بلومبرغ
ربما يؤدي انتعاش عملة الاحتياطي العالمية إلى خنق موجة صعود تشهدها عملات الأسواق الناشئة في الوقت الحالي.
ذلك هو رأي برندان ماكينا، محلل لدى شركة "ويلز فارغو سيكيوريتيز"، الذي يتوقع تدفق المستثمرين على الدولار الأمريكي مع تحول التركيز إلى المخاطر الأساسية في اقتصادات الدول النامية.
كانت هذه الشركة من بين أكثر الشركات دقة في توقعاتها لحركة العملات الرئيسية في الربع الأخير من العام – والشركة الأولى بالنسبة لعملات أمريكا اللاتينية.
كتب ماكينا في تقرير أمس الثلاثاء: "من غير المرجح أن تستمر الديناميكيات التي عززت قيمة العملات الأجنبية، وخاصة عملات الأسواق الناشئة. ومع عودة التركيز مرة أخرى إلى أساسيات كل دولة على حدة، نعتقد أن المستثمرين سيعيدون استثمار أموالهم في الأصول الدولارية، وهو ما سيدعم قيمة الدولار الأمريكي مع مرور الوقت".
تتعارض هذه الآراء مع آراء بنكي "سوسيتيه جينرال" و"مورغان ستانلي"، اللذين قدما رأياً متفائلاً ومشرقاً حول أصول بعض الأسواق الناشئة في الأيام الأخيرة. وتأتي كذلك بعد أن شهد مؤشر "إم إس سي آي" لعملات الأسواق الناشئة أفضل أداء أسبوعي له منذ بداية شهر سبتمبر الماضي.
مع ذلك، انخفض المؤشر يوم الأربعاء لليوم الثالث على التوالي، وقادت الهبوط عملة الرينغيت الماليزية والروبية الإندونيسية.
في نفس الوقت، سجل مؤشر لـ "بلومبرغ" يقيس حركة الدولار الأمريكي أمس الثلاثاء أكبر زيادة له منذ أول أيام التداول هذا العام.
صعود قوي
يرى ماكينا أن تقشف السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي وارتفاع عوائد السندات يُحتمل أن يسحب الحيوية والطاقة التي تسببت في تقدم عملات الأسواق الناشئة في البداية، خاصة في البلاد التي قد تتحول أوضاعها السياسية الداخلية إلى مسارات سلبية.
أضاف أن صعود الدولار سيكون أقوى وأكثر حدة أمام عملات الأسواق الناشئة، رغم أنه قد يحقق مكاسب كذلك أمام عملات دول مجموعة العشرة.
وأشار إلى مخاطر الانتخابات في كولومبيا والبرازيل، علاوة على نتائج التحولات السياسية الحادة في بيرو وشيلي في العام الماضي.
وقد تستمر السياسة غير التقليدية في تركيا في الضغط على الليرة، بينما المخاطر السياسية في جنوب أفريقيا والتوترات الجيوسياسية بالنسبة إلى روسيا قد تضع الراند والروبل في موقف عصيب.
في نفس الوقت، قد يتسبب تباين السياسة النقدية الصينية والأمريكية في تأثير سلبي على الرينمنبي ويشكل ضغطاً على العملة الآسيوية، بحسب ماكينا.
يتوقع استراتيجيو "بي إن باريبا"، ومن بينهم بوراك باشكورت، أيضاً أن تضعف عملات الأسواق الناشئة أمام الدولار الأمريكي مع شروع بنك الاحتياطي الفيدرالي في سياسة التقشف الكمي، رغم أنهم قالوا إن معظم تأثير ذلك وقع في العام الماضي عندما بدأ المستثمرون يراهنون على تشدد الاحتياطي الفيدرالي.
في وقت سابق، غير استراتيجيو "مورغان ستانلي" بقيادة جيمس لورد رؤيتهم المتشائمة التي احتفظوا بها طويلاً لعملات الأسواق الناشئة. وأصبحوا حالياً يتبنون موقفاً محايداً، ويوصون المتعاملين بالتركيز على القيمة النسبية في أسعار صرف عملات الاقتصادات النامية.