بلومبرغ
نما اقتصاد البرازيل في الربع الأول بأقل من المتوقع، فيما ترجّح التوقعات أن يسجّل تراجعاً في وقت لاحق من العام الجاري، وهو ما يعتبر نكسة جديدة للرئيس جايير بولسونارو، الذي يستعد لمحاولة إعادة انتخابه.
أشارت البيانات الرسمية الصادرة الخميس، إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 1% خلال الفترة من يناير إلى مارس، مقارنة بالربع السابق، وهو ما يقل عن متوسط التوقعات البالغ 1.2% في استطلاع أجرته "بلومبرغ". لكن، وعلى أساس سنوي، نما الاقتصاد خلال الربع الأول بمعدل 1.7%.
اقرأ أيضاً: بولسونارو يطيح بوزير الطاقة في البرازيل بعد رفع أسعار الوقود
مخاوف التضخم
كان من المرجح وصول النمو إلى أعلى مستوياته هذا العام، قبل السباق الانتخابي الشرس المتوقع بين بولسونارو، ولويز إيناسيو لولا دا سيلفا. وأدى الوصول الواسع إلى لقاحات "كوفيد-19"، والمساعدات الحكومية المقدّمة للفقراء إلى تعزيز الطلب. لكن مع ذلك، يُسيطر التضخم المكوّن من رقمين، وكذلك تكاليف الاقتراض، على التوقعات بشأن أداء أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية.
اقرأ المزيد: "بتروبراس" ترفع أسعار الديزل رغم تذمر الرئيس البرازيلي
طغت على بداية العام موجة متحوّر "أوميكرون" من فيروس "كورونا"، التي أعاقت الأعمال التجارية، لكن مع ذلك، سجّل قطاع الخدمات نمواً بمعدل 1% مع رفع القيود الصحية التي كانت قائمة. وقالت وكالة الإحصاء إن قطاع الزراعة انكمش بمعدل 0.9%، وقطاع الاستثمار 3.5%.
تقول أدريانا دوبيتا، الخبيرة الاقتصادية البرازيلية لدى "بلومبرغ إكونوميكس": "بدأ النمو في عام 2022 بأقصى سرعة، ولكن العام قد ينتهي بالتباطؤ، إن لم يتحوّل إلى الاتجاه المعاكس. اندفع نمو الربع الأول بآثار إعادة فتح الاقتصاد إلى حدٍّ كبير، لكننا نتوقع استمرار استقرار الاقتصاد أو حتى انكماشه بشكل معتدل في الأرباع المقبلة، لا سيما مع ظهور الآثار المتأخرة للارتفاعات الحادة في أسعار الفائدة منذ مارس 2021".
مؤشرات جيدة
شهدت البرازيل خلال الأشهر الأخيرة سلسلة مؤشرات تجاوزت التوقعات، مثل البيع بالتجزئة والتوظيف، ما دفع الكثير من الاقتصاديين إلى رفع توقعات الناتج المحلي الإجمالي لنهاية العام. يرى المسؤولون عن السياسات الاقتصادية أن البيانات تدلّ على الاتجاه القادم.
قال رئيس البنك المركزي، روبرتو كامبوس نيتو للمشرّعين، في وقت سابق من هذا الأسبوع: "البرازيل واحدة من الحالات القليلة التي ارتفعت فيها توقعات النمو لعام 2022".
لكن المحللين يحذرون من الفقدان السريع للقوة الشرائية لدى السكان. وقال ألبرتو راموس، كبير الاقتصاديين في أمريكا اللاتينية لدى "غولدمان ساكس"، إن المحركات الرئيسية للربع الحالي والخدمات والاستهلاك العائلي، "هي بالتحديد محركات النمو التي ستتأثر أكثر من غيرها بالتضخم المكوّن من رقمين، والظروف المالية المحلية شديدة الصعوبة".
كما أفاد بأن البيانات الصادرة الخميس، "لا تُمثّل القوة الكامنة وراء تحرك الاقتصاد نحو الأمام".
المعونات
رفع الغزو الروسي لأوكرانيا أسعار المستهلكين إلى أعلى مستوى لها منذ عقدين تقريباً. ويمدّد البنك المركزي البرازيلي الدورة التشديدية التي صعدت بمؤشر "سيليك" القياسي بنحو 10.75 نقطة مئوية، وهي ارتفاعات من المرجح أن تؤثر بشدة على الاقتصاد في وقت لاحق من العام الجاري.
يتعرض بولسونارو لضغوط متزايدة من أجل الحد من ارتفاع مستوى المعيشة قبل أربعة أشهر فقط من الانتخابات، فيما تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تخلفه عن لولا بمقدار 10 نقاط مئوية أو أكثر، وأنه ملام بشكل كبير على ارتفاع تكلفة البنزين، مصدر القلق الرئيس لدى الناخبين.
اقرأ أيضاً: دي سيلفا يوسع تقدمه في سباق رئاسة البرازيل
في غضون ذلك، يضغط الرئيس اليميني المتطرف على الكونغرس للمساعدة في تخفيف آثار التضخم، من خلال موافقته السريعة على تشريع للحدّ من ضرائب الوقود المحلية. أفادت صحيفة "فولها دي ساو باولو" (Folha de Sao Paulo)، وهي إحدى الصحف البرازيلية الرئيسية، يوم الأربعاء، بأن الحكومة تدرس إصدار مرسوم حالة الطوارئ لتقديم المعونات.
قال دانيلو باسوس، الخبير الاقتصادي لدى "ويلث هاي غوفرنانس" (Wealth High Governance) لإدارة الأصول في ساو باولو: "نتوقع أن يكون الربع الثاني إيجابياً، ولكن بقوة أقل".