بلومبرغ
مع احتدام جائحة (كوفيد-19)، قد تظن أنّه وقتٌ سيءٌ للغاية للبحث عن عمل. يخالفك في ذلك الرأي غاد ليفانون، نائب رئيس أسواق العمل في "Conference Board"، وهي مجموعة بحثية لدعم الأعمال. ويقول إنَّ الأمر ليس كذلك.
وكان ليفانون قد صرح في بثٍ مباشرٍ عبر الإنترنت في 22 أكتوبر 2020، أنَّ هناك الكثير من المبالغات بالنسبة للعمّال، وذلك بسبب نسبة البطالة المرتفعة إلى حدٍ ما والتي سجّلت 7.9% في الولايات المتحدة في سبتمبر2020.
العودة للعمل السابق
ويتوسّع ليفانون في تعليقه خلال مقابلةٍ أخرى. ويقول إنَّ العديد من الأشخاص المشمولين في نسبة البطالة الـ7.9% هذه لا يبحثون بشكلٍ حازمٍ عن عمل بسبب تعويلهم على العودة إلى عملهم السابق ما إن تهدأ الجائحة.
ويضيف أنَّ الدليل على ذلك هو نسبة العاطلين المرتفعة بشكلٍ غير عادي من الذين يصرِّحون بأنهم توقفوا عن العمل مؤقتًا، وبلغت هذه النسبة 36.7 في المئة في سبتمبر 2020. وقبل ذلك بسنة، كانت هذه النسبة 7.8 في المئة فقط.
وستكون حظوظك أفضل في إيجاد عمل، إذا اعتمد غالبية منافسيك على احتمالية عودتهم لأعمالهم السابقة.
ويقول ليفانون إنَّ بعضًا من هؤلاء الأشخاص سوف يبدؤون في البحث عن عملٍ بشكلٍ جدّي أكثر فقط عندما يتّضح لهم أنَّهم فقدوا عملهم السابق للأبد.
ووفقًا لحسابات "Conference Board"، فإنًّ إعانات البطالة الفيدرالية قَدَّمت لحوالي ثلثي العاطلين عن العمل مداخيل أعلى من تلك التي يتلقونها من عملهم.
إعانات البطالة
ويقول ليفانون إنَّ ذلك قد قلَّل أيضًا من سعيهم للبحث عن عمل، مضيفا أنًّه لا يزال بعض العاطلين عن العمل يعيشون ربما من المال الذي كسبوه آنذاك، إلا أنًّ هذا المال سينفذ قريبًا لأنًّ الإعانات الإضافية قد انتهت.
ومما لا شكّ فيه فإنًّ الكثيرين قد عانوا من فقدان وظائفهم نتيجة للجائحة، لا سيما في القطاعات التي تضررت بشكلٍ كبير مثل البيع بالتجزئة والخدمات. ولكن مع كل الاعتبارات، فقد انتعش الاقتصاد الأمريكي بسرعةٍ أكبر من المتوقع بعد عمليات الإغلاق التي حدثت في الربع الثاني من العام الماضي، وكما كتبتُ في مقالٍ في (بلومبرغ بيزنس ويك) في 22 أكتوبر من العام الماضي، أفادت وزارة العمل أنًّ طلبات التأمين ضد البطالة قد انخفضت للمرة الثالثة في أربعة أسابيع، وهي أحدث إشارةٍ على عودة سوق العمل إلى عافيته.
وفي سبتمبر من العام الماضي، صرَّح مديرو الموارد البشرية الذين تمَّ استفتاؤهم من قبل "Conference Board" أنَّه من الصعب عليهم إيجاد العاملين الآن مقارنةً بالفترة السابقة للجائحة. بينما قال 20 في المئة فقط من الباحثين عن العمل الذين تمَّ استفتاؤهم من قبل المنظمة في سبتمبر 2020 إنه من الصعب عليهم إيجاد الوظائف، مقابل 50 في المئة قالوا ذلك خلال أسوأ ركودٍ في فترة 2007-2009.
التركيبة السكانية
ويشعر ليفانون الذي كرس نفسه كخبير اقتصادي، بالقلق بشأن نقص العمالة في حين أنَّ الآخرين يركزون على فائض العمالة الناتج عن الأتمتة. وخلال مقابلته، اعترف ليفانون أنَّ الجائحة قد سرَّعت الاتجاه نحو الأتمتة والعمل من المنزل، الأمر الذي يقلل عدد العاملين. (إذا لم يعد التواصل وجهًا لوجه مهمًا، يمكن لأرباب العمل الاختيار من بين موظفين على المستوى المحلي أو حتى العالمي لشغل وظيفة عند الحاجة).
ويقول ليفانون إنَّ التركيبة السكانية ستكون مصيرية. حيث يرى أن القوة العاملة تتزايد ولكن بشكلٍ أبطأ من الطلب على العمل، لذا فإنَّ نسبة البطالة ستعود إلى طبيعتها خلال ثلاث سنوات وإلى أقل من طبيعتها مجددًا خلال خمس سنوات. وسيكون النقص في العمال الحرفيين حادًا بصورة أكبر، وذلك لأنَّ عدد من لا يحملون شهادات جامعية يتناقص بنسبةٍ متزايدة، وفقًا للبث المباشر عبر الإنترنت لـ"كونفرنس بورد" فقد انخفضت نسبة الأشخاص بدون مؤهلات جامعية بنسبة 1.4 في المئة في الفترة من 2012 إلى 2017؛ بينما الانخفاض المتوقّع للفترة بين عامي 2017 و 2022 هو 3.1%، وبين 2022 و2027 عند 4.7 في المئة.