بلومبرغ
كان مقهى ومتجر "أنطون يا أنطون" (Anton & Anton) في كرونونهاكا وجهة رائجة في وسط هلسنكي على مدى عقد، فقد جذب الزبائن بطابعه الاجتماعي وأطعمته الاستثنائية. لذا حين وقع المقهى ومتجر البقالة ضحية لتراجع حركة المشاة في المنطقة أثناء الوباء واضطر لأغلاق أبوابه في أبريل 2021، اجتمع سكان المنطقة لإنشاء مقهى في مكانه.
أسس 25 شخصاً من مرتادي المؤسسة السابقة بدافع من رغبتهم بتعزيز روح المجتمع وقلقهم حيال تغييب إحساس العائلة الواحدة في محلتهم شركة "كرونونهان كورتيليكافيلا" (Kruununhaan Korttelikahvila)، وتعني كلمة "كورتيليكافيلا" مقهى الحي بالفنلندية. ساهم كل منهم بما بين 2500 يورو إلى 10 آلاف يورو (2700 دولار إلى 10700 دولار) لتجديد المكان وافتتحوا المقهى الذي سمّوه "ماريانكاتو 18" (Mariankatu 18) في أغسطس.
تدافع على الشراكة
منذئذ نمت مجموعة المالكين، الذين لم يكن لدى عديد منهم خبرة سابقة في مجال الأعمال، إلى 40 شخصاً وتضم المجموعة أساتذة جامعيين وعمدة هلسنكي وقائد أوركسترا ومخرجاً سينمائياً ورئيس بنك متقاعد. حدد المُلاك الأصليون المشترين في البداية وأصدروا أسهماً بسعر 1 يورو لكل منهم ثم وصل سعر السهم في الجولة الثانية إلى 1.5 يورو وتوجد حالياً قائمة انتظار للأشخاص الذين يرغبون بالشراء.
إنه نموذج يمكن أن تحاكيه أحياء أخرى تكافح لإنقاذ الشركات المحلية تحت تهديد قوى عديدة بما فيها نمو التجارة الإلكترونية ومنافسة سلاسل متاجر أكبر وتقاعد مالكين يشغلون أعمالهم لكنهم يفتقرون لخطط واضحة للتوريث والاستمرار. توجد في الولايات المتحدة متاجر عامة ومتاجر متعددة الأقسام ومحلات بيع كتب وغير ذلك كثير من النشاطات التي يملكها المجتمع المحلي. كما بدأت تنتشر في بريطانيا حركة لإنقاذ الحانات المحلية من خلال الملكية المجتمعية.
متاجر قرب البيت
قالت بينغ وانغ، الأستاذة المشاركة في العقارات والبيئة المبنية في كلية الدراسات العليا للتصميم بجامعة "هارفرد"، إنه حتى فيما تكافح متاجر الأحياء للبقاء قائمة يزداد الطلب على خدماتها في عصر العمل عن بُعد، حيث يتوقع الناس العثور على سلع ملائمة أقرب للمنزل بدلاً من أماكن البيع بالتجزئة قرب مكاتبهم. بيّنت وانغ أن الشركات التي تعود ملكيتها للمجتمع المحلي تعمل بشكل أفضل في المناطق الميسورة، حيث يملك السكان رأس المال والوقت اللازمين لإدارة الأعمال، كما أن المجتمعات منخفضة الدخل تحتاج لدعم من المؤسسات المشتركة بين القطاعين العام والخاص والتمويل الأولي لدعم المتاجر العائلية الصغيرة.
قال أندرو كونور، مدير مركز الملكية المجتمعية الذي يدعم الشركات ذات الملكية المجتمعية في الولايات المتحدة، إن هناك عديداً من النماذج الخاصة بالملكية المجتمعية بما فيها الربحية وغير الربحية والتعاونيات والصناديق الاتئمانية. أضاف أن الهيكلية التجارية النمطية الهادفة للربح تكون في كثير من الأحيان أرخص وأذكى وأسرع توظيفاً في المجتمعات مقارنة بغيرها.
يركز مالكو شركة "كرونونهان كورتيليكافيلا" على ضمان استمرارية أعمالهم الربحية بشكل أساسي، فضلاً على تعويض العمال بشكل عادل وبناء المجتمع. يُؤَجر المقهى للتجمعات الكبيرة بعد موعد إغلاقه في السادسة مساءً. قالت نينا هيتالاهتي، التي كانت شريكاً مؤسساً لمتجر "أنطون يا أنطون"، إن المؤسسة تسير على طريق الربحية والديمومة. قالت هيتالاهتي إنها استثمرت حوالي 8750 يورو في "كرونونهان كورتيليكافيلا" في البداية، ومنذ ذلك الحين باعت غالبية حصتها مع انخفاض مسؤولياتها في المقهى، كما أنها ستغادر فنلندا.
مرونة الأدوار
بينما يحلم كثيرون بامتلاك مقهى أو مطعم، إلا أن الوقت والمال اللازمين لبذل مثل هذا الجهد بمفردهم قد يثنيانهم عن ذلك، فيما يمكن لداعمي مقهى "ماريانكاتو 18" لعب دور مباشر أو الابتعاد عن المسؤولية كما يحلو لهم. قال جوسي راوفولا، وهو أحد المالكين ورجل أعمال متعدد المشاريع: "لقد تمكن كثير من المالكين من تحقيق هذه الرغبة دون استثمار حياتهم بالكامل في المشروع".
"كارفور" قد تولد بداية سريعة لعمليات الاندماج والاستحواذ الفرنسية
توجد للمؤسسة مجموعة نشطة على "واتساب"، لذا يمكنهم أن يظلوا على اطلاع وأن يشاركوا بآرائهم. أحضر أحد الملاك بيانو بينما أحضر آخرون نباتات لوضعها على حافات النوافذ. قالت ماريت كيفيلاهتي، وهي إحدى المالكين وتعمل فيه بدوام كامل كموظفة مأجورة كما تدير الشركة، إن هناك شعوراً حقيقياً بالانتماء للمجتمع في المقهى، مضيفة: "أناس لا أكاد أعرفهم باتوا يلقون عليّ التحية في الشارع".