بلومبرغ
عندما تتحدث كاثي وود، يستمع المستثمرون. غير أنَّ العديد منهم خلال عطلة نهاية الأسبوع لم يتيقنوا من أنَّهم استوعبوا ما كانت تطرحه.
أشعلت مديرة الصناديق النشيطة شرارة الجدل وسط خبراء الاستثمار بتعليقها على أداء السوق يوم الجمعة الماضي على موقعها على الإنترنت، عندما قالت إنَّ صندوق "آرك إنوفيشن" المتداول (ARK Innovation ETF) "قد يحقق معدل العائد السنوي المركب بنسبة 40% في الأعوام الخمسة القادمة".
كان ذلك ادعاءً جريئاً في آخر فترة من عام 2021، الذي أثبت أنَّه أسوأ الأعوام بالنسبة لها من ناحية الأداء منذ أطلقت شركة "آرك إنفستمنت مانجمنت".
بالإضافة إلى ذلك، فقد لاحظت أنَّ توقُّعات "آرك" عن الأداء في خمس سنوات لم تشهد ارتفاعاً مماثلاً من قبل إلا مرة واحدة فقط في نهاية عام 2018.
تشتهر وود بصرامة أحكامها وجرأتها في التسويق، غير أنَّ هذه التنبؤات أثارت دهشة وسجالاً في الأوساط المالية التي تناقشها بحماس وشغف على منصة "تويتر". وحصدت صورة ملتقطة لرسالة وود تعبر عن الدهشة والارتباك عشرات التعليقات والتحبيذات.
درجة مذهلة من التفاؤل
قال مات مالي، كبير الاستراتيجيين في السوق بشركة "ميلر تاباك بلس" (Miller Tabak+): "إنَّه لغريب حقاً أن تحدد مقياساً لنفسها عند هذه الدرجة المذهلة من الارتفاع. إنَّ "وول ستريت" تقوم على لعبة التوقُّعات، وحقيقة أنَّها تضع توقُّعات مرتفعة إلى هذه الدرجة العجيبة لأداء صندوقها لا تعد استراتيجية تسويق جيدة".
برغم أنَّ صندوق وود الرئيسي الذي تبلغ قيمته 17 مليار دولار حقق مكاسب بنسبة 150% تقريباً في عام 2020؛ فقد انخفضت قيمته بنحو 24% منذ بداية العام الحالي، إذ تعرضت رهاناتها لضربة بسبب توقُّعات رفع أسعار الفائدة وتقلبات السوق بوجه عام.
في آخر تعليق، ناقشت وود الطبيعة "المتقلبة الضمنية" لاستراتيجيتها، وكيف أنَّ محفظتها المركزة تحقق أداءً فائقاً عندما تنتعش السوق.
اللغة التي استخدمتها في الرسالة قد تسبب مشكلة مع الأجهزة التنظيمية إذا تم استخدامها في نشرة اكتتاب لأحد الصناديق، بحسب جيرمي سندرويتش، محامي صناديق المؤشرات المتداولة لدى شركة "فيدر برايس" (Vedder Price) في نيويورك. غير أنَّه أضاف أنَّ الرسالة قد لا تكون مخالفة لقواعد السوق، لأنَّها متضمَّنة في المواد التسويقية لصندوق "آرك"، وتستخدم كلمة شديدة الأهمية هي كلمة "قد" التي تفيد الاحتمال.
لم ترد شركة "آرك" على طلب للتعقيب.
خطأ محتمل
قال إيريك بالشوناس، محلل صناديق المؤشرات المتداولة لدى "بلومبرغ إنتيليجنس": "يبدو أنَّ وضع مقياس على هذه الدرجة من الارتفاع خطأ محتمل من أخطاء العلاقات العامة".
وأضاف: "معظم مديري الصناديق النشطة لا يمكن أن يقولوا شيئاً، ناهيك عن أن يصرحوا بذلك. فهم مثقلون بالأعباء من المحامين وموظفي العلاقات العامة. أعتقد أنَّ أحد أسباب نجاح كاثي إلى هذه الدرجة أنَّها ليست كذلك، فهي مثل شخص يدير شركة صغيرة مستقلة. وفي ضوء ما قيل، من الممكن أن تذهب أبعد مما ينبغي".
برغم أنَّ صناديق وود تعرضت لضربة هذا العام، قد لا تفتقد التوقُّعات شديدة الارتفاع إلى المعقولية. وبرغم كل شيء؛ يبلغ عائد صندوق "إيه آر كيه كيه" (ARKK) في ثلاث سنوات حالياً نحو 37%.
ومع ذلك؛ وفق القول المأثور في مجال الاستثمار: "إنَّ الأداء في الماضي لا يضمن نتائج المستقبل – حتى بالنسبة إلى مديرة صناديق تبلغ شهرتها تلك الذروة، لدرجة أنَّ صندوقها يروج سلعاً بالتجزئة.
من ناحية أخرى، فإنَّ تنبؤات وود ينظر إليها قطعاً على أنَّها تكتيك غير عادي بالنسبة إلى أي مدير للصناديق.
يقول ماكس غوكمان، الرئيس التنفيذي لشؤون الاستثمار لدى شركة "ألفاتراي" (AlphaTrAI): " لو أنني اقترحت استخدام رقم مستهدف، حتى إن كان رقماً مطلقاً، عندما كنت أدير استراتيجيات استثمار وفق قانون شركات الاستثمار لسنة 1940 مستهدفاً المستثمرين الأفراد؛ كان فريقي القانوني سيلقيني خارج المكتب ".