جمعية رجال الأعمال الأتراك تدعو "أردوغان" للتخلي عن النموذج الاقتصادي الفاشل

دعت جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين بتركيا (توسياد) حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى التخلي عن سياساتها الاقتصادية الحالية، مشيرة إلى اضطراب السوق في الآونة الأخيرة باعتباره دليلاً على فشل النموذج التجريبي.

قالت "توسياد" في بيان، اليوم السبت، إن سلسلة خفض أسعار الفائدة من جانب البنك المركزي التركي أضعفت سعر صرف الليرة، وحفزت طلباً قوياً على العملة الصعبة، وزعزعت استقرار الاقتصاد بأكمله.

أكدت الجمعية في بيان، دون أن تذكر اسم "أردوغان"، أن "الحاجة إلى العودة إلى القواعد المقبولة عموماً لعلم الاقتصاد أمر واضح".

تسلط نغمة التعليقات تلك الضوء على كيف أن "توسياد" - التي كانت يوماً ما المنظمة الشاملة لأقوى الشركات في تركيا - تسير على حبلٍ مشدود لجذب انتباه "أردوغان"، دون أن تجعل من نفسها هدفاً سياسياً.

فقد أعضاء "توسياد" الكثير من نفوذهم في ظل حكم "أردوغان"، الذي أشرف على ظهور مجموعة جديدة من رجال الأعمال الأثرياء الذين يدعمون موقفه والحزب الحاكم.

اقرأ أيضاً: "المركزي التركي" يواصل التدخل المباشر في سوق النقد للسيطرة على انحدار الليرة

تعد الإشارة في البيان إلى صنع السياسة التقليدية بمثابة انتقاد مُبطّن لتوجهات "أردوغان" بشأن خفض أسعار الفائدة، و التي دفعت تركيا إلى أزمة عملة.

فقدت الليرة أكثر من نصف قيمتها مقابل الدولار الأمريكي منذ بداية 2021، مع تسارع وتيرة الانخفاض، بعد أن كشف "أردوغان" عن نموذج اقتصادي يعتمد على انخفاض تكاليف الاقتراض وعملة أرخص.

في نظر الرئيس، يمكن لتركيا أن تحرر نفسها من الاعتماد على تدفقات رأس المال الأجنبي، من خلال التخلي عن السياسات القديمة التي أعطت الأولوية لمعدلات فائدة أعلى وتدفقات قوية. في صميم أفكاره، هناك اعتقاد لدى "أردوغان" بأن أسعار الفائدة المنخفضة ستحد أيضاً من نمو أسعار المستهلك، وهو العكس تماماً لوجهة النظر المتفق عليها بين مسؤولي البنوك المركزية في العالم.

واتسمت الأسابيع القليلة الأولى لتطبيق أحدث تجربة اقتصادية لأردوغان، بالتوترات. ومع انخفاض العملة إلى أدنى مستويات قياسية جديدة كل يوم، ارتفع العائد على ديون تركيا لأجل 10 سنوات إلى مستوى قياسي أمس الجمعة، وفقاً للبيانات التي تعود إلى عام 2010.

ترتفع أسعار المستهلكين بسرعة كبيرة لدرجة أن موظفي السوبر ماركت (المحلات التجارية) بالكاد يستطيعون مواكبة تغيير الملصقات، في حين يشكل الأتراك من الطبقة العاملة والمتقاعدون طوابير طويلة أمام أكشاك البلدية للحصول على الخبز المدعوم.

اقرأ أيضاً: إنفوغراف.. الليرة التركية تدفع ثمن تدخلات أردوغان

و قال "أردوغان" إن التقلبات المؤقتة بمثابة الثمن الذي يجب دفعه مقابل "حرب الاستقلال" الاقتصادية التي تخوضها تركيا ضد المضاربين و"أباطرة" التمويل الدولي.

ويسعى الرئيس لاستعادة بعض الدعم الذي فقده منذ الوباء، من أجل الفوز في الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2023.