بلومبرغ
قالت مجموعة "سوفت بنك" إن الرئيس التنفيذي للعمليات، مارسيلو كلوريه سيغادر الشركة، منهياً فترة عمل مضطربة، سنامها صدام حول التعويضات مع المؤسس، ماسايوشي سون.
قالت الشركة في بيان إن ميشيل كومبيس سيتولى مهام كلوريه في مجموعة "سوفت بنك غروب إنترناشيونال" وسيشرف على المحفظة التشغيلية والاستثمارية للشركة. يؤكد هذا الإعلان تقريراً سابقاً من بلومبرغ نيوز.
أفاد سون في البيان: "قدّم مارسيلو العديد من المساهمات خلال الفترة التي أمضاها في (سوفت بنك) ونشكره على تفانيه ونتمنى له استمرار النجاح في مساعيه المستقبلية. لديّ ثقة كبيرة في مايكل كومبيس وفريق (سوفت بنك) الموهوب لمواصلة العمل الرائع الذي نقوم به في (سوفت بنك غروب إنترناشيونال".
أصبح كلوريه، البالغ من العمر 51 عاماً، وأحد كبار مساعدي سون، بعدما باع شركته الخاصة لتوزيع الهواتف المحمولة إلى "سوفت بنك"، ورُقيّ إلى منصب الرئيس التنفيذي للعمليات في 2018. كان كلوريه الرائد التشغيلي للشركة وساعد في تقويم مسار شركة الاتصالات اللاسلكية "سبرينت" (Sprint) والشركة المضطربة الناشئة "وي وورك" (WeWork).
تعطش للسلطة والمال؟
كان كلوريه قد ضغط سعياً للسلطة ومزيداً من المال تقديراً لعمله، وسعى للحصول على تعويض يصل إلى مليار دولار في الأشهر الأخيرة، متجاوزاً بكثير مبلغ 1.8 مليار ين (16 مليون دولار) الذي حققه في العام المالي الماضي.
مع ذلك، اعتبر محللون أن الإعلان كان مقلقاً.
قال ميو كاتو، المحلل لدى "لايت ستريم ريسيرتش" (LightStream Research) في طوكيو: "هذا أمر سلبي لأنه يترك انطباعاً بأن الإدارة مرتبكة وأن بعض الأمور لا تسير بسلاسة. قد تكون البيئة الاقتصادية الحالية أدت إلى مثل هذه المشاكل، وربما لم تُتح هذه البيئة مجالاً للاستراتيجية الاستثمارية لمجموعة (سوفت بنك) بالعمل".
ارتفع سهم "سوفت بنك" بنحو 3% في تعاملات طوكيو ولكنها منخفضة بأكثر من 50% من ذروتها العام الماضي.
بيّن تقرير من بلومبرغ نيوز العام الماضي أن كلور دافع كذلك عن فصل الصندوق الاستثماري في أمريكا اللاتينية الذي كان يشرف عليه لصالح "سوفت بنك"، قائلاً إن فصله سيُساعد في بناء الأعمال التجارية وخلق قيمة لـ"سوفت بنك" وزيادة تعويضاته كذلك، وفقاً لأشخاص مُطّلعة على الأمر في ذلك الوقت.
قال الأشخاص إن سون لم يرَ فائدة كبيرة لمساهمي "سوفت بنك" عبر هذا الفصل، واعتقد أن ذلك سيُعقّد الإدارة والحوكمة. لم يكن مشروع أمريكا اللاتينية مرموقاً مثل صندوق "فيجن" العملاق لدى "سوفت بنك"، ولكنه نما إلى 8 مليار دولار من الأصول منذ إطلاقه في مارس 2019.
نجاحات وعثرات
حقّق سون و"سوفت بنك" العديد من النجاحات، بما في ذلك الإدراج العام لشركة "كوبانغ" (Coupang) الرائدة في التجارة الإلكترونية الكورية وخدمة التوصيل الأمريكية "دور داش" (DoorDash)، ما دفع سهم "سوفت بنك" إلى أكثر من 10 آلاف ين في مارس.
لكن شركة سون عانت من سلسلة أخبار سيئة في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك الحملة الصينية على شركات التقنية لديها، لا سيما أن استثماراتها الأكبر قيمة تتركّز في مجموعة "علي بابا غروب هولدينغ"، التي كانت أحد الأهداف الرئيسية لحملة مكافحة الاحتكار في بكين.
كما دعمت "سوفت بنك" بشكل رئيسي عملاقة النقل التشاركي، "ديدي غلوبال" (Didi Global)، التي قالت إنها ستسحب إدراجها من البورصات الأمريكية بعد خمسة أشهر فقط من الاكتتاب العام الأولي.
خارج الصين، عانت "بايتم" (Paytm) الهندية الرائدة في مجال المدفوعات الرقمية وهي من شركات محفظة "سوفت بنك"، من أسوأ دخول للأسواق عبر الاكتتابات العامة على الإطلاق لشركة تقنية كبرى.
أسهم "سوفت بنك" تتنفس الصعداء بعد أنباء فشل صفقة "آرم"
رفع مسؤولو مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة دعوى قضائية في ديسمبر لمنع "سوفت بنك" من بيع مصممة الرقائق "آرم" (Arm) لشركة "نفيديا" (Nvidia)، وقال تقرير من بلومبرغ نيوز هذا الأسبوع إن "نفيديا" تستعد للتخلّي بهدوء عن جهودها للاستحواذ على "آرم" نظراً لرفض الجهة التنظيمية.
قال كلوريه في البيان: "سأكون مُمتنّاً إلى الأبد لخبرتي في (سوفت بنك) طوال تسعة أعوام... لقد استثمرنا في بعض أكثر الشركات ابتكاراً وتغييراً، وستكون رائدة في الصناعة لعقود مقبلة".