بلومبرغ
مشهد الرموز المشفرة في المملكة المتحدة في سبيله إلى النضج، ويتزايد اهتمام الأجهزة التنظيمية والمؤسسات التشريعية بهذا القطاع.
تستعدّ هيئة الرقابة المالية لوضع قواعد جديدة للأصول الرقمية، وشركات الرموز المشفرة تحاول أن تتأكد من ألا تتسبب تلك القواعد في اضطرابات بالغة.
تحدثت "بلومبرغ كريبتو" مع بعض اللاعبين البارزين في هذا القطاع في المملكة المتحدة، من أهم الفاعلين في القطاع إلى متشكك بارز في ما يتعلق بالتشفير.
وما يلي هو الجزء الأول من قصص هذه الشخصيات في سلسلة من جزأين.
ساره غرين
السن: 45 سنة
الوظيفة: المفوض القانوني للقانون التجاري والقانون العامّ في لجنة القانون في إنجلترا وويلز
المكان: بريستول ولندن
بينما يناقش الاتحاد الأوروبي تطبيق إجراءات رقابية أقوى على العملات المشفرة والأصول الرقمية الأخرى، تستعدّ ساره غرين لقيادة مشروع نيابة عن "لجنة القانون في إنجلترا وويلز"، يهدف إلى تقييم الوضع القانوني للمنظمات المستقلة غير المركزية (DAOs) وإنتاج أبحاث قد تمثل سابقة عالمية بشأن كيفية وضع تشريعات لما يبدو أنها شبكات لا نهائية من المجموعات مجهولة الاسم على الإنترنت.
زادت شعبية المنظمات المستقلة غير المركزية مع زيادة أهمية تطبيقات التمويل اللامركزي في مجال الرموز المشفرة. تدير هذه المنظمات مجموعات من أصحاب المصلحة، يستخدمون عقوداً ذكية على شبكات سلسلة الكتل "بلوكتشين" من أجل القيام بالمهامّ الرئيسية، مثل التصويت حول كيفية عمل منصات الرموز المشفرة المختلفة.
في مقابلة شخصية، قالت غرين: "إذا لم نتحرك في هذا المجال ولم نوضح مسؤولية كل طرف ومركزه القانوني عند تأسيس منظمات مستقلة غير مركزية في هذه المنطقة، فإننا نخشى أن يؤسسها الناس في مناطق أخرى. سيؤدي ذلك إلى خسارة كبيرة جداً لإيرادات محتملة لكل من الاقتصاد والقانون البريطاني وقانون ويلز بالتأكيد".
تخطط اللجنة لأن تنشر في الصيف الحالي القواعد المقترحة للأصول الرقمية –شاملة العملات المشفرة والرموز غير القابلة للاستبدال– مستندة إلى أحاديث مع المستخدمين والمطورين والمستشارين القانونيين. بعدها يدرس برلمان المملكة المتحدة التوصيات.
غرين، التي كتبت عن الأصول الرقمية والعقود الذكية وقضايا الـ"بلوكتشين"، قالت إن أحد الأسباب الرئيسية لتعيينها مفوضة في عام 2020 هو تقييم كيفية تطوير القانون حتى يشمل الرموز المشفرة. وكانت في وقت سابق تحمل درجة الأستاذية في جامعة بريستول وفي جامعة أكسفورد، حيث بدأت للمرة الأولى في دراسة الـ"بلوكتشين" والرموز المشفرة.
قالت غرين: "عندما كنت في أكسفورد على وجه الخصوص أمضيت أوقاتاً كثيرة أناقش محامين آخرين يتبنّون موقفاً سلبياً من الرموز المشفرة، وقالوا إنها مجرد ومضة عابرة. واختصاراً، أعتقد أنني شديدة التفاؤل بشأنها. ولا أرى أنها ستصبح مهيمنة، ولكنني متأكدة أنها ستصبح جزءاً لا يتجزأ حقاً من الاقتصاد السائد".
ساره بريتشارد
السن: 45 سنة
الوظيفة: عضو مجلس إدارة تنفيذي للأسواق لدى هيئة الرقابة المالية
المكان: لندن
إذا كنت تتساءل عن كيف تخطط أهم هيئة رقابة مالية في المملكة المتحدة للتعامل مع الرموز المشفرة، فانتبه إلى بريتشارد، فهي المسؤولة التنفيذية التي تتولى مهمة استجابة الهيئة الرقابية لهذا القطاع، بما في ذلك وضع تصورات عن كيفية تشكيل الهيئة التنظيمية للإطار الرقابي المستقبلي للأصول الرقمية والإشراف على الشركات التي تعمل في المجال.
