بلومبرغ
أعلنتْ شركة "سامسونغ الكترونيكس" (Samsung Electronics) عن قفزة تفوق التوقعات بنمو نسبته 21% في الإيرادات، مما أدى إلى تهدئة مخاوف المستثمرين بشأن تأثير ضعف طلب المستهلكين وارتفاع تكاليف المواد على صناعة الرقائق البالغة 550 مليار دولار.
في هذا الصدد، ساعدتْ نتائج أكبر شركة في كوريا الجنوبية - من بين أوائل شركات التكنولوجيا الكبرى التي أعلنت عن أرباحها بعد ربع محوري - في دفع ارتفاع في الأسهم الآسيوية يوم الخميس. في حين ما تزال المخاوف قائمة بشأن التأثير طويل المدى للركود العالمي المحتمل، استغل المستثمرون توسع خط "سامسونغ" كعلامة على أن أسهم الرقائق ربما تباع بسعر أقل من قيمتها الحقيقية.
اقرأ أيضاً: صندوق تحوط يراهن على أسهم "سامسونغ" بعد اقترابها من القاع
التعاملات الصباحية
يُذكر أن شركة "سامسونغ" زادت بنسبة 3.2% في التعاملات الصباحية في سيول، في حين ارتفعت شركة "إس كيه هاينكس" (SK Hynix) لتصنيع الذاكرة بما يصل إلى 3.4%.
كما قفزت شركة "تايوان سيميكونداكتور مانيوفاكتشرينغ" (Taiwan Semiconductor Manufacturing) بنسبة 5.4%، وصعدت منافستها الأصغر "يونايتد مايكروالتكرونيكس كورب" (United Microelectronics Corp) بنسبة 9% في تايبيه.
يذكر أن شركات صناعة الرقائق الآسيوية الأربعة اكتسبت حوالي 30 مليار دولار من القيمة السوقية مجتمعة في الصباح. على الرغم من هذا الارتفاع، إلا أنها ما تزال منخفضة طوال العام، مما يعكس حالة عدم اليقين بشأن المدى الطويل.
قال سونغ ميونغ سوب، المحلل في "إتش آي إنفستمنت أند سيكيوريتيز" (HI Investment & Securities)، "كانت النتائج أقل سوءاً مما كان متوقعاً؛ وكانت هناك مخاوف كبيرة وتقديرات الأرباح كانت تنخفض. إلا أن النتائج جاءت ضمن حدود التوقعات".
أضعف من المتوقع
عوّضت مبيعات "سامسونغ" الضيقة أرباح تشغيل أضعف من المتوقع، مما يعكس ضغوط الهامش من ارتفاع التضخم. وقالت الشركة يوم الخميس في بيان إن نمو أرباح التشغيل تباطأ إلى أدنى مستوياته في أكثر من عامين، حيث بلغ 14 تريليون وون (10.7 مليار دولار) للأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو. كما قدَّر المحللون 14.6 ترليون وون في المتوسط.
اقرأ أيضاً: "سامسونغ" تتجه لرفع أسعار الرقائق الإلكترونية 20% مع زيادة التكاليف
يُشار إلى أن المبيعات التي بلغت 77 تريليون وون كانت مدعومة بالوون الكوري الجنوبي، والذي تراجع مقابل الدولار الأميركي خلال هذه الفترة. ستُوفّر "سامسونغ" صافي الدخل وتقسيم أداء الأقسام مع تقريرها الكامل في نهاية هذا الشهر.
ربما انخفضت شحنات الهواتف الذكية من "سامسونغ" في الربع الثاني بأكثر من 10 ملايين وحدة لتصل إلى 63 مليوناً مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة، وفقاً لمحلل "يوجين إنفستمنت أند سيكيوريتيز" (Eugene Investment & Securities)، لي سونغ وو. كما انخفضت مبيعات أجهزة التلفزيون والكمبيوتر الشخصي بشكل ملحوظ مقارنة بالربع الأول حيث أنفق الناس أقل على منتجات تكنولوجيا المعلومات باهظة الثمن.
اقرأ أيضاً: سوق الهواتف الذكية العالمية تواجه أسوأ تراجع منذ تفشي كورونا
مخزون الرقائق
قفز مخزون الرقائق في كوريا الجنوبية بأكثر من 50% في مايو، وفقاً لمكتب الإحصاء الوطني، مما يشير إلى أن تباطؤ طلب المستهلكين يؤثر بشكل مباشر على صناعة رقائق الذاكرة. وفي الواقع، تُعدُّ "سامسونغ" ومواطنتها "إس كيه هاينكس" من الشركات الثلاث الرائدة في صناعة الذاكرة التي تزود مراكز البيانات وصانعي الإلكترونيات في العالم. وقد شهدت الشركتان انخفاض أسعار أسهمهما بأكثر من 20% هذا العام مع تنامي المخاوف بشأن الركود المحتمل.
اقرأ أيضاً: اضطرابات التوريد تقود لخفض السعر المستهدف لسهم "سامسونغ"
تعليقاً على الموضوع، قال نام داي جونغ، المحلل في "إيبست إنفستمنت أند سيكيوريتيز" (eBEST Investment & Securities) "إنَّ عدم اليقين الكلي ما يزال باقياً على مستوى العالم؛ وقد أدت زيادة أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي إلى تقلبات أسعار العملات الأجنبية بينما تستمر تكاليف المواد الخام والخدمات اللوجستية في الارتفاع؛ كما أن هناك عدم يقين متزايد بشأن الطلب".
تأثيرات مضاعفة
كذلك حذّرتْ "سامسونغ" من تحد هائل بشأن توقعات أعمالها خلال آخر اجتماع أرباح لها حيث تُهدّد مخاطر الاقتصاد الكلي العالمية مثل التضخم والحرب الروسية الأوكرانية بتأثيرات مضاعفة. كما يُخفِّض المستهلكون وعملاء المؤسسات إنفاقهم للاحتماء قبل الركود المحتمل، في حين أن ارتفاع أسعار الفائدة والتكاليف يضرب بشكل مباشر دخلهم المتاح.
في المقابل، أعطت منافستها الأمريكية "مايكرون تكنولوجي" (Micron Technology)، ثالث أكبر صانعة لذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية (DRAM)، الأسبوع الماضي نظرة قاتمة للربع الحالي مع توقعات منخفضة للإنفاق على التكنولوجيا.
رأي بلومبرغ إنتليجنس:
قد لا تكون الأرقام الأولية للربع الثاني من "سامسونغ" ضعيفة كما تشير إرشادات المبيعات الضعيفة لشركة "ميكرون" المنافسة لشهر يونيو وأغسطس؛ إلا أن نمو أرباحها في الربع الثالث على التوالي قد لا يكون قوياً كما هو متوقع، بسبب ضعف الطلب على أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية بسبب التضخم.