منتجو "أوبك+" سيواجهون سنوات حافلة بالتحديات

time reading iconدقائق القراءة - 6
\"أوبك+\" لا تزال في حالة انعقاد في رسالة لاستعدادها للتحرك فوراً من أجل ضبط أسعار النفط وسط الاضطرابات العالمية الناتجة عن ظهور متحوِّر \"أوميكرون\" - المصدر: بلومبرغ
"أوبك+" لا تزال في حالة انعقاد في رسالة لاستعدادها للتحرك فوراً من أجل ضبط أسعار النفط وسط الاضطرابات العالمية الناتجة عن ظهور متحوِّر "أوميكرون" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

احتفلت مجموعة الدول المنتجة للنفط "أوبك+" مطلع ديسمبر الجاري بمرور خمس سنوات على انطلاقها. فقد كانت فترة حافلة بالاضطراب، حتى أكثر مما كانت تتصور هذه الدول عندما عقدت أول اجتماع لها لمواجهة التهديد الذي تشكله طفرة النفط الصخري بالولايات المتحدة في عام 2016، والمستقبل لا يبدو أفضل حالاً.

توقعات حائرة للطلب المستقبلي على النفط بسبب "أوميكرون"

وبينما كانت توشك على الانهيار في عام 2020، أُنقذت "أوبك +" بسبب جائحة "كوفيد-19" التي فرضت الحاجة إلى تنسيق الجهود لإدارة إمدادات النفط في مواجهة ركود غير مسبوق في الطلب عليه، والذي أظهر تماسكاً بارزاً يرقى إلى مستوى هذا التحدي. وسيستمر هذا التماسك في ظل مواصلة حاجة العالم لاختبار حدود الطلب على النفط.

خفض جماعي للإنتاج

في إطار إجراءاتها لمواجهة الركود في أسعار النفط، التي هبطت من 110 دولارات للبرميل في منتصف عام 2014 إلى أقل من 30 دولاراً بحلول أوائل عام 2016، وارتفاع مخزونات النفط، اتفقت الدول الأعضاء في منظمة "أوبك" البالغ عددها 13 دولة في نوفمبر 2016 على خفض الإنتاج بـ 1.2 مليون برميل في اليوم، ودعت الدول غير الأعضاء إلى دعمها من خلال تخفيضات إضافية.

وقد وافقت مجموعة من 11 دولة، بما في ذلك أكبر ثلاثة منتجين من دول الاتحاد السوفيتي السابق وهي روسيا وكازاخستان وأذربيجان، على خفض إنتاجها بشكل جماعي بنحو 560 ألف برميل يومياً، وذلك اعتباراً من بداية عام 2017.

أفضل ما يفعله منتجو النفط حالياً هو لا شيء

وكان من المفترض أن يستمر هذا الخفض المبدئي للإنتاج حتى نهاية يونيو. لكنها بادرت إلى التمديد، ليس مرة واحدة، بل مرتين. وفي نهاية عام 2018، تم التمديد مرة أخرى.

وبحلول مارس 2020، جاء الخفض، الذي كان مقرراً في البداية لمدة ستة أشهر بهدف ضبط الإنتاج، ليستمر لأكثر من ثلاث سنوات. ثم فجأة انهار كل شيء.

إغراق السوق

عندما بدأت جائحة "كوفيد-19" تلقي بظلالها على الطلب، دعت المملكة العربية السعودية إلى مشاركة روسيا في خفض إضافي مقترح للإنتاج بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً، وهو ما اعترضت عليه روسيا. وأصبحت "أوبك +" كمجموعة أوسع نطاقاً، منهارة.

ولم يمض المنتجون كلٌ في طريق منفصل، بل انخرطوا في أعنف خلافات بعد الانفصال، وأغرقوا السوق بالنفط، على النحو نفسه الذي أدت إجراءات الإغلاق وفرض قيود السفر الدولية إلى خفض الطلب.

السعوديون محقون في التحذير من انهيار إمدادات النفط

وانخفضت الأسعار مجدداً. وهو الوضع الذي كان كافياً لحملهم على عقد اجتماع افتراضي في أبريل 2020 للموافقة على أعمق تخفيضات طوعية للإنتاج على الإطلاق. ومنذ ذلك الحين، خالف أداؤهم التوقعات، وبالتأكيد توقعاتي، وربما حتى توقعاتهم.

