنتيماً لكل يورو في حالة حدوث انكماش اقتصادي حاد نظراً لشح إمدادات الغاز الروسي.

مضاربة مركز الين القصير

لا تعد اليورو العملة الوحيدة التي تعاني جراء قوة الدولار. قد تعود المضاربة على مركز الين القصير، وهو مركز استثماري مفضل على نطاق واسع السنة الحالية، مع تطلع المضاربين إلى المستوى 140 الأساسي. كما أن الجنيه الإسترليني لا يعتبر بعيداً عن أدنى مستوى له خلال سنتين مقابل الدولار، رغم صعود عائدات السندات البريطانية.

"غولدمان ساكس" يستبعد التدخل في سعر صرف اليورو ويرجحه بشأن الين

تكشف بيانات المركز الاستثماري لدى لجنة تداول السلع الآجلة للأسبوع المنتهي في 16 أغسطس الجاري عن أن صناديق استثمار ممولة بالقروض تمثل غالبية مركز الجنيه الإسترليني الطويل منذ مارس 2020، ما يجعلها مستعدة لإجراء صفقة بيع محتملة، بحسب جوكس من "سوستيه جنرال". وسع المضاربون بهذه الصناديق مراكزهم القصيرة لليورو لأقصى مدى خلال 3 أسابيع.

قال جوردان روتشستر، المحلل الاستراتيجي لدى "نومورا إنترناشونال" بلندن: "أشك بأن عدداً محدوداً للغاية من العاملين بمجال التمويل بالاستدانة شارك في غضون الأيام الثلاثة الماضية بحركة الأسعار، وسيستحوذ اختراق سعر التعادل حالياً باهتمام أكبر".