قالت بريتشارد في مقابلة شخصية: "إنني أنظر إلى يومياتي خلال الشهر الماضي، وأرى عديداً من اللقاءات الاستراتيجية الكبيرة حول الرموز المشفرة أسبوعياً. في حين أنك لو رجعت بالزمن 11 شهراً، إلى اليوم الذي انضممت فيه إلى الهيئة، فلن تجد الحال هكذا. ولذلك فإنّ هذا يكشف فقط عن الاهتمام الحقيقي الكبير الذي نوجهه إلى القطاع".
أول مرة تتعرض بريتشارد لمسألة الرموز المشفرة كانت في الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة منذ سبعة أعوام، حيث تدرجت في المناصب حتى أصبحت مديرة للمركز الوطني للجريمة الاقتصادية، قبل أنت تنتقل إلى هيئة الرقابة المالية في الصيف الماضي. وهي لا ترى فقط المنافع المحتملة لـ"البلوكتشين"، وإنما أيضاً أهمية "التأكد من تقليل مخاطر الجريمة المالية إلى الحدود الدنيا من البداية".
تمُرّ لجنة الرقابة المالية بنقطة تحوُّل رئيسية، وهي تحثّ الخطى حتى تحصل على صلاحيات إضافية في سوق الرموز المشفرة في وقت لاحق من العام الحالي. كان عملها السابق على الأصول الرقمية مقتصراً على فحص الشركات التي تتقدم لتسجيل نفسها بمقتضى قواعد مكافحة غسل الأموال، إذ لم تستوفِ المعايير إلا 34 شركة من إجمالي 100 شركة تقدمت بطلب التسجيل.
أكملت الهيئة الرقابية مؤخراً أول جلسة "كريبتو سبرينت" (Crypto Sprint)، وهي جلسة شارك فيها عدد كبير جداً وتستمر لمدة يومين للمناقشة والاستماع مع اللاعبين في القطاع بخصوص ما سيأتي لاحقاً.
قالت بريتشارد: "إن أكثر ما يهمني هو مجموعة التطبيقات، ومجموعة السيناريوهات المختلفة، ما قد يحتاج إلى وجود نقطة اتصال تنظيمية بشأن جميع المنتجات المشفرة. ومن الضروري أن نتأكد من أننا نتخذ من الإجراءات ما يقلل الأضرار إلى الحدود الدنيا وقبل أن تصبح هذه الأضرار كبيرة، لأن الأضرار الكبيرة في السوق لن تفيد أي طرف".
أندري براسوفينو
السن: 35 سنة
الوظيفة: شريك في "أكسل" (Accel)
المكان: لندن
يعمل براسوفينو الذي وُلد في رومانيا شريكاً في شركة رأس المال الجريء "أكسل"، إذ يركز على الاستثمار في شركات تعمل بمجالات مختلفة، مما يطلق عليها تطبيقات الجيل الثالث للإنترنت "ويب3" وحتى العملات المشفرة وبرمجيات المؤسسات. قبل ذلك، كان يعمل لدى شركة "فاونديشن كابيتال" (Foundation Capital) وشركة المضاربات السريعة "كيه سي جي-فيرتشو فايننشال" (KCG-Virtu Financial).
كان براسوفينو مغرماً بالرياضيات في طفولته، وبعدها التحق بجامعة برينستون في منحة كاملة لدراسة الرياضيات، وتخرج فيها بامتياز مع مرتبة الشرف. وهو يحمل أيضاً درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية هارفارد للأعمال.
قاد براسوفينو مؤخراً استثمارات "أكسل" في شركة "سوراري" (Sorare) الناشئة، التي يصفها باعتبارها "تعمل في منطقة التقاطع بين الرموز غير القابلة للاستبدال والألعاب الرياضية الخيالية"، وشركة "سكاي مافيس" (Sky Mavis)، التي ابتكرت لعبة "أكسي إنفينيتي" وتمارس بطريقة "العب واكسب".
الاستثمارات الأخرى في مجال الرموز المشفرة تشمل منصة "تيندرلي" (Tenderly)، وهي منصة لتطوير التطبيقات غير المركزية، وشركة "نانسن" (Nansen) لتحليل سلاسل الكتل.
قال براسوفينو في مقابلة شخصية: "إننا نطوِّر لمدة عشر سنوات إضافية، ونحرص على مساندة ودعم الشركات التي تستطيع تعريف وتحديد أجيال كاملة وإعادة تعريف الفئات التي تعمل فيها. إننا لا نطوِّر من أجل إطلاق رمز جيد للغاية".
ستيفين ديهل
السن: 35 سنة
الوظيفة: مهندس برمجيات
المكان: لندن
ديهل واحد من أبرز المتشككين في الرموز المشفرة في المملكة المتحدة، وهو يعمل مع صنّاع السياسة، ومنهم البنك المركزي الأوروبي وأعضاء الكونغرس بالولايات المتحدة، حتى يوازن تأثير ونفوذ هذا القطاع على الكيفية التي ينبغي بها تنظيم الأصول الرقمية والتكنولوجيات الأخرى الناشئة.
