بلومبرغ
لا تعتبر خطة "بوينغ" لاستخدام الوقود النظيف في قطاع الطيران ثورية للغاية إذا ما نظرنا إلى سيارات الأجرة الكهربائية الطائرة ووقود الهيدروجين اللذين يحتلان الصدارة في معرض سنغافورة للطيران.
بدلاً من الاعتماد على التكنولوجيا الجديدة وأنظمة الدفع المختلفة، تعمل الشركة، ومقرها شيكاغو، على الدفع بحل من شأنه أن يحد من تعطيل أعمالها الأساسية في صناعة الطائرات، لا سيما تشغيل الطائرة بوقود طيران مستدام.
قطاع الطيران العالمي أمام معضلة.. زيادة الرحلات مقابل خفض الانبعاثات
قالت شيلا ريميس، نائبة رئيس "بيونغ" للاستدامة البيئية، في مقابلة بسنغافورة، وهي تحضر المعرض: "لست مضطراً لتغيير الطائرة، ولا يتعين عليك تغيير البنية التحتية للمطار. إنه متاح الآن حتى لا تضطر لإضافة قدر كامل من البنية التحتية والتعقيد إلى النظام".
تركيز "بوينغ" على الوقود المستدام، المعروف باسم "ساف" (SAF)، هو ما يميزها على "إيرباص" الأكثر طموحاً بشكل علني.
تهدف المنافسة الأوروبية إلى إطلاق طائرة تعمل بالهيدروجين في عام 2035. وأثناء معرض سنغافورة للطيران هذا الأسبوع، وافقت "إيرباص" على استكشاف إمكانية إنشاء مركز في المدينة لتخزين الهيدروجين وتسليمه للطائرات.
حلول الكهرباء والهيدروجين
في غضون ذلك، أعلنت شركات أخرى، بما في ذلك "إير آسيا"، عن صفقات لما يقرب من 200 طائرة إقلاع وهبوط عمودية كهربائية المعروفة باسم "إي فيتول" ((eVTOL.
قالت ريميس إن أوجه القصور الحالية في التقنيات البديلة تعني أن الوقود المستدام سيكون أقوى أداة في مجال إزالة الكربون لسنوات قادمة.
كما أفادت أن نطاق الطائرات الكهربائية سيكون محدوداً ما لم يتم "تحسين هائل في تكنولوجيا البطاريات".
في حين تستكشف "بوينغ" كيفية دمج الهيدروجين في الطائرات التجارية، قالت ريميس إن الأمر "سيكون صعباً".
الوقود المستدام قد يصبح سلاح شركات الطيران لخفض الانبعاثات الملوثة
تؤكد المناهج المختلفة للصناعة والمصالح المكتسبة على مدى صعوبة القضاء على انبعاثات الكربون والوصول إلى الصفر الصافي بقطاع الطيران في عام 2050.
ستكون تكلفة الانتقال من وقود الطائرات المشتق من الوقود الأحفوري نحو تريليوني دولار، وفقاً لاتحاد النقل الجوي الدولي. لكن الصناعة كذلك لا تتفق على كيفية كسر عادات مستمرة منذ عقود أو من سيدفع ثمنها.
المواد الأولية والغابات
قال كيفين ويلش، المدير التنفيذي لمكتب البيئة والطاقة التابع لإدارة الطيران الفيدرالية، لوفود المعرض الجوي يوم الخميس: "يتعيَّن علينا أن نفعل أكثر بكثير مما نفعله اليوم. يجب على الصناعة أن تغير طريقة عملها بشكل جذري".
لكن "بوينغ" و"إيرباص" ليستا على خلاف بشكل كامل، حيث تقول الشركتان إنه بحلول عام 2030 ستكون طائرتهما التجارية قادرة على الطيران بنسبة 100% بالوقود المستدام، والذي يمكن تصنيعه من المواد الأولية، بما في ذلك النفايات الزراعية، والغابات، والنفايات المنزلية غير القابلة لإعادة التدوير.
لدى "بوينغ" كذلك تواجد في سيارات الأجرة الكهربائية الطائرة من خلال ضخ 450 مليون دولار في شركة "ويسك" (Wisk) الناشئة للتاكسي الجوي وتوفير الموارد الهندسية. قالت ريميس إنه قد يتم اعتماد هذه الطائرات بحلول نهاية العقد.
تكلفة باهظة
مع هذا، لا يتضح المسار طويل الأجل للوقود المستدام على الإطلاق، نظراً لتكلفته الباهظة التي تزيد بثلاثة أضعاف عن سعر وقود الطائرات العادي وندرة توفره، وفقاً لريميس.
هناك أيضاً مخاوف من أن المواد الأولية قد تلحق الضرر بالغابات المطيرة وموائل الحيوانات الأخرى.
قالت "بلومبرغ إن إي إف" العام الماضي إن وقود الطائرات المستدام يمثِّل أقل من 0.1% من الطلب العالمي على وقود الطيران بسبب محدودية توافره ونقص دعم الحكومات للسياسات.
قالت ريمس: "إن المشكلة تتعلق بالحجم. أنت بحاجة للحوافز أو أي شيء لترغيب منتجي الوقود في إنتاجه، والقدرة على الحصول على المواد الأولية، وتمكين شركات الطيران من استخدامه. لذلك هي ليست باهظة التكلفة بشكل لا يتناسب مع ما يدفعونه اليوم".
إلى ذلك، استشهدت "بوينغ" بدراسات تُظهر أن وقود الطيران المستدام يقلل الانبعاثات بنسبة تصل إلى 80% في الوقت الذي يخفِّض فيه كل جيل جديد من الطائرات من حرق الوقود بنسبة 15- 25%، حسب ما ذكرته "بوينغ".
قالت ريميس إن الوقود المستدام هو أفضل رهان حالي للوصول إلى انبعاثات صفرية، لأن محرك الطائرات التقليدي الحارق للوقود ليس على وشك الاختفاء. تستغرق التقنيات والطائرات والمحركات الجديدة سنوات لتطويرها وتحمُّل مخاطرها.
وأفادت: "أنت تريد أن تتأكد من أنه اختيار سيُصبح موثوقاً وآمناً، ولكن (ساف) من ناحية أخرى تتوافق مع ما لدينا حالياً".