بلومبرغ
اتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن الصين بمحاولة التدخل في مفاوضات يجريها الكونغرس بشأن مشروع قانون منافسة واسع النطاق من شأنه أن يعزز تصنيع أشباه الموصلات محلياً.
قال بايدن أمس الثلاثاء في تروي بولاية ألاباما:"في الأساس، هذه قضية أمن قومي. هذا هو أحد الأسباب التي تجعل الحزب الشيوعي الصيني يضغط على الناس لمعارضة مشروع القانون. وهي قضية توحد الديمقراطيين والجمهوريين. لذلك دعونا ننجزها".
جاءت تصريحات بايدن خلال جولة في مصنع لشركة "لوكهيد مارتن"، وطرح مسألة تمرير التشريع المتعثر منذ فترة طويلة. وأشار الرئيس إلى أكثر من 200 من أشباه الموصلات اللازمة لتصنيع صاروخ جافلين المضاد للدبابات، الذي استخدمته القوات الأوكرانية ضد الغزاة الروس.
كانت تعليقات بايدن -التي أدلى بها خلال كلمة ركزت بشكل رئيسي على الحرب في أوكرانيا- من بين أكثر تصريحاته انتقاداً حتى الآن للحزب الشيوعي الصيني. وغالباً ما يستشهد بايدن بالمحادثات السابقة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، التي تحدى فيها وجهة نظر شي بأن الديمقراطيات لا تستطيع تقديم المنجزات لشعوبها.
يمكن أن يبدأ مجلسا الشيوخ والنواب قريباً اجتماعات رسمية حتى يتمكن المجلسان من التوفيق بين صيغتيهما المختلفتين لمشروع القانون، الذي يهدف إلى تعزيز المنافسة مع الصين. وفي حين أن أعضاء من كلا الحزبين يدعمون تخصيص موازنة بقيمة 52 مليار دولار لتصنيع أشباه الموصلات المحلية ضمن مشروع القانون، فإنهم يختلفون حول البنود الأخرى، والتمرير النهائي لا يزال بعيد المنال.
عقلية حرب باردة
سعت السفارة الصينية في واشنطن إلى عقد اجتماعات مع مسؤولي الإدارة، ومكاتب أعضاء الكونغرس، ومراكز الفكر، والشركات، لجمع معلومات حول حالة مشروع القانون والبنود التي من المحتمل أن تصل إلى مكتب الرئيس، حسبما قال أشخاص مطلعون على طلبات الجانب الصيني للاجتماع. رفض جميع مسؤولي الإدارة الطلبات، وكذلك عديد من مكاتب الكونغرس، وفقاً لما ذكره الأشخاص.
لم يردّ متحدث باسم السفارة على طلب للتعليق، كما رفض البيت الأبيض الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول ما قاله الرئيس.
رغم أن وزارة الخارجية الصينية قد قالت سابقاً إنّ كيفية تطوير الولايات المتحدة (لصناعة أشباه الموصلات) "أمر خاصّ بها"، فإنها رفضت وجهات نظرها باعتبارها جهوداً لقمع نمو الصين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين خلال مؤتمر صحفي دوري في مارس إنّ مسوّدة بنود مشروع القانون "تضخم" نظرية التهديد الصيني "وحث مؤيديها على التخلي عن عقلية الحرب الباردة ذات التحصيل الصفري".
بعد 15 شهراً في منصبه، لم يَصُغ الرئيس استراتيجية شاملة للصين، بما في ذلك ما سيفعله في ما يتعلق بالنزاعات الاقتصادية.
من المقرر أن يحدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين سياسة الإدارة الأمريكية تجاه الصين في خطاب يلقيه صباح غد الخميس، لكنّ الأشخاص المطلعين على الخطط قالوا إنه لا يُتوقَّع طرح أي مبادرات أو تفاصيل جديدة على الصعيد الاقتصادي.
يعتقد الجمهوريون أن عدم وضع استراتيجية إزاء الصين، التي تميز بايدن عن الرئيس السابق دونالد ترمب، يمثل نقطة ضعف للديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر.
ظل المسؤولون الأمريكيون على مدار شهور يُجْرون مداولات بشأن احتمال خفض التعريفة الجمركية، وإجراء تحقيقات تجارية جديدة، وإنفاذ المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري الموقع إبان عهد ترمب.
يظل فريق بايدن على خلاف حول ما يجب فعله إزاء مئات المليارات من الدولارات قيمة التعريفات الحالية على السلع الصينية، ولديه وجهات نظر متباينة حول ما إذا كان من الصعب فحص الاستثمارات الأمريكية في الصين ومدى صعوبة ذلك.