بلومبرغ
أصبحت "بي بي" (BP) أحدث شركة نفط عالمية تتخارج من استثماراتها في الرمال النفطية الكندية مرتفعة الانبعاثات الكربونية، لكنَّها لن تكون الأخيرة بالتأكيد.
يُعد قرار شركة الطاقة، التي يقع مقرها في لندن، بيع حصتها غير التشغيلية البالغة 50% في مشروع "صن رايز" (Sunrise) لشركة "كينوفوس إنيرجي" (Cenovus Energy) أحدث قرار في سلسلة من التخارجات من الرمال النفطية في منطقة ألبرتا، أحد أكبر مكامن احتياطيات النفط الخام في العالم.
قامت العديد من الشركات من بينها؛ "شل" (Shell)، و"كونوكو فيليبس"، و"إيكوينور" (Equinor)، و"ديفون إنرجي" (Devon Energy) بالتخلص من حصص كبيرة في آبار النفط شمال ألبرتا، وبيعها للشركات المحلية خلال السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تركّز السيطرة على الرمال النفطية في أيدي المنتجين الكنديين مثل: "كينوفوس إنيرجي "، و"كانيديان ناتشورال ريسورسز" (Canadian Natural Resources)، و"سنكور إنرجي".
يُتوقَّع إتمام المزيد من الصفقات في ظل وفرة السيولة لدى المنتجين المحليين نتيجة ارتفاع أسعار النفط إلى ما يزيد عن 100 دولار.
صفقات في الطريق
توقَّع مات مورفي، المحلل لدى "تيودور بيكرينغ هولت آند كو" (Tudor Pickering Holt & Co)، أن تكون حصة "شيفرون" البالغة 20% في منجم الرمال النفطية "أثاباسكا" هي الأصل التالي الذي سيتم بيعه، إذ إنَّه لا يمثل "أصلاً أساسياً" للشركة، لذلك يمكن أن تكون عملية البيع التالية، وسيتم البيع على الأرجح لشركة "كانيديان ناتشورال"، التي تملك حصة الأغلبية في المنجم، وذلك على الرغم من توليد منجم أثاباسكا "تدفقات نقدية جيدة للغاية"، لكنَّها ليست استراتيجية، بحسب ما قال مايكل ويرث، الرئيس التنفيذي للشركة العام الماضي.
قد يكون من المنطقي أيضاً تخارج شركة "توتال إنرجيز"، أحد الشركات الكبرى العاملة في المنطقة، من أصولها هناك. حيث تعمل الشركة، التي يقع مقرها في باريس، على التخارج من أصولها في منطقة الرمال النفطية على مدار عدة سنوات، كما تعهدت بالتوقف عن الاستثمار في المنطقة. وقد انخفضت محفظة الشركة في الرمال النفطية الكندية بقيمة 7 مليارات دولار في عام 2020، وسط مراجعة أوسع لاستثماراتها هناك، في حين ما تزال تمتلك 50% في موقع "سورمونت" بالمناصفة مع "كونوكو فيليبس"، بالإضافة إلى حصة أقلية في منجم "فورت هيلز" المملوك لشركة "سنكور إنرجي".
قال مورفي، قد يكون عثور "توتال إنرجيز" على مشتر محلي لحصتها في "سورمونت" أمراً صعباً، لأنَّه موقع غير تشغيلي.
لم يتم الرد على الفور على رسائل البريد الإلكتروني التي تم إرسالها إلى: "شيفرون"، و"توتال"، و"كانيديان ناتشورال".
تعهدات مناخية
تتزامن التخارجات من الرمال النفطية مؤخراً مع تعهد كبرى شركات النفط بالحد من انبعاثات الكربون، بل والتخلص منها، وسط ضغوط من المستثمرين للتصدي لتغيّر المناخ، وذلك في الوقت الذي يحتاج فيه استخراج النفط من آبار الرمال النفطية أو دفعه من الآبار إلى الحقن باستخدام البخار، مما يجعله من أعلى درجات النفط انبعاثاً للكربون في العالم، الأمر الذي يعترض عليه المستثمرون الذين يبحثون عن بدائل أكثر اخضراراً.
تعهد صندوق الثروة السيادي النرويجي وصندوق التقاعد الكبير "كيبيك للإيداع والتوظيف" (Caisse de Depot et Placement du Quebec) ببيع أصولهما من الرمال النفطية.
برغم ما يبدو من مقاومة الشركات الآسيوية للتخارج من المنطقة؛ لكنَّ الأمر قد يتغير؛ باعت شركة "جابان بتروليم إكسبلوريشن" حصتها في موقع “هانغينغنستون" إلى شركة "غرين فاير أكويزيشنز كورب" (Greenfire Acquisitions Corp)، التي تدعمها شركة "ترافيغورا"(Trafigura) العام الماضي.
أفادت "رويترز" في أبريل الماضي أنَّ مصادر مطلعة لم تحددها قالت إنَّ شركة "سي نوك" الصينية، التي اشترت "نيكسين" (Nexen) عام 2013، تدرس التخارج عن عملياتها في بريطانيا وكندا والولايات المتحدة، وسط مخاوف من إدراج تلك الأصول في القائمة السوداء. ولم ترد "سي نوك" على رسالة بالبريد الإلكتروني للتعليق.
احتجاز الكربون
تقاوم أكبر شركات الرمال النفطية في كندا الانتقادات البيئية من خلال التعهد باستثمار المليارات بهدف التخلص من انبعاثات الكربون من عملياتها بحلول عام 2050، والتي تعتمد في الغالب على التوسع في استخدام تقنية احتجاز الكربون.
أشار مورفي إلى أنَّ تلك الاستراتيجية قد تعوّل عليها شركة "إكسون موبيل" في تبرير حصتها من الأغلبية بشركة إنتاج الرمال النفطية، "إمبريال أويل" الكندية. وعلى الرغم من ذلك؛ تتخارج "إكسون" من بعض الأصول غير الأساسية. وأضاف أنَّ "إكسون" يمكنها، على سبيل المثال، بيع حصتها البالغة 29% في منجم "كيرل" (Kearl) إلى "إمبريال أويل"، وخفض أصولها.
لم ترد "إكسون موبيل" على رسالة بالبريد الإلكتروني على الفور.
قال مورفي: "من المنطقي بقاء الأصول تحت سيطرة المشغّلين الطبيعيين".