بلومبرغ
أصدرت مُشغلة شبكة الكهرباء في المملكة المتحدة تحذيراً أمس الخميس من أن المخزون المؤقت للإمدادات سينخفض، ما يدفع للتحرك للحد من صادرات الطاقة إلى الدول المجاورة.
بينما أكدت مُشغلة نظام النقل ثقتها في أن هوامش الكهرباء كافية، كان المقياس منخفضاً بما يكفي لإطلاق التحذير التلقائي عند الساعة 6 مساءً للسوق. تواجه سوق الكهرباء في أوروبا، المرتبطة ببريطانيا، ضغوطات شديدة الصيف الحالي، إذ تُغلق غالبية المحطات النووية الفرنسية لأعمال الصيانة في نفس الوقت الذي تقوّض فيه موجات الحرارة المرتفعة والجفاف إمدادات الطاقة الكهرومائية.
جاء في نص التغريدة لمشغلة نظام توزيع الشبكة الوطنية:
يثق مشغل نظام النقل في أن هوامش الكهرباء كافية لهذا المساء (الخميس). رغم ذلك، تم إطلاق إشعار السعة للسوق من خلال النظام الآلي.
عجز وتوقف
قال فيل هيويت، مدير شركة "إنابسياس" (Enappsys): "يعاني النظام من عجز في الكهرباء، وحالياً لم يبق أي مولد رئيسي للعمل في بريطانيا. فكلها الآن إما تعمل أو في حالة انقطاع".
لفت هيويت إلى أن هذا يعني أن الخيار الوحيد لدى الشبكة الوطنية هو عكس تدفقات الربط البيني إلى داخل المملكة المتحدة. كان هناك ما يبلغ من 4 غيغاواط يتم استيرادها هذا الصباح لحل مشكلة نقص الكهرباء.
قد يصبح الربط البيني مسألة مثيرة للجدل خلال الشتاء الحالي، إذ تسعى الدول لتعزيز الإمدادات المحلية مع تقليص روسيا لتدفقات الغاز إلى القارة. قالت النرويج، وهي مُصدّر كبير للمملكة المتحدة، إنها تنظر في تقليص الصادرات عند انخفاض مستوى الخزانات المائية. كما انعكس الأمر في فرنسا، التي عادة ما كانت مُصدّراً كبيراً لأوروبا، لتصبح مستورداً صافياً يضع ضغوطاً على الأسواق المحيطة به.
ارتفاع الأسعار
صعدت أسعار كهرباء يوم الجمعة في المملكة المتحدة بنسبة 17% لتبلغ 336.20 جنيه إسترليني للميغاواط بالساعة، أي أكثر من 6 أضعاف المتوسط الموسمي خلال الأعوام الخمس الماضية. كانت بعض الأسعار اليومية أعلى يوم الخميس، إذ وصل سعر الكهرباء الفوري في بورصة تداول الكهرباء الأوروبية إلى 603.37 جنيه إسترليني للميغاواط بالساعة بداية من الساعة 7:30 مساء إلى الساعة 8 مساء.
في فرنسا، وصل متوسط الأسعار خلال اليوم 750.36 يورو للميغاواط / ساعة هذا المساء. عادة ما تعني الأسعار المرتفعة إرسال المملكة المتحدة للصادرات، ولكن اليوم ليس هناك فائض كاف.
ظروف جوية
تمر المملكة المتحدة بمنتصف موجة من الحر الشديد التي تزيد الطلب على التبريد. في هذه الأثناء، يساهم نظام الضغط العالي في الحد من الرياح، ما يجعل أسطول البلاد من توربينات الرياح ينتج قدراً محدوداً من الكهرباء. نفس الظروف الجوية تنتشر عبر أوروبا، إذ عانت فرنسا من موجة حر شديدة ثالثة، وأسوأ موجة جفاف في تاريخها.
قالت الشبكة الوطنية في تقرير لها عن توقعاتها للشتاء المقبل إنها ترجح إصدار تحذيرات أكثر على غرار هذا التنبيه لمحاولة الحفاظ على توازن السوق عندما يزداد الطلب.