بلومبرغ
يخطط الرئيس الأمريكي جو بايدن للسماح بمبيعات أكبر من البنزين عالي الإيثانول في محاولة لخفض أسعار الوقود ومواجهة الانتكاسة السياسية الناتجة عنها.
من المقرر أن يكشف بايدن عن المبادرة خلال زيارة اليوم الثلاثاء إلى محطة الإيثانول "بويت" (Poet LLC) في ولاية أيوا - أعلى ولاية إنتاجاً للذرة في الولايات المتحدة، ويلغي هذا التغيير، الذي سيطبق مؤقتاً خلال أشهر الصيف، قيود مكافحة التلوث التي تمنع بقوة مبيعات بنزين "E15" الذي يتسبب في زيادة حرارة الطقس في المناطق ذات الضباب الكثيف.
قال باتريك ديهان، رئيس تحليلات البنزين في متتبعة مبيعات التجزئة "غاز بادي" (Gas Buddy)، إن هذا التحول يمكن أن يسفر عن تأثير متواضع على أسعار البنزين في المحطات نظراً لأنه في المناطق التي يتوافر فيها بالفعل، يباع "E15" بسعر أقل بـ5 إلى 10 سنتات لكل غالون من البنزين العادي، و"E15" هو بنزين 15% منه من الإيثانول. ويصنع الإيثانول عادة من الذرة.
قدر مسؤول كبير في الحكومة أن استخدام "E15" يمكن أن يوفر لسائقي السيارات، في المتوسط، 10 سنتات للغالون، وألقت الإدارة باللوم في ارتفاع الأسعار بشكل مباشر على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال ديهان: "قد تقلص الخطوة أيضاً استهلاك النفط، مستبدلة إياه باستهلاك الذرة.. ومع ذلك، قد ترفع الحرب في أوكرانيا أسعار الذرة في الأشهر المقبلة ما قد يغير الحسابات".
يمثل هذا الإجراء محاولة أخرى من جانب بايدن للتخفيف من ارتفاع تكاليف البنزين والتضخم الذي يلاحق الناخبين مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر، وفي استطلاع تلو الآخر، أشار الناخبون إلى التضخم كواحد من أهم اهتماماتهم، وستسمح هذه الخطوة ببيع "E15" على نطاق واسع من 1 يونيو حتى 15 سبتمبر عندما ينطلق العديد من الأمريكيين على الطرق في إجازات صيفية.
الوقود الحيوي
كان منتجو الإيثانول وحلفاؤهم في الكونغرس يناشدون الحكومة أن تجعل التغيير دائماً، بعد أن أدى طعن قانوني ناجح في محكمة من قبل شركات تكرير النفط العام الماضي إلى إلغاء محاولة أولية من قبل حكومة ترمب.
ويجادل المدافعون عن الوقود الحيوي بأن القيود الموسمية يمكن أن تثني محطات تعبئة البنزين عن تقديم مزيج أعلى من الإيثانول، وحالياً، تبيع حوالي 2300 محطة من بين أكثر من 150 ألف محطة في الدولة بنزين "E15"، ورغم توفره في ما يقرب من 30 ولاية، يتوفر الوقود على نطاق واسع في الغرب الأوسط.
يقول مونتي شو، المدير التنفيذي لجمعية الوقود المتجدد في ولاية أيوا، إن خطوة الرئيس "بشرى سارة للمزارعين ومنتجي الإيثانول"، مضيفاً أن مبيعات صيف العام الجاري يمكن أن تصل إلى حوالي 250 مليون غالون من "E15"، ويرى أن التأثير يتجاوز مبيعات الصيف في عام 2022، أي أن تجار التجزئة لن يكونوا مجبرين على التخلي عن "E15".
قامت حملة بايدن الانتخابية على وعود بترويج الإيثانول ودعم قانون معيار الوقود المتجدد الذي سُن منذ 17 عاماً والذي يفرض استخدام أنواع الوقود البديلة النباتية، ومع ذلك، بمجرد وصوله إلى البيت الأبيض، واجه نفس التحديات التي واجهها أسلافه في الموازنة بين المطالب المتعارضة من مصافي النفط وأصحاب المصالح الزراعية.
تقول وثيقة توجيهية لوكالة حماية البيئة إنه يمكن استخدام الإعفاءات في حالات محدودة مثل حالات الطوارئ المتعلقة بالإمداد، ولكن لا يمكن استخدامها للتعامل مع مخاوف الأسعار.
لا يزال من الممكن أن يؤدي الارتفاع في أسعار الذرة إلى تقليص أي وفورات من زيادة محتوى الإيثانول في إمدادات الوقود الصيفية، ولامست العقود الآجلة للذرة مؤخراً أعلى مستوى منذ عام 2012 عندما اجتاح الجفاف الشديد مناطق الزراعة الرئيسية في الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه، أدت الحرب في أوكرانيا إلى تعطيل النشاط الزراعي في مورد مهم.
ذكرت صحيفة وقائع تسرد جهود حكومة بايدن المتعلقة بالوقود أن وكالة حماية البيئة تقترح تغييراً من شأنه أن يسمح للوقود الحيوي القائم على الكانولا بالتأهل للائتمانات بموجب برنامج فيدرالي يجبر المصافي على مزج البدائل النباتية بالبنزين والديزل.