مرونة "أوبك+"

لقد أظهرت دول المجموعة قدراً كبيراً من المرونة في محاولة تعديل مستويات الإنتاج، وفقاً لتطور مستويات الطلب؛ حيث انحسر الوباء وازداد انتشاره على مدار العامين الماضيين، حتى لو لم يكن الوضع دائماً على ما يرام.

وبادرت الدول إلى تأجيل خطط مبكرة لتخفيف تخفيضات الإنتاج، في حين أجرت السعودية تخفيضات إضافية بمفردها عندما كان الطلب بطيئاً.

وفي الآونة الأخيرة، قدمت الدول برنامجاً لتخفيف الإنتاج مرة أخرى في السوق مع تسارع وتيرة التعافي.

"أوبك" ثابتة على نظرتها.. وتتوقع زيادة الطلب على النفط 4.2 مليون برميل يومياً في 2022

والأكثر إثارة للدهشة من المرونة هي الدرجة التي تمسك بها المنتجون بما قالوا إنهم سيقومون به. وبالتأكيد، كان هناك من لم يفعل ذلك، ولكن الامتثال غير الكامل ساعدته التخفيضات السعودية أحادية الجانب، وانقطاع الصيانة في دول مثل كازاخستان، وانخفاض الطاقة الإنتاجية في دول مثل أنغولا وماليزيا. والأهم من ذلك، عدم وضوح التوقعات بأن الصفقة ستنهار مع زيادة الطلب.

تلبية أهداف الإنتاج

لا تزال التوقعات لعام 2022 تشوبها حالة من عدم اليقين كما كانت هذا العام. فالوباء لا يزال معنا. أدى ظهور متحوِّر جديد آخر في نوفمبر الماضي إلى انخفاض أسعار النفط مجدداً، حيث تسعى الدول لاحتواء انتشاره.

وفي المستقبل القريب، تواجه مجموعة المنتجين عودة فائض العرض والحاجة المتزايدة لخفض الإنتاج مرة أخرى. وفي الوقت نفسه، تواجه ضغوطاً من الدول المستهلكة التي تشعر بالقلق إزاء ارتفاع التضخم، لاستمرار تدفق النفط في السوق.

لكن مع افتراض استمرار تعافي الطلب فلن يمر وقت طويل حتى يكون الشاغل الرئيسي هو قدرة المجموعة على ضخ كل النفط الذي يحتاجه العالم، حتى عندما نحاول عدم الاعتماد على الوقود الأحفوري.

وتقول شركة "لوكويل" (Lukoil PJSC)، وهي ثاني أكبر منتج للنفط في روسيا، إن طاقتها الاحتياطية ستُستنفد بحلول أبريل إذا استمرت "أوبك +" في إضافة 400 ألف برميل نفط يومياً كل شهر.

وحذر وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان من أن العالم يواجه نقصاً قدره 30 مليون برميل يومياً في الإمدادات بنهاية العقد الحالي. وقد كان محقاً في ذلك.

نظراً لأن العديد من أعضاء "أوبك +" غير قادرين بالفعل على تلبية أهداف الإنتاج الخاصة بهم وبالدول الأخرى، بما في ذلك روسيا، سرعان ما يقتربون من طاقتهم الإنتاجية، فربما لن يمر وقت طويل قبل أن تبذل المجموعة قصارى الجهد لإضافة الإنتاج، لأنها تحتاج إلى تحقيق التوازن في السوق.

قد لا تكون السنوات الخمس المقبلة أكثر سلاسة بالنسبة لمجموعة منتجي النفط مقارنة بما كانت عليه في السنوات الخمس الأولى.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات

قصص قد تهمك

النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان
Julian Lee

Julian Lee

Oil Strategist at Bloomberg News
للإتصال بكاتب هذا المقال:@JLeeEnergy

الرياض

7 دقائق

19°C
سماء صافية
العظمى / الصغرى 19°/19°
13.8 كم/س
20%

فى هذا المقال