بلومبرغ
يمكن أن تساعد الخبرة السابقة، مع الإجازات الطويلة والأحداث الكبرى في تفسير رغبة متداولي الأسهم المحليين في جني مكاسب قبل عيد الربيع السنوي في الصين، وهو عطلة ممتدة تبدأ يوم الاثنين المقبل.
تراجعت أحجام التداول إلى أدنى مستوى لها في ثمانية أشهر يوم الأربعاء الماضي مع تخلص المستثمرين الصينيين من بعض مراكز الاستثمار الأكثر خطورة، وانخفض مؤشر "إم إس سي آي 300" القياسي بنسبة 4.6% منذ بداية العام، وهو على وشك الدخول في حالة السوق الهابطة. وحصل المستثمرون في الصين على نصيبهم من الدروس المؤلمة حول المفاجآت غير السارة التي يمكن أن تكون مخبأة بعد عطلة طويلة.
على سبيل المثال، انخفض مؤشر "سي إس آي 300" بنسبة 5.8% في الجلسة الأولى بعد عطلة عيد العمال لمدة أسبوع في مايو 2019، عندما أعيد فتح الأسواق على مجموعة من تغريدات دونالد ترمب تشير إلى تصعيد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتلقى المؤشر ضربة بنسبة 8% أيضاً في جلسة واحدة بعد استئناف التداول بعد عيد الربيع 2020 عندما ساء تفشي "كوفيد 19".
توقف ارتفاع الأسهم أوائل العام الماضي بشكل مفاجئ مع اختتام الصين لمهرجان الربيع، الذي يحتفل بالسنة القمرية الجديدة، وعاد المستثمرون من العطلة بمعنويات العزوف عن المخاطر نتيجة النبرة المتشددة من الفيدرالي التي تسببت في انخفاض الأسهم على مستوى العالم، وهبط مؤشر "سي إس آي 300" بنسبة 14% في أقل من ثلاثة أسابيع.
وإذا كان التاريخ يقدم أي دليل، فإن الألعاب الأولمبية الشتوية، المقرر أن تبدأ في بكين الأسبوع المقبل خلال العطلة، تقدم القليل من البهجة، بعدما تراجع مؤشر الأسهم الصينية بنسبة 12% خلال الألعاب الصيفية لعام 2008 في عاصمة البلاد.
حتى الأحداث السياسية المنظمة بإحكام قد لا توفر الراحة للمستثمرين، ورغم بعض التوقعات بالاستقرار أثناء الذكرى المئوية للحزب الشيوعي في يوليو الماضي، فإن مؤشر الأسهم سجل في الواقع أسوأ أداء شهري له في عام 2021.
ومنذ عام 2009، تراجع مؤشر "سي إس آي 300" بأكثر مما تقدم خلال الاجتماع السنوي لمؤتمر الشعب الوطني، والذي عادة ما يكون في شهر مارس وعادة ما يكون أهم تجمع سياسي في العام.
ومع ذلك، تقوم وسائل الإعلام الحكومية بدورها لطمأنة المستثمرين بعد أن انخفض مؤشر "إس سي آي 300" إلى أدنى مستوى في 15 شهراً يوم الثلاثاء الماضي، وحث مقال في الصفحة الأولى في صحيفة "سيكيوريتيز دايلي" يوم الأربعاء المستثمرين المؤسسيين على "إظهار بعض الدعم" و"تحمل مسؤولية توجيه الاستثمار ذي القيمة".
وحتى الآن فشلت هذه الرسالة في إثارة الكثير من ردود الفعل إذ تقدمت معظم مؤشرات الأسهم بأقل من 1% يوم الأربعاء.