بلومبرغ
يغادر ماثيو تشامبرلين الرئيس التنفيذي لـ"بورصة لندن للمعادن" لتولي منصب جديد في شركة ناشئة تعمل بتقنية البلوكتشين، بعد عام مضطرب في أكبر سوق للمعادن الصناعية في العالم.
يأتي التغيير بعد تراجع أحجام التداول للعام الثالث على التوالي في بورصة التداول الشهيرة التي تستمر في عرض بعض الأسعار الرئيسية في قاعة تداول مفتوحة.
تعرض تشامبرلين، الذي تولى المنصب قبل 5 سنوات ولديه الطموح لإصلاح العلاقات مع المستخدمين الأساسيين في "بورصة لندن للمعادن"، لانتقادات خلال الأشهر الأخيرة بشأن خططه لإغلاق قاعة التداول بشكل دائم، ومن المرجح أن يثير رحيله نقاشاً مطولاً حول جهود تحديث البورصة العريقة.
ماذا يحدث لو نضبت المعادن في بورصة لندن الأكبر عالمياً؟
تشامبرلين المصرفي السابق الذي ترقى إلى المناصب الرفيعة بداية من سن 34 عاماً فقط يستقيل لينتقل للعمل رئيساً تنفيذياً لشركة "كومينو" المدعومة من "نومورا سيكيوريتيز" و"ليدغر" و"كوين شيرز إنترناشيونال".
يتولى أدريان فارنام رئيس غرفة المقاصة في "بورصة لندن للمعادن" منصب الرئيس التنفيذي بشكل مؤقت، عقب مغادرة تشامبرلين بنهاية أبريل.
تناقضات صارخة بين المنصبين، حيث "كومينو" التي تأسست منذ بضع سنوات فقط كواحدة من أولى الشركات التي تقدم خدمة حراسة الأصول المشفرة، وفي المقابل "بورصة لندن للمعادن"، المؤسسة العريقة التي يمتد تاريخها إلى قرون وتحدد أسعار بعض المواد الأساسية التي لعبت أدواراً حاسمة عبر فترات كثيرة من تاريخ البشرية مثل النحاس والقصدير. كما أنها مؤسسة مقاومة للتغيير في بعض الأحيان، فقد استقال سلف تشامبرلين بعد رد فعل عنيف على جهوده للتحديث.
إغلاق قاعة التداول
انضم تشامبرلين إلى "بورصة لندن للمعادن" عام 2012 بعد تقديمه المشورة لصالح "هونغ كونغ للتداول والمقاصة" بشأن استحواذها على البورصة في أثناء عمله في مجموعة "يو بي إس"، وقد ترقى سريعاً في المناصب وأشرف على إصلاح شبكة المستودعات الخاصة بها، وتولى أعلى منصب في البورصة عام 2017 وسط تعرض "بورصة لندن للمعادن" لمعارضة من المستخدمين بسبب ارتفاع رسوم التداول والتأثير المتزايد للتداول وفقاً لخوارزميات رياضية قديمة تعود جذورها إلى أوائل القرن التاسع عشر.
تصاعد أسعار المعادن.. والنيكل يقفز إلى أعلى مستوى منذ عقد
أشاد المستخدمون الأساسيون بتراجع تشامبرلين عن فرض زيادات في الرسوم كجزء من حزمة الإصلاحات في وقت مبكر من فترة ولايته، فيما واجه مؤخراً احتجاجاً من قاعدة المستخدمين الشهيرة في "بورصة لندن للمعادن" بشأن مخطط إغلاق قاعة التداول بشكل دائم والتحرك بالكامل إلى سوق إلكترونية وعبر الهاتف.
جرى تعليق التداول في القاعة بسبب "كوفيد-19" في مارس 2020 وبداية العام الماضي عندما أعلنت البورصة عن اقتراح إغلاقها نهائياً. ولكن بعد الاحتجاج من المستخدمين قرر تشامبرلين إعادة فتح القاعة لتنفيذ بعض وظائف التسعير السابقة.
معارضة خطط التحديث
حذّر وسطاء التداول من تأثير الانخفاض الحاد في أحجام التداولات على استمرار قاعة التداول في المدى الطويل، إذ بدا الخلاف المستمر بين "بورصة لندن للمعادن" وأعضائها واضحاً خلال الاجتماع السنوي للبورصة في لندن في أكتوبر، حينما سخر الحضور عدة مرات في أثناء خطاب تشامبرلين، الذي قال ساخراً إنه قد يفكر في مهنة بديلة في مكاتب "بورصة لندن للمعادن" السابقة بقلب المدينة، التي تحولت إلى مكان مسرحي غامر.
تولى تشامبرلين المسؤولية عقب استقالة الرئيس السابق لشركة "لايف" للمشتقات التابعة لـ"بورصة نيويورك" غاري جونز، الذي استقال في أعقاب رد فعل عنيف من المستخدمين بسبب خططه لتسويق وتحديث البورصة.
كانت "بورصة لندن للمعادن" مملوكة من وسطائها قبل استحواذ "هونغ كونغ للتداول والمقاصة"، إحدى البورصات القليلة في العالم التي يجري فيها التداول وجهاً لوجه، كما استمرت حتى قبل الوباء في الاعتماد على التسجيل الورقي للمعادن المخزنة في مستودعاتها حول العالم.
سارع تشامبرلين، الذي يُعَدّ خبيراً تقنياً شهيراً ويحمل شهادة في علوم الكمبيوتر من "جامعة كامبريدج"، إلى تطوير بديل إلكتروني مع احتمال إغلاق لندن، الذي أثار الذعر بسبب مخاوف من عدم قدرة شركات النقل على تسليم المستندات إلى المستودعات.
كذلك اتخذ تشامبرلين خطوات أوسع لإصلاح أنظمة البورصة والبنية التحتية، بما في ذلك التطوير المستمر لمنصة تداول جديدة.
قال تشامبرلين في بيان أعلن فيه عن انتقاله إلى "كومينو": "كنت دائماً متحمساً لتطوير حلول آمنة وفعالة لضمان عمل الأسواق العالمية بأكبر قدر ممكن من الفاعلية". وأضاف أن الشركة الناشئة "تمثل التطور الطبيعي لصناعتنا".