يحظى مهندس البرمجيات، المولود في الولايات المتحدة، بشهرة كبيرة بمدونته واسعة الانتشار التي يدوّن فيها آراءه وأفكاره حول أضرار الـ"ويب3" (هو مصطلح يشير إلى الجيل التالي من الإنترنت الذي يعتمد على تكنولوجيا سلاسل الكتل)، التي يقول إنها تجذب إليها مئات الآلاف من المتابعين سنوياً.
تدرَّج ديهل في مسيرته المهنية من مهندس برمجيات عادي حتى أصبح رئيس شؤون التكنولوجيا في شركة تكنولوجية ناشئة، ويقول: "لقد رأيت وجوهاً مختلفة من الطريقة التي يعمل بها النظام المالي العالمي، وبقدر يكفي لأن أكوِّن رأياً يستند إلى معرفة. وأنا أبذل قصارى جهدي حتى أمثّل ما أعتقد أن أغلبية واسعة من الناس الذين يعملون في هذه الصناعة يفكرون فيه، ولكنهم لا يقولون ذلك علناً".
قال ديهل في مقابلة إنه يجتهد حتى يحقق تناغماً بين الجهات الرقابية في ما يتعلق بقطاع الرموز المشفرة. ورغم عدم وجود أي أرضية مشتركة حتى في أبسط الأمور، مثل التعريف الملائم للعملة المشفرة، فإن الدول تتبنى الأصول الرقمية. ففي المملكة المتحدة اعتبرت هيئة الرقابة المالية الرموز المشفرة مثيلة لمنتجات المقامرة التي يمكن أن تتسبب في خسارة المستثمرين كل أموالهم. أضاف ديهل: "إنّ ذلك إلى حدّ كبير هو أقصى ما تستطيع أن تفعله الهيئة".
في نهاية المطاف، لا يتوقع ديهل أن تستمر الرموز المشفرة لفترة طويلة. وقد وصف العملات المستقرة "ستيبل كوينز"، وهي نوع من الأصول المشفرة المرتبطة بقيمة إحدى العملات الرسمية وتكون أحياناً مدعومة ببعض الاحتياطيات الغائمة، بأنها "قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار".
وقال: "ليس لدى الجمهور أدنى فكرة عن المجال الذي يدخلون إليه عندما يقدمون على شراء هذه الأشياء. وربما هذه الرموز هي الأكثر خطورة في المنتجات التي يمكن أن نبيعها إلى الجمهور، وحقيقة أنها تروّج باعتبارها وسيلة لتحقيق الشمول المالي أكثر إثارة للفزع".
ديانا بيغز
السن: 41 سنة
الوظيفة: رئيس الشؤون الاستراتيجية لدى شركة "دي فاي تكنولوجيز"
المكان: زوغ، سويسرا
من قيادة جهود الابتكار في مجموعة "إتش إس بي سي هولدينغز" في لندن إلى إطلاق صناديق مؤشرات متداولة على العملات المشفرة على مستوى القارة، يعبر التاريخ المهني لديانا بيغز هذه الفجوة القائمة بين التمويل التقليدي والتمويل الرقمي.
طورت بيغز اهتمامها بالتكنولوجيا وهي في المرحلة الثانوية، وكانت تصمم مواقع الإنترنت في تسعينيات القرن الماضي، وشاركت في المجلة الفصلية التي تصدر في أمريكا الشمالية "2600: ذي هاكر كوارترلي" (2600: The Hacker Quarterly). وبعد حصولها على ماجستير إدارة الأعمال في لندن، استقرت بيغز على فرع شركة "أوليفر ويمان" (Oliver Wyman) في لندن قبل أن تعمل لصالح عديد من الشركات الناشئة. وأصبحت مقدمة حول "بتكوين" قام بها أخوها الأصغر في عام 2013 نقطة تحوّل بالنسبة إليها.
قالت بيغز في مقابلة شخصية: "في النظام المالي القائم بعض المشكلات أردت أن أعالجها. وقد بدأت في حضور اجتماعات تتعلق بـ(بتكوين)، وقابلت مستثمراً كان يرغب في إطلاق بورصة للرموز المشفرة في لندن. وسألني إذا كنت أرغب في العودة إلى لندن، وقد فعلت". كانت بيغز في ذلك الوقت تقيم في الولايات المتحدة.
هذه الشركة كانت شركة "أبهولد" (Uphold)، وهي منصة لتداول العملات الرقمية، إذ عملت بها رئيسة للنمو في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا حتى عام 2016.
