الغاز الأوروبي يقفز 54% في يونيو ويسجل أقوى صعود منذ سبتمبر

سجل الغاز الأوروبي خلال شهر يونيو أكبر مكاسب شهرية له منذ سبتمبر، فقد أدت تخفيضات الإمدادات الروسية إلى تعرض الشركات لضغوط، كما أُجبرت الحكومات على مواجهة احتمالية حدوث نقص كبير.

ارتفعت العقود الآجلة المعيارية بنسبة 7% اليوم الخميس، لتصل الزيادة المحققة في شهر يونيو إلى 54%. إذ أدت تخفيضات الإمدادات الكبيرة التي أجرتها موسكو في وقت سابق من هذا الشهر إلى تضييق السوق بسرعة، وألقت بظلالها على انخفاض الطلب في الصيف، وواردات الغاز الطبيعي المسال القوية. تعطي الدول الأولوية لإعادة تعبئة المخزونات في الوقت المناسب قبل فصل الشتاء لتجنّب انقطاع التيار الكهربائي.

انتشر تأثير خفض الإمدادات في الاقتصاد، مما يعوق النمو ويضر بعمليات الشركات. تناقش شركة الطاقة الألمانية العملاقة "يونيبر" (Uniper) إمكانية تدبير خطة إنقاذ محتملة من الحكومة، خاصة أنَّ شركة "غازبروم" تقوم بضخ حوالي 40% فقط من الكميات المتعاقد عليها منذ منتصف يونيو، مما أجبر المنشأة على شراء وقود أعلى تكلفة في السوق الفورية.

عواقب ضخمة

يمكن أن تكون المنشآت الأخرى عرضة للخطر. فقد حذّر "سيتي غروب" (Citigroup) من أنَّ ألمانيا يجب عليها أن تسمح للشركات بتمرير التكاليف المرتفعة إلى المستهلكين، أو المخاطرة بتحمّل العواقب السلبية لسوق الطاقة الأوروبية. قد تؤدي هذه الخطوة إلى تفاقم أزمة تكلفة المعيشة المتدهورة بالفعل. وأشار المستشار أولاف شولتس اليوم الخميس إلى أنَّ الحكومة قد تكون مستعدة للمساعدة.

قد يضطر الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ تدابير إضافية لتدمير الطلب إذا خفّضت روسيا الإمدادات رداً على العقوبات المتعلقة بالحرب في أوكرانيا. سيؤدي الإغلاق المخطط له بغرض الصيانة في خط أنابيب "نورد ستريم"- أكبر خط يربط الاتحاد الأوروبي- إلى وقف التدفقات لمدة 10 أيام الشهر المقبل. وأثارت ألمانيا شكوكاً في استئناف الشحنات بعد الأشغال.

معدلات التخزين

على الرغم من تزايد انخفاض الطلب من الصناعات هذا الشهر، وفقاً لـ"بلومبرغ إن إي إف"، وهو ما قد يعني إتاحة إرسال المزيد من الغاز إلى مواقع التخزين؛ إلا أنَّه في الوقت نفسه قد يشير إلى تفاقم التباطؤ الاقتصادي في المنطقة.

وقالت شركة "جيم كورب" (Gemcorp) في مذكرة: "إذا استمر ملء احتياطيات الغاز الطبيعي تحت الأرض بالمعدلات اليومية الحالية حتى منتصف سبتمبر، فمن المفترض أن يكون الاتحاد الأوروبي قادراً على اجتياز فصل الشتاء إلى حد كبير باستخدام مصادر إمداد بديلة لروسيا، بالإضافة إلى وفورات الاستهلاك.. لكي نكون في الجانب الآمن؛ يجب أن نبدأ في ترشيد الاستهلاك، بالإضافة إلى تكثيف جميع مصادر إنتاج الكهرباء اليوم، وستحتاج إلى الاستمرار طوال فصل الشتاء".

سيتعيّن على أوروبا التنافس مع آسيا- حيث ترتفع أسعاره أيضاً- بخصوص إمدادات الغاز الطبيعي المسال. ومع ذلك؛ اتسعت خصومات الغاز الطبيعي المسال في شمال آسيا مقابل أسعار الغاز الأوروبية على الرغم من بعض عمليات الشراء السريعة من اليابان، كما قال سياران رو، المدير العالمي للغاز الطبيعي المسال في "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس".

استقر الغاز الهولندي لشهر أغسطس، وهو المؤشر الأوروبي، على ارتفاع 3.1% عند 144.51 يورو لكل ميغاواط/ ساعة في أمستردام. كما ارتفع نظيره في المملكة المتحدة 1.4%.