بلومبرغ
يراهن صندوق كان قد توقَّع في السابق حملة بكين ضد شركات التعليم، على ارتفاع أسهم شركات الطاقة الشمسية في الصين خلال الفترة المقبلة.
انسحب كين شو، كبير مسؤولي الاستثمار في "ستراتيجيك فيجن إنفستمنت" (Strategic Vision Investment)، ومقرها "هونغ كونغ"، من الاستثمار في أسهم الشركات التعليمية في مارس، بعد أن أشار إلى أنَّ وسائل الإعلام وصنَّاع السياسات المدعومة من الدولة، كانوا يتحدثون بشأن قلق الآباء من التأثير المجتمعي لهذه الصناعة.
اقرأ أيضاً: صناديق الاستثمار تبدأ رحلة العودة للأسهم الصينية والتخارج من الهند
يتوقَّع الصندوق الرائد الذي يهدف إلى مضاعفة القيمة، ويدير أصولاً بقيمة 350 مليون دولار، أن تدعم طموحات الصين الخضراء ارتفاع أسعار أسهم الطاقة المتجددة برغم قفزة أسعارها مؤخراً.
عوائد مرتفعة
فاق عائد الصندوق 200% في عام 2020، وارتفع بنحو 35% منذ بداية العام مقابل مكاسب قدرها 1.1% فقط لمؤشر "هفركس للأسهم الصينية" الذي يتتبع أداء صناديق التحوّط التي تركز على الأسهم الصينية.
اقرأ المزيد: عمالقة وول ستريت يغيّرون نظرتهم لأسهم الصين
قال شو، إنَّ الصندوق يُعتبر من المساهمين الرئيسيين في شركتي "شينيي سولار هولدينغز" (Xinyi Solar Holdings)، و"صن غرو باور سابلاي" (Sungrow Power Supply) اللتين تشهدان "صعوداً كبيراً" دون ظهور مؤشرات على التوقف، في الوقت الذي تتراجع فيه جاذبية أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل مجموعة "علي بابا"، و"تينسنت".
أضاف شو في مقابلة: "الإنترنت العالمي اتجاه جيد، لكنَّه وصل بعض الشيء إلى النضوج. أما الآن، فنحن نشهد واقعاً أكثر حماسة لثورة الطاقة".
اقرأ أيضاً: الصين تطالب الحكومات المحلية بزيادة الإنفاق لمواجهة الركود
ينعكس رأي شو على انخفاض مؤشر "هانغ سنغ لأسهم التكنولوجيا" ليقترب من تسجيل أدنى مستوى قياسي يوم الجمعة في الوقت الذي تخطط فيه "ديدي غلوبل" العملاقة للتقدم بطلب لشطب أسهمها من "بورصة نيويورك" وسط تدقيق من جانب الجهات التنظيمية الأمريكية والصينية.
مستقبل الطاقة الشمسية
يتوقَّع شو أن تشكل الطاقة الشمسية نحو 60% من مصادر توليد الكهرباء في العالم خلال العشرين عاماً القادمة مقارنة بمساهمتها بنحو 3% فقط العام الماضي. كما يرى أنَّ الطلب على الطاقة الشمسية والخلايا الشمسية يزداد بنسبة 30% و45% سنوياً على التوالي خلال السنوات القليلة المقبلة. وقال شو، إنَّ ذلك الارتفاع يدعم سهم "شينيي سولار" التي تصنع الخلايا الشمسية، و"صن غرو باور" التي تصنع محولات الطاقة.
ركز المستثمرون خلال العام الحالي على قضية الطاقة النظيفة، وانعكس ذلك على ارتفاع أسعار أسهم شركات تصنيع السيارات الكهربائية مثل "تسلا"، وشركات الطاقة الشمسية، مثل "إنفيز انرجي" (Enphase Energy).
انتقلت تلك الظاهرة إلى الأسهم الصينية أيضاً، وانعكست ارتفاعاً في أسهم شركة صناعة بطاريات الليثيوم "كونتيمبوريري إمبيريكس تكنولوجي" (Contemporary Amperex Technology)، وشركة تصنيع السيارات التي تعمل بالطاقة المتجددة "لي أوتو" (Li Auto).
حصل قطاع الطاقة المتجددة في الصين على دفعة من التزام بكين بتحقيق هدفها بالوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2060. كما استفاد من تدفق الأموال إليه بدلاً من قطاعات التكنولوجيا والتعليم والعقارات بعد اللوائح الحكومية المتشددة.
لكن، تبقى التحديات قائمة، إذ يقول محللو "سيتي غروب"، إنَّ أسعار منتجات الطاقة الشمسية في الصين قد تراجعت مؤخراً بسبب بعض التراجع في الطلب، كما انخفض صندوق "إنفسكو سولار" (Invesco Solar) للمؤشرات المتداولة في البورصة الذي يتتبع مؤشراً عالمياً لصناعة الطاقة الشمسية بنحو 16% هذا العام.
قطاعات أخرى
أكد شو أيضاً تمتُّع أسهم شركات العلوم الحيوية، والمواد الجديدة، وموردي برامج عمل السيارات بإمكانات هائلة، وتوقُّعات بتسجيل ارتفاعات. وقال، إنَّ النقص العالمي في البطاريات والمعدات ذات الصلة، والذي يقابله الطلب المتزايد على تلك المنتجات، يدعم ارتفاع شركات مثل "ليشي ليد إنتليجينت إكويبمنت" (Wuxi Lead Intelligent Equipment)، التي قفز سهمها بنحو 55% هذا العام.
تتزامن ثقة شو في أسهم الطاقة المتجددة، برغم تراجع بعض المستثمرين عن رهاناتهم عليها مع انخفاض "شينيي سولار" بنحو 25% من ذروة ارتفاعاتها في أغسطس الماضي، وانخفاض "صن غرو" بنحو 11% بعد أن وصل إلى مستوى قياسي في أكتوبر، فقد تسببت عمليات البيع الأخيرة في تراجع "شينيي" لتصبح بين قائمة أسوأ الشركات المدرجة في مؤشر "هانغ سنغ" أداء هذا العام، في حين مايزال سهم "صن غرو" مرتفعاً بأكثر من الضعف.
تداعيات القمع
باع شو أسهم شركات التعليم مثل مجموعة " نيو أورينتال إيديوكيشن آند تكنولوجي غروب" (New Oriental Education & Technology Group)، ومجموعة "تال إيديوكيشن غروب" (TAL Education Group) بسبب مخاوف تنظيمية، لكنَّه يرى أنَّ مشكلات قطاع العقارات قد توفر نقطة دخول جيدة لأسهم خدمات العقارات، مثل "كانتري غاردن سيرفيسز هولدينغز" (Country Garden Services Holdings).
قال شو، إنَّ الشركات الأصغر في قطاع العقارات، والتي تفرض رسوماً عالية، وتقدِّم خدمات رديئة، قد تخرج من المنافسة بسبب تدقيق بكين. وفي المقابل، يمهّد ذلك الطريق لحصول كبار اللاعبين على حصة أكبر في السوق.
كذلك، أشار إلى أنَّه عندما يتعلق الأمر بعمالقة الإنترنت مثل: "علي بابا"، و"تينسنت"، سنجد أنَّ "هؤلاء كانوا الفائزين في الماضي، ونود التركيز على الفائزين في المستقبل".