الحرب الروسية الأوكرانية تحول ناقلات الوقود إلى سلعة للمضاربة

time reading iconدقائق القراءة - 11
ناقلة نفط راسية في حوض للغاز والنفط في ميناء كونستانتا. رومانيا - المصدر: بلومبرغ
ناقلة نفط راسية في حوض للغاز والنفط في ميناء كونستانتا. رومانيا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تسبب غزو روسيا لأوكرانيا في اشتعال قطاع من قطاعات سوق الشحن، مع ارتفاع أسعار الناقلات حتى دفعت الشركات إلى المسارعة إلى شراء السفن بدلاً من استئجارها.

القيود التجارية المفروضة على موسكو قلبت حركة تدفقات الوقود رأساً على عقب، حتى أن مزيداً من السفن صارت عالقة على طرق المسافات الطويلة، في حين تتعامل سفن أخرى مع الشحنات الروسية. وترتب على ذلك انخفاض عرض الناقلات، وارتفاع تكاليف الشحن، والتدافع من أجل شراء السفن المستعملة، حتى ارتفع سعر ما يسمى بـ"الناقلات النظيفة" بنسبة تصل إلى 60% خلال هذا العام، وفقاً لمنصة تقييم اليخوت "فيسيل فاليو" (VesselsValue).

الطلب الكبير

تتعرض أسواق السلع الأولية، وقطاع الشحن الذي يحتل أهمية حيوية في نقل المواد الخام في جميع أنحاء العالم، إلى الانهيار بسبب أسوأ أزمة عسكرية تشهدها أوروبا منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية. وفي حين أن أسعار الشحن قد تراجعت مؤخراً بعد أن بلغت أعلى مستوياتها، لا يزال من المرجح أن يحقق مالكو السفن أرباحاً جيدة خلال ما تبقى من العام، وفقاً لأنوب سينغ، رئيس قسم أبحاث الناقلات في شركة "برايمار إيه سي إم شيببروكينغ" (Braemar ACM Shipbroking).

قال سماسرة السفن لـ"بلومبرغ" إن المشترين يظهرون استعداداً لدفع مبالغ طائلة في ظلّ تفوق الطلب على المعروض. وأوضحوا أنّ الشركات التي تأمل في الاستفادة من ارتفاع الأسعار تعمل على شراء السفن الحالية المتوفرة لأنّ الطلب على ناقلة جديدة يستغرق ما يصل إلى ثلاث سنوات.

ارتفاع الأسعار

في المجمل، بيعت 184 "ناقلة نظيفة" بقيمة 3.79 مليار دولار خلال الأشهر السبعة السابقة على شهر يوليو، وفقاً لبيانات "فيسيل فاليو". ويعد ذلك رقماً قياسياً من حيث قيمة وعدد الصفقات التي نفذت في خمس سنوات على الأقل.

من بين أحدث الصفقات التي عقدت، شراء ناقلة كورية الصنع، تتحرك على المسافات المتوسطة ويبلغ عمرها 14 عاماً، بسعر 19.3 مليون دولار خلال الأسبوع الماضي، وفقاً لسماسرة السفن الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم. وهو سعر يزيد بقيمة 5 ملايين دولار عن سعر سفينة مماثلة تم شراؤها في أبريل الماضي.

بيعت ناقلة "لارغو صن" (Largo Sun) التي تبلغ من العمر ست سنوات، مقابل 35 مليون دولار هذا الشهر، وفقاً لأوليفيا واتكينز، كبيرة محللي الشحن في "فيسيل فاليو" ، التي أشارت إلى أن ناقلات المنتجات البترولية كانت السفن الأكثر شراءً في يوليو. حيث ارتفعت أسعار السفن القريبة من هذا العمر بأكثر من 20%.

ارتفع متوسط قيمة الناقلة التي تعمل على المسافات الطويلة ويبلغ عمرها 15 عاماً - وهو عمر شائع التداول للسفن المستعملة - بنسبة 60% تقريباً هذا العام، في حين ارتفعت قيمة الناقلة التي تعمل على المسافات المتوسطة وعمرها 15 عاماً أيضاً بأكثر من 40%، وفقاً لبيانات الشركة.

وارتفعت أسعار ناقلات الوقود في ظلّ سعي المشترين من الدول الغربية إلى إيجاد بدائل للوقود المستورد من روسيا، عبر شراء شحنات من أسواق أبعد. ما يعني قطع سفن الشحن مسافات أبعد، بما يحدّ من توافرها.

من جانبه قال أنوب سينغ: "قد لا يؤثّر الطلب بالفعل في الحفاظ على الأسعار المرتفعة لفترة طويلة"، مُضيفاً أنّه من المرجح أن يستمر ارتفاع أرباح معظم شركات الشحن خلال نصف العام الحالي.

تصنيفات

قصص قد تهمك