بلومبرغ
قالت الحكومة الإثيوبية، إن قواتها استعادت السيطرة على مساحات شاسعة من المنطقة الشمالية للبلاد، وسيطرت على الحرب الأهلية المستمرة منذ عام، بعد هجوم مضادٍ كبير ضد المقاتلين الموالين لإقليم تيغراي المُنشق.
اجتاح القتال ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، بعدما أمر رئيس الوزراء، آبي أحمد بالتوّغل في إقليم تيغراي رداً على هجوم على قاعدة للجيش الفيدرالي. أدى الصراع، الذي لا يُظهر أي بوادر للتراجع، إلى زعزعة ثقة المستثمرين في اقتصاد كان يعتبر واحداً من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، وأثار موجة من عمليات بيع لسندات الدولة.
بعد طردها من "ميكيلي"، عاصمة إقليم تيغراي في بداية الأمر، ردت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي الحاكمة، واستعادت قواتها المدينة، بالإضافة إلى أغلب مناطق المقاطعة وأجزاء من منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين. وأثار ذلك المخاوف بشأن تمكّنهم من قطع الطرق التجارية الرئيسية، أو حتى تنظيم إضراب ضد العاصمة أديس أبابا.
وقالت بيلين سيوم، المتحدثة الرسمية باسم "آبي" للصحفيين في العاصمة أمس الثلاثاء: "شنت قوات الدفاع الإثيوبية هجوماً مضاداً على المنظمة الإرهابية، ويقود رئيس الوزراء ذلك الهجوم من الجبهة حالياً. قطعنا أشواطاً كبيرة في الأيام القليلة الماضية وحدها نحو إجبار الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي على التخلّي عن احتلالها لمناطق رئيسية، وجنّبنا البلاد التهديد بإمكانية خنقها".
و لم يتسن التحقّق من مزاعم الحكومة بشكل مستقل، كما لم يتضح ما إذا كان قد تم الوصول إلى نقطة تحوّل رئيسية في القتال. و لم يصدر أي رد فوري من مسؤولي تيغراي الذين سبق لهم الإعلان عن انتصارهم وتقدّم قواتهم إلى مسافة 220 كيلومتراً (137 ميلاً) من العاصمة.
يستمر الهجوم الحكومي في تحقيق نتائج، وفقاً لمكتب "آبي" اليوم الأربعاء، بعد خروج قوات المتمردين من عدة قرى وبلدات إستراتيجية على طول، أو بالقرب من الطريق الرئيسي بين تيغراي والعاصمة أديس أبابا.
وقالت المنظمات الإنسانية إن أكثر من مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة بعد مقتل آلاف الأشخاص في الصراع وتشريد شرد مئات الآلاف.
في الوقت نفسه، اتهمت "بيلين" وسائل الإعلام الرئيسية بالمبالغة في نشر "رواية كاذبة" بشأن حجم الحرب، وقالت إن تلك الوسائل"متجاهلة حقيقة انتهاء القتال في تيغراي، ومروّجة لقصص تشهيرية حول التطهير العرقي والإبادة الجماعية من قبل الحكومة".
حثّت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول غربية أخرى مواطنيها على مغادرة إثيوبيا، وأجلت الأمم المتحدة معظم موظفيها.
كما حذّر الاتحاد الأوروبي من مخاطر تفكّك إثيوبيا بالكامل ما لم يتفق الطرفان المتحاربان على وقف إطلاق النار. ويقود مبعوث الاتحاد الأفريقي، أولوسيغون أوباسانجو، