بلومبرغ
من الصعب أن نتوقع عوائد أسهم التكنولوجيا في الصين الآن أكثر من أي وقت مضى، في عصر تحول سياسة الحكومة، وارتفاع أسعار الفائدة، وفتور النشاط الاقتصادي.
إليك على سبيل المثال موقف أليكس ياو من بنك "جيه بي مورغان تشيس" الذي خفض تقييم 28 شركة من شركات الإنترنت الصينية خلال مارس الماضي، واصفاً القطاع بأنه "غير قابلة للاستثمار" قبل أن يشهد صعوداً هائلاً مباشرة. بعدها، تحول ياو إلى ترقية القطاع في منتصف مايو، ورغم أن المؤشرات ارتفعت منذ ذلك الحين، إلا أن أسهم أكبر شركة تكنولوجية صينية "تينسنت هولدينغز" تراجعت بنسبة 20% تقريباً، أما مجموعة "علي بابا" فباتت على بعد شعرة واحدة من محو كل المكاسب التي حققتها منذ ترقية ياو للسهم.
لو اتبع مستثمر توصيات ياو بشأن "تينسنت" كان سيخسر 48% خلال العام الماضي، وهي أسوأ نسبة بين المحللين الذين يتبعون السهم، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ". مع ذلك، أصدرت مجموعة كبيرة من المحللين توقعات مشابهة لياو. وكان من الممكن أن تؤدي استراتيجيات العديد من المحللين حول سهم "تينسنت" إلى خسائر تزيد عن 30%.
لم يستجب ياو و"جي بي مورغان" لطلبات التعليق.
تقلبات وشكوك
قال توم ماسي، مدير محافظ بشركة "جي دبليو آند كيه إنفسمنت مانجمنت"(GW&K Investment Management) في نيويورك: "نعتقد أنه من الصعب للغاية تحديد الوقت المناسب للانتقال إلى السوق الصينية. فما نشهده الآن هو عواقب التباطؤ الناجم عن إغلاق الاقتصاد بسبب كوفيد، وزيادة عدم اليقين بشأن سوق العقارات، والضغط المتزايد من جانب البطالة".
شهدت أسهم شركات الإنترنت الصينية تقلبات عنيفة حتى وفقاً لمعايير قطاع التكنولوجيا المتقلب.
خسر مؤشر "ناسداك غولدن دراغون تشاينا" -الخاص بالشركات المدرجة في الولايات المتحدة- ثلاثة أرباع قيمته مقارنة بالقمة التي وصل إليها في فبراير 2021، وبلغ بذلك مستوى متدنيا في مارس من هذا العام، بعد خسائره الفادحة جراء حملة التضييق التنظيمي الحكومية. بعد ذلك، حقق المؤشر المعياري قفزة قاربت 60% بسبب الوعد الصيني الكبير بأن أسوأ ما في حملة التدقيق الرقابية قد انتهى. لكن هذا الارتفاع تلاشى في أواخر يونيو الماضي بسبب القلق المتزايد من أن الشركات ستُشطب من البورصات الأميركية، وأن الأرباح ستتقلّص نتيجة للتباطؤ الاقتصادي.
"غير قابل للاستثمار"
تراجعت أسهم "تينسنت"، الثلاثاء، إلى أدنى مستوياتها منذ 2018 بعدما فشلت في الحصول على تراخيص جديدة لألعاب عبر الإنترنت.
قال أشخاص مطلعون على الأمر في مايو الماضي إن توقع ياو الرائج في مارس الماضي لم يكن ينبغي أن يستخدم وصف "غير قابل للاستثمار". وطلب فريق عمل"جيه بي مورغان" المسؤول عن فحص أبحاث البنك إزالة هذا الوصف من التقارير الـ28 التي صاغها ياو وفريقه قبل نشرها، على حد قول الأشخاص، لكنها ظهرت مع ذلك في 4 تقارير بسبب خطأ تحريري.
حتى الآن ما يزال أغلب المحللين متمسكين بتوقعاتهم الصعودية. حصلت "تينسنت" على أكبر عدد من توصيات الشراء مقارنة بأي شركة آسيوية أخرى، في حين أن "علي بابا" وشركة "ميتوان" العملاقة لتوصيل الطلبات قريبان أيضاً من صدارة القائمة، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ". يتوقع المحللون ارتفاع أسهم الشركات الثلاثة بنسبة 38% على الأقل في الأشهر الـ12 المقبلة. وارتفعت أسهم "علي بابا" بنسبة 2.5% في نيويورك الثلاثاء الماضي.
اختبار واقعي
موسم أرباح شهر أغسطس سيمثل اختباراً واقعياً. يتوقع المحللون أداءً فصلياً ضعيفاً لشركات التكنولوجيا الصينية، في ظل تأثر الفترة من أبريل إلى يونيو سلباً بإغلاق الدولة للمدن الكبرى.
من المتوقع إعلان "علي بابا" عن أول انخفاض في إيراداتها الفصلية على الإطلاق خلال هذا الأسبوع.
قال ديفيد واديل، الرئيس التنفيذي وكبير استراتيجيي الاستثمار في"واديل آند أسوشيتس" (Waddell & Associates): "يجب أن تتعزز الثقة في استعداد الدولة للسماح لهذه الشركات بالازدهار، وأن وتيرة الإغلاقات الصينية ستتراجع، وأن فترات الركود في الدول المتقدمة لن تلقي بظلالها على نظيراتها من الدول النامية".
نهج استباقي
خفضت شركات التكنولوجيا أكثر من 60 ألف وظيفة هذا العام، وفقاً لموقع "لاي أوفس دوت فاي" (Layoffs.fyi)، الذي يتتبع كلاً من الشركات المتداولة تداولاً عاماً ونظيراتها من الشركات المغلقة.
سرحت شركة "أوراكل"، الإثنين الماضي، موظفين في التسويق وقسم تجربة العملاء في الولايات المتحدة، رغم عدم تحديد حجم التسريحات فوراً.
رايمو لينتشو، المحلل في "بنك باركليز"، قال إن "إدارة (أوراكل) تتخذ نهجاً استباقياً" في الوقت الذي تضرب فيه الرياح الاقتصادية المعاكسة شركة البرمجيات العملاقة.
انخفض سهم الشركة 11% هذا العام، مقارنة بتراجع 21% في مؤشر "ناسداك".