بلومبرغ
قالت تركيا إنَّ صادرات الحبوب من موانئ في أوكرانيا قد تعود من جديد خلال أسبوع لتبلغ 25 مليون طن بحلول نهاية السنة الجارية بعد أن توسطت في التوصل لاتفاق بين كييف وموسكو أدى إلى الحد من مخاوف حدوث أزمة غذاء عالمية.
قال إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أثناء مقابلة معه الثلاثاء، إنَّ التوقيت المحدد لإنطلاق الصادرات التي توقفت جراء الغزو الروسي سيحدده العمل التحضيري على الجانب اللوجيستي.
علق ما يقدر بنحو 100 سفينة محملة بالحبوب والمنتجات الزراعية في الموانئ الأوكرانية عندما اندلعت الحرب. تتوقَّع الأمم المتحدة أن تتحرك أول سفينة خلال أيام قليلة، واقترح مستشار لشركات التأمين العالمية آلية قد تساعد في توفير تغطية تأمينية للتجارة.
تحديات
برغم ذلك؛ فإنَّ تحقيق توقُّعات كالين بالنسبة للصادرات بحلول ديسمبر المقبل قد يشكل تحدياً. تقول شركة التحليل "يو كيه إغري كونسولت" (UkrAgroConsult) إنَّ موانئ البحر الأسود ذات الصلة - أوديسا وتشورنومورسك وبيفديني – تحظى بسعة تشغيل قصوى تصل مجتمعة إلى 3.5 مليون طن شهرياً.
من المنتظر أن تفتتح تركيا مركز عمليات مشتركة مع أوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة الأربعاء لتنسيق عملية التجارة بحسب الاتفاقية.
أثارت ضربة صاروخية روسية استهدفت أوديسا عقب التوصل إلى الاتفاق شكوكاً حيال التزام موسكو به، لكنَّ كالين رفض هذه المخاوف. قالت الأمم المتحدة في وقت لاحق إنَّ الأطراف كافةً أكّدت مجدداً عزمها على إنجاح الاتفاق.
الدور التركي
توّج الاتفاق شهوراً من الجهود الدبلوماسية للزعيم التركي، الذي تبنى موقفاً متوازناً منذ دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا في فبراير الماضي.
اتسمت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي بالصراحة إزاء دعمها لأوكرانيا، وقدّمت شركة يترأسها صهر أردوغان عشرات الطائرات من دون طيار المزودة بالأسلحة لدعم الجيش الأوكراني. برغم ذلك، أحجمت أنقرة عن الانضمام إلى عملية فرض العقوبات على روسيا وحافظت على خطوط الاتصال مفتوحة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
"إذا أحرق الجميع الجسور مع روسيا، فمن سيتكلم معهم؟، وفقاً لكالين، أضاف: "رأينا (من خلال هذه الاتفاقية) مدى أهمية توازن الموقف التركي".
دبلوماسية أمنية
زاد غزو أوكرانيا من الجبهات التي تحتاج تركيا فيها إلى التعامل مع جارتها روسيا. وفّرت موسكو ربع واردات تركيا من النفط الخام، ونحو 45% من مشترياتها من الغاز الطبيعي خلال السنة الماضية.
أصبحت الدولتان متورطتين في بؤر التوتر الجيوسياسي، بما فيها الحرب في سوريا وليبيا. وباتت موسكو الحليف الأساسي لنظام بشار الأسد الحاكم في دمشق، بينما قدّمت تركيا الدعم للجماعات المتمردة المعارضة له.
أرسلت تركيا في الماضي قوات إلى منطقة شمال سوريا، إذ كانت عازمة على منع حدوث موجة جديدة من اللاجئين تتجه صوب حدودها والتصدي للمسلحين الأكراد الذين تعتبرهم أنقرة بمثابة تهديد هائل.
الجماعات الكردية
أعاد كالين التأكيد على تعهد أردوغان الأخير بتوجيه ضربة للجماعات الكردية "الإرهابية" مرة أخرى في سوريا، إذ قال إنَّ عملية عسكرية عبر الحدود من الممكن أن تبدأ "في أي وقت".
برغم ذلك؛ فإنَّ الخطط التركية لشن عملية أخرى لإبعاد المسلحين عن منطقة الحدود واجهت معارضة من قبل الولايات المتحدة، وكذلك من روسيا وإيران التي تعتبر الداعم الأساسي الآخر للأسد.
تقول أنقرة إنَّ الجماعات الكردية المسلحة في سوريا - التي كانت مدعومة من قبل الدول الغربية في الحرب مع الدولة الإسلامية - لا يمكن التفريق بينها وبين حزب العمال الكردستاني أو "بي كيه كيه". يقاتل حزب العمال الكردستاني من أجل الحصول على حكم ذاتي في منطقة جنوب شرق تركيا منذ عقود، وقد صنّفته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية.
انتقادات
جاء في تغريدة للقيادة المركزية الأميركية على منصة "تويتر" أنَّ سلوى يسوك (AKA Ciyan Afrin)، نائبة قائد قوات سوريا الديمقراطية (اس دي أف)، قُتلت مع اثنتين من زميلاتها المقاتلات، وذلك في هجوم وقع قرب منطقة القامشلي في سوريا في 22 يوليو 2022.
ووجّه كالين انتقادات لمنشورات القيادة المركزية الأميركية على "تويتر"، الأحد، تشيد فيها بالمسلحين الأكراد الذين لقوا حتفهم في وقت سابق من الشهر الحالي، على ما يبدو أثناء عملية عسكرية شنتها القوات التركية.
قال: "هذا لا يعد أمراً من الممكن قبوله كجزء من الحرب ضد الإرهاب وفي داخل حلف الناتو".