بلومبرغ
اتفقت الإمارات العربية المتحدة على شراء 80 طائرة مقاتلة من طراز رافال من فرنسا، في إطار صفقة قيمتها 17 مليار يورو (19 مليار دولار)، تم توقيعها خلال زيارة الرئيس، إيمانويل ماكرون للدولة الخليجية، اليوم الجمعة.
تم الكشف عن الاتفاق الذي طال انتظاره في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية، عقب اجتماع بين، ماكرون، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، على هامش معرض إكسبو 2020 دبي.
بجانب المقاتلات التي تنتجها شركة "داسو للطيران" (Dassault Aviation)، تعاقدت الإمارات أيضاً على شراء 12 طائرة مروحية عسكرية من طراز "كاراكال" من إنتاج شركة "إيرباص". كما وقعت "مبادلة للاستثمار" صفقات منفصلة بإجمالي 10 مليارات يورو أخرى خلال زيارة ماكرون للإمارات.
قفزت أسهم "داسو للطيران" بـ9% إلى 91.75 يورو، عند 10.09 صباحاً في باريس، وهو أكبر مكسب لها منذ أكثر من عام. وارتفع سهم مجموعة "تاليس"، التي توفر أنظمة توجيه الصواريخ بنسبة 2.3%.
استغرقت المناقشات بين باريس وأبو ظبي بشأن الطائرات المقاتلة أكثر من 10 سنوات، لكن تلقت المفاوضات دفعة جديدة بسبب شكوك إزاء شراء الإمارات المزيد من مقاتلات "إف-35" من الولايات المتحدة، وفقاً لمسؤولين مشاركين في المفاوضات. كثيراً ما أخبر الإماراتيون نظراءهم الأمريكيين تفضيلهم شراء المقاتلات الأمريكية، لكن واشنطن تضع الكثير من القيود على استخدامها، لدرجة أنهم يحتاجون أيضاً إلى موردين آخرين للأسلحة.
تتقاسم فرنسا والإمارات العربية المتحدة مصالح مشتركة في الشرق الأوسط وخارجه، حيث تدعمان القائد العسكري خليفة حفتر في ليبيا، صاحب النفوذ القوي في منطقة شرق ليبيا الغنية بالنفط.
كما وقفت الإمارات وفرنسا إلى جانب اليونان، في نزاعها مع تركيا في منطقة شرق البحر المتوسط بشأن التنقيب عن الغاز والسيادة عليها. في حين تحركت الإمارات لإصلاح العلاقات مع تركيا، من المرجح أن تظل هذه بمثابة نقطة شائكة ومصدر قلق مشترك.
كافحت شركة "داسو للطيران" على مدار سنوات لاكتساب جاذبية لدى المشترين الأجانب لطائرتها المقاتلة ذات المحركين. ودخلت الطائرة الخدمة في الجيش الفرنسي عام 2004، لكن تم توقيع عقود التصدير الأولى مع مصر وقطر في عام 2015.
شارك وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، في المناقشات السابقة مع الإمارات العربية المتحدة بشأن صفقة رافال، عندما كان وزيراً للدفاع إبان حكم فرانسوا أولاند، سلف ماكرون.
وتتنافس طائرات "رافال" مع طائرة "يوروفايتر تايفون" من "إيرباص" و"بي أيه إي سيستمز" و "ليوناردو"، و"إف/أيه-18 سوبر هورنت" (F / A-18 Super Hornet) التابعة لشركة "بوينغ"، و"إف-16" لـ"لوكهيد مارتن".
تتوج صفقة اليوم الجمعة سلسلة انتصارات "داسو للطيران" لعام 2021، بعد توقيع اتفاقيات مع اليونان وكرواتيا، وطلبية إضافية مع مصر.
وبفضل الطلبات السابقة من قطر والهند، تبلغ صادرات "داسو" حالياً 236 طائرة، وفقاً للشركة.
وتعتبر تلك الصفقة مع الإمارات هي الأكبر من نوعها بالنسبة لصادرات "داسو"، حتى الآن.
من المرجح أن تقدم الصفقة دفعة لـ"ماكرون" قبل الانتخابات الرئاسية في أبريل 2022. وكان ولي عهد الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، قد التقى ماكرون في سبتمبر في قلعة فونتينبلو بالقرب من باريس.
هذه هي ثاني زيارة يقوم بها ماكرون لدولة الإمارات العربية المتحدة، منذ توليه مهام منصبه في 2017.