بلومبرغ
تدرس الشركة الأم لـ"يونايتد كو. روسال انترناشونال" (. United Co. Rusal International PJSC)، عملاقة الألمنيوم الروسية، فصل أعمالها الدولية وتحويلها إلى شركة جديدة تحت إدارة وملكية من مستثمرين غير روس.
تُبرز المباحثات، في هذا الصدد، مدى تأثير غزو أوكرانيا، والذي أسدل الستار على أي آمال بشأن التكامل المؤسسي بين روسيا والعالم. وفي حال إتمام الصفقة فستقطع شوطاً طويلاً لإنهاء الاندماج الذي تم في عام 2007، وأثمر عن إنشاء "روسال" بوضعها الحالي، والتي كان الهدف منها بناء كيان عملاق للموارد الروسية قادر على تحدّي شركات أمثال "ريو تينتو" (Rio Tinto Group) و"بي إتش بي غروب" (BHP Group) على الساحة العالمية.
تعد "روسال" مملوكة بنسبة 57% لمجموعة "إي إن+ غروب إنترناشونال" (En+ Group International PJSC). وستستحوذ الشركة الجديدة على أصول "روسال" للألومينا والبوكسيت والألمنيوم في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في أفريقيا وأستراليا وأوروبا، وفقاً لأشخاص مطّلعين على الأمر، والذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لخصوصية المناقشات.
قال أحد المطلعين إن الصفقة ستسفر عن شركتين: كيان جديد سيحتفظ بالأصول الدولية للمجموعة دون أي ملكية أو حصة مسيطرة أو إدارة روسية، وأصول المجموعة الحالية الروسية إلى حد كبير.
قال المطّلعون إن غريغوري باركر، رئيس مجلس إدارة شركة "إي إن+"، سيتنحى عن منصبه للتركيز على الصفقة وربما يقود الشركة الجديدة. وأوضح أحد المطلعين أن "غلينكور"، وهي شركة التعدين وتجارة السلع، من بين أكبر المساهمين غير الروس في "إي إن+"، وبالتالي من المحتمل أن تشارك في الصفقة. ورفض متحدث باسم شركة "غلينكور" التعليق.
منذ إقدام روسيا على غزو أوكرانيا الأسبوع الماضي، سعى المستثمرون الدوليون إلى بيع الأصول الروسية، بينما أحجمت البنوك والشركات الأوروبية بشكل متزايد عن التعامل مع الشركات الروسية. ويشير هذا الوضع إلى أن مزيج الأصول الروسية والدولية التابعة لـ"روسال" وكذلك المستثمرين غير مقبولين بشكل متزايد.
من بين الأصول العالمية المملوكة لـ"روسال" مصنع للألومينا في "أوغينيش" في أيرلندا، والذي يعد مورّداً رئيسياً لصناعة الألمنيوم في أوروبا، بالإضافة إلى مصنع ألومينا في جامايكا، وحصة في مصنع مجموعة "ريو تينتو" بأستراليا، ومناجم البوكسايت في غينيا.
كما تمتلك المجموعة مصفاة ألومينا في أوكرانيا، التي أعلنت وقف الشحنات هذا الأسبوع. وقال اثنان من المطلعين إنه من المحتمل أن تشمل الأصول الدولية المزمع فصلها المصنع الأوكراني، لكن لم يتم توضيح الأمر بعد.
كانت العديد من الأصول التي سيتم فصلها بموجب الصفقة مملوكة في الأصل لـ"غلينكور" قبل اندماج الأصول في عام 2007، الذي أثمر عن إنشاء "روسال" بشكلها الجديد. وجاء هذا الاتفاق في وقت تصاعد التفاؤل بشأن انفتاح روسيا على الأسواق الدولية. وتم دمج مجموعتي الألمنيوم الروسيتين "روسال" و"سوال" مع أصول مملوكة لشركة "غلينكور" لإنشاء ما كان يوصف في ذلك الوقت بأنه أكبر مجموعة ألمنيوم في العالم.
من غير الواضح مدى تأثير هذه الخطوة على خطة سابقة لتقسيم أصول "روسال" ذات الكربون المكثّف بشكل متزايد. وقد يتطلب أيضاً موافقة "سوال بارتنرز" (Sual Partners)، وهي ثاني أكبر مساهم في "روسال" Rusal. ولم يتسنّ الحصول على تعليق فوري من "سوال".
وأدت العقوبات المفروضة على رجل الأعمال الروسي أوليغ ديريباسكا، وهو المساهم الرئيسي في المجموعة، إلى دخول سوق الألمنيوم العالمي في أزمة عام 2018، قبل إبرام صفقة مع وزارة الخزانة الأمريكية خفّضت من حصة ديريباسكا، وألغت العقوبات المفروضة على الشركة. ورفض المكتب الصحفي في "إي إن+" التعليق.