مع تحوّل تفضيل المملكة المتحدة في مجال التكنولوجيا المالية إلى "سلسلة الكتل، بدلاً من (بتكوين)"، غيرت بيغز توجهها المهني مرة أخرى. وانغمست لفترة في مجال استثمار رأس المال المغامر قبل انضمامها إلى بنك "إتش إس بي سي" بهدف تأسيس فريق الابتكار في البنك. وبحلول عام 2020 عادت إلى العمل الدائم في قطاع التشفير في وظيفة الرئيس التنفيذي لشركة "فالور" (Valour) لطرح منتجات مؤشرات متداولة. وعندما استحوذت شركة "دي فاي تكنولوجيز" (DeFi Technologies) على شركة "فالور" في العام الماضي، تولت بيغز مهامّ وظيفتها الحالية.
هل تمنحها الفترة التي أمضتها في قطاع التمويل التقليدي ميزة على غيرها في قطاع الرموز المشفرة، مع تحوّله إلى قطاع رئيسي؟
تجيب بيغز: "إنّ فهم النظام مفيد للغاية فقط من أجل سلامة الجميع، وأحياناً لا يتداخل القطاعان بعضهما في بعض، ولكن كلما استطعنا أن نربط في ما بينهما كان ذلك أفضل، حتى لا نكرر نفس الأخطاء. إنّ كثيراً من هذه الأفكار ليس جديداً".
بالنسبة إلى مدى جاذبية المملكة المتحدة للقطاع، تقف شركات الرموز المشفرة في حالة "لننتظرْ ثم نَرَ". فتحت شركة "فالور" مؤخراً مكتباً لها في لندن، وفي حين أن الدفعة التي أعلنتها وزارة الخزانة مؤخراً بهدف تحويل بريطانيا إلى مركز للرموز المشفرة تفتح باباً للأمل، قالت بيغز إنها تتمسك بإلغاء الحظر الذي فُرض عام 2021 على تداول مشتقات الرموز المشفرة بالنسبة إلى المستثمرين الأفراد. وأضافت: "أتصور أنه من الصعب للغاية أن تمضي المملكة المتحدة قدماً في مسيرة التحول إلى مركز عالمي للرموز المشفرة وهي ما زالت لا تسمح للمستثمرين الأفراد بالتعامل مع هذه المنتجات".
مارييك فلامنت
السن: 40 سنة.
الوظيفة: الرئيس التنفيذي لمؤسسة "إن إي إيه آر فاونديشن" (NEAR Foundation).
المكان: زوغ، سويسرا ولندن.
فلامنت مهندسة كمبيوتر فرنسية انضمت إلى مشروع سلاسل الكتل السويسري "إن إي إيه آر فاونديشن" (NEAR Foundation) في العام الماضي من موقع الرئيس التنفيذي له، وتتعاون مع الأجهزة التنظيمية والقيادات الحكومية في تشكيل مستقبل قطاع الرموز المشفرة.
غير أن فلامنت ليست دائماً متفائلة بقطاع الأصول الرقمية. وهي تتذكر حديثاً بينها وبين واحد من مستقطبي الكفاءات في عام 2015 لكي تتولى وظيفة في شركة "سيركل" (Circle)، وهي شركة تقدم الخدمات المالية وخدمة الدفع اعتماداً على تكنولوجيا سلاسل الكتل، وفكرت: "لا بد أنها دعابة".
قالت فلامنت في مقابلة شخصية إنّ مصدر شكوكها ينبع من أن الرموز المشفرة كانت مرتبطة بأنشطة إجرامية، غير أنها عندما رأت كلاً من شون نيفيل وجيرمي ألير، اللذين يُعتبران من الرواد في برمجة الإنترنت، يقودان شركة "سيركل"، قررت أن تمنح القطاع فرصة أخرى.
بعد مزيد من التفكير، أدركت أن عملة "(بتكوين) ستتطور فعلاً إلى شيء بالغ الأهمية".
استمرت فلامنت في العمل لدى شركة "سيركل" لمدة ثلاثة أعوام في منصب العضو المنتدب لمنطقة أوروبا ورئيس شؤون التسويق عالمياً. كانت تلك أول تجربة لها في قطاع الرموز المشفرة.
حصلت فلامنت على ماجستير إدارة الأعمال من "مدرسة لندن للأعمال"، وعلى درجة الماجستير أيضاً من معهد "تيليكوم باريس تك" (TelecomParisTech) وجامعة "شنغهاي جياو تونغ" (Shanghai Jiao Tong University).
قبل انضمامها إلى شركة "سيركل"، عملت لدى موقع "هوتلز دوت كوم" التابع لشركة خدمات السفر والسياحة "إكسبيديا"، وشركة "بوسطن كونسالتينغ غروب" للاستشارات الإدارية، وشركة سلع الرفاهية العملاقة "إل في إم إتش" (LVMH).