بلومبرغ
سيؤدي تطبيق الاحتياطي الفيدرالي للسياسة التقشفية، فضلاً عن دلائل نقص السيولة في سوق السندات، إلى إضعاف موقف سندات الخزانة الأمريكية باعتبارها ملاذاً يعتمد عليه في وقت يتوق فيه المستثمرون بحثاً عن أصول يحتمل أن تكون آمنة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية حول أوكرانيا.
دفع ذلك بعضهم إلى دراسة أسواق العملات على وجه الخصوص، بحثاً عن طرق بديلة لحماية أنفسهم، وهي التي يمكن أن تتناسب بصورة أفضل مع هذه المهمة في اللحظة الراهنة.
يعد اليوان الصيني الخارجي واحداً من هذه المواقع التي يبحث فيها بعض المستثمرين، في حين أُغرم آخرون بعقود الخيارات على الين الياباني، كما يظل الذهب بالطبع هو الملاذ الأزلي.
وفيما يلي نظرة سريعة على كيفية تراكم الاستثمارات في بعض هذه الأصول في الوقت الراهن:
موقع اليوان
مع ارتفاع أسعار الفائدة في مختلف أنحاء العالم في مواجهة ضغوط التضخم؛ تنفرد أسواق الصين في ميلها نحو سياسة توسعية، كما تبدو فيها ضغوط أسعار المستهلك تحت السيطرة نسبياً. برغم ذلك؛ و مع حفاظ البنك المركزي على سياسة احتوائية أيضاً؛ فقد اقترب الرينمنبي الخارجي من أعلى مستوياته أمام الدولار فيما يقرب من أربع سنوات.
العملة الصينية هي من أقوى العملات أداء في آسيا، في عام انخفض فيه مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة تجاوزت 8%، كما أنَّ تقلب سعرها في ثلاثة أشهر يقل عن 4%، وينخفض كثيراً عن معظم العملات الكبرى. وخلافاً لكثير من الأسواق المتقدمة؛ تقدّم العملة الصينية بالفعل أسعار فائدة تتجاوز 2%، موفرة بعض الحماية ضد موجات الهبوط في الأسواق التي تزداد فيها المضاربة، وكذلك ضد ذلك النوع من مخاطر سعر الفائدة التي تواجه الكثير من المستثمرين في الولايات المتحدة.
استدعاء الين
يعد الين أحد الملاذات التقليدية لمستثمري أسواق العملة، وبرغم أنَّ أداء العملة اليابانية في سوق التداول الفوري هذا العام لا يبدو من الوهلة الأولى متميزاً بأي درجة؛ تشير حركة الاستثمار في سوق عقود الخيارات إلى أنَّ المستثمرين يعتبرونها نوعاً من التأمين.
كان أداء الين في التعاملات الفورية دفاعياً وسط صعود عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وارتفاع أسعار السلع الأولية، غير أنَّ أسعار عقود خيارات الشراء كانت ترتفع ضاغطة على "منحنى الابتسامة".
تحولت حركة أسعار الخيارات بصورة ملحوظة لصالح العملة اليابانية في أواخر شهر نوفمبر، مباشرة بعد انتشار سلالة أوميكرون من فيروس كورونا، ومع إعلان مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي عن قلق متزايد إزاء مستوى التضخم.
إنَّ تقلب حركة عقود شراء الين كان يتبع زيادة تكاليف الائتمان في أوروبا، ومقاييس السيولة في سوق سندات الخزانة متابعة دقيقة تشير إلى أنَّ بعض المشاركين في السوقين يعتبرون عقود الخيارات على العملة اليابانية تحوطاً ضد المخاطر المحتملة.
إلى الذهب
لقد كان الذهب ملاذاً للباحثين عن الأمان، غير أنَّه بعيد عن مستوى التحوط الكامل.
شهدت الأسابيع الأخيرة التي اتسمت بتجنّب المخاطرة تحول المعدن النفيس مرة أخرى إلى الارتباط السلبي بحركة الأصول الأخرى مثل الأسهم الأمريكية، وذلك بعد أن كانت حركته منذ بداية 2022 تسير مع تلك الأصول في الاتجاه نفسه.
صعدت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها منذ يونيو 2021 مع زيادة التوترات الجيوسياسية حول أوكرانيا، وتجاوز مؤشر التضخم في أسعار المستهلك المستوى المتوقَّع في الاقتصادات الرئيسية المتقدمة. وربما تسبّبت زيادة هذه المخاوف أيضاً في استمرار زيادة أسعاره.
بالنسبة لتجار العملة؛ كان استنتاجهم الرئيسي أنَّ قوة الذهب ترتبط تاريخياً بضعف الدولار الأمريكي، برغم أنَّ هذا الارتباط العكسي قد تراجع نوعاً ما عندما بلغ أعلى مستوى له في أكثر من عشر سنوات في منتصف 2021.
ملاحظة: روبرت فولم، محلل لأسعار الفائدة وأسواق العملة الأجنبية، ويكتب في "بلومبرغ"، والملاحظات التي يكتبها تمثل رأيه الخاص، ولا يقصد منها توجيه توصية أو نصيحة استثمارية.