بلومبرغ
تحرص الهند على تلقي مزيد من نفط روسيا بأسعار رخيصة فيما يبتعد المشترون من الولايات المتحدة وحتى أوروبا عن نفطها في أعقاب غزو أوكرانيا.
تتلقّف مصافي النفط الهندية خام الأورال الروسي عقب انهيار سعره، حتى بعدما تعرّضت شركة "شل" لانتقادات عنيفة بعد أن اشترته خلال الأيام الأولى للحرب.
اشترت شركة "هندوستان بترليوم" (Hindustan Petroleum) في الآونة الأخيرة مليوني برميل من الدرجة الأولى تسليمها في يونيو، وتطلب شركات أخرى أيضاً شحنات منه، وفقاً لأشخاص مطّلعين.
ترتبط الهند مع روسيا بعلاقة قديمة تشمل قطاعاتٍ عدّة منها الدفاع والأمن، وتزيد مشتريات ثاني أكبر بلد مستورد في آسيا من النفط الأموال الواردة إلى خزائن الكرملين فيما يعاني جرّاء العقوبات المالية. أوضح مسؤولون حكوميون أخيراً أن الهند تدرس توفير حلول بديلة لشراء النفط، بما فيها سداد المدفوعات المقوّمة بالدولار الأمريكي باستخدام عملة الروبية المحلية.
كان هامشيّاً
أبلغ وزير النفط الهندي هارديب سينغ بوري المشرّعين الأسبوع الماضي أن البلاد تحتفظ بكافة الخيارات مفتوحة لتحديد مقدار الخام الروسي الذي تستطيع استيراده.
شكّل نفط روسيا 2% من إجمالي المشتريات من الخارج خلال 2021، أو نحو 33 مليون برميل، حسب بيانات الحكومة الهندية، وكانت منطقة الشرق الأوسط أكبر مورّد للهند، حيث شكّلت ما يفوق 60% من الواردات.
لماذا تفقد الهند إيمانها بالغرب؟
قال الأشخاص المطّلعون على الخطط، إن شركة "مانغالور ريفينري أند بتروكيميكالس" (Mangalore Refinery and Petrochemicals) وشركة "بهارات بتروليوم" (Bharat Petroleum) تسعيان لشراء خام الأورال تسليمه خلال مايو ويونيو. كما عقدت شركة "إنديان أويل" (Indian Oil) صفقة مع شركة "روسنفت" قبل اندلاع الحرب لتوريد حوال مليوني طن، أو ما يعادل 14.7 مليون برميل، خلال 2022.
الهند تدرس طرقاً للالتفاف على العقوبات والاستفادة من النفط الروسي الرخيص
باتت أنشطة تسويق الخام الروسي سرية بعد فشل المناقصات بجذب أي عروض شراء، ويمتثل غالبية المشترين ذاتياً للعقوبات، كما امتنعت بعض البنوك الغربية والآسيوية عن إصدار خطابات اعتماد لاستيراد الشحنات الروسية. يُصعِّب هذا من تمويل المشتريات الجديدة، رغم أن هذه القيود المفروضة لا تنطبق على الحمولات المنفذة عبر اتفاقات الدفع المسبق عبر مؤسسات التجارة الدولية.
لا أحد يعرف بعد حجم شحنات خام أورال، التي تمر غالباً عبر موانئ بحر البلطيق، إلى آسيا. سيجد الخام الروسي على الأرجح مشترين متقبلين في منطقة شمال آسيا عبر ميناءَيْها الشرقيين "كوزمينو" و"دي كاستري".