بلومبرغ
ستُلغي اليابان مكانة "الدولة الأكثر تفضيلاً" الممنوحة لروسيا تجارياً، وستحرمها من الحقوق الأساسية التي تقدّمها منظمة التجارة العالمية، بالإضافة إلى العقوبات المفروضة من قبل طوكيو على موسكو بعد غزوها لأوكرانيا.
وصف رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في مؤتمر صحفي، اليوم الأربعاء، العدوان الروسي بـ"العمل غير الإنساني الذي يجب حفره في التاريخ،" قائلاً إنَّ اليابان ستُجمّد أصول المزيد من الأوليغارشية الروسية، وإنَّها أسّست نظاماً لقبول اللاجئين الأوكرانيين، كما تطوّعت الحكومات المحلية للمساعدة الفعلية.
تعد روسيا الشريك التجاري الثانوي بالنسبة لليابان، لكنَّها مورّد رئيسي لمواد الطاقة مثل: النفط الخام، والغاز الطبيعي المسال، والفحم، التي تساعد في دعم ثالث أكبر اقتصاد عالمي.
أضاف "كيشيدا": "هناك مخاوف بشأن التأثير على الاقتصاد، واحتياجات العيش الضرورية بالنسبة للمستوردين الصافين للطاقة والغذاء مثل بلادنا، ولكن من أجل إظهار وقوفنا مع الشعب الأوكراني، وحماية السلام والنظام في المجتمع الدولي؛ يجب ألا نُذعن للتهديدات الروسية".
ستحظر اليابان تصدير السلع الكمالية إلى روسيا، وستوقف استيراد سلع معينة منها. كما ستعمل الحكومة مع دول مجموعة السبع الأخرى للتأكد من عدم تلقّي روسيا لأموالٍ من صندوق النقد الدولي أو غيرها من المؤسسات المالية العالمية الكبرى، وفقاً لـ ِ"كيشيدا"، الذي أضاف أنَّ بلاده تعتزم سد أي ثغرات محتملة في العقوبات من خلال التعاون مع بورصات العملات المشفَّرة.
تزامناً مع ذلك؛ أظهرت الاستطلاعات تأييداً شعبياً كبيراً للعقوبات المفروضة على روسيا لدى الجمهور، إذ رأى 42% من المستجيبين لاستطلاع نشرته محطة "إن إتش كيه" الوطنية، يوم الإثنين، أنَّها ملائمة، في حين قال 40%، إنَّها يجب أن تكون أكثر شدة.
وأفصح "كيشيدا" عن أنَّ حكومته تحرّكت فعلياً لتقليل تأثير ارتفاع أسعار النفط على اليابانيين، وفي حال استمرار الوضع ستتصدى لزيادات أسعار الطاقة، والمواد الخام، والمواد الغذائية، مضيفاً أنَّه قد يُثقَل كاهل المستهلكين بارتفاع أسعار الواردات نتيجة لضعف عملة الين الحالي.
اقرأ أيضاً: اليابان تحظر تصدير 270 سلعة إلى روسيا أبرزها الرقائق والأسلحة
ورداً على سؤال بشأن موقفه من مشروع "سخالين-2" (Sakhalin-2) الروسي- الياباني المشترك مع "غازبروم" الروسية؛ قال إنَّ المشروع مهم لأمن الطاقة في البلاد.
ودعا "كيشيدا" الصين إلى التصرف "بمسؤولية" خلال الأزمة الأوكرانية. وقال في إشارة ضمنية إلى المخاوف من إجراء صيني تجاه تايوان، إنَّ اليابان لن تؤيد استخدام القوة لتغيير الحالة الراهنة في آسيا.
أعلنت اليابان في وقت سابق من هذا الأسبوع تفاصيل حظر تصدير أشباه الموصلات والآلات والمواد إلى روسيا، تماشياً مع عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الهادفة إلى ردع الرئيس فلاديمير بوتين عن مواصلة هجومه.
سيطبّق الحظر المقرر دخوله حيًز التنفيذ بتاريخ 18 مارس، وفقاً لوزارة التجارة، على نحو 270 مادة مستخدمة في فئات تشمل الطاقة النووية، والإلكترونيات، والاتصالات.
وأدرجت اليابان كذلك بيلاروسيا في عقوباتها المفروضة على روسيا مع محاولة المجتمع الدولي عزل الكرملين وحليفه.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في الأسبوع الماضي حظر استيراد الفودكا، والكافيار، والماس الروسي، داعياً المشرّعين الأمريكيين للانضمام إلى الحلفاء في إلغاء المكانة التجارية التفضيلية للبلاد بعد الغزو. وقال "بايدن"، إنَّ الجهود الأمريكية تُتخذ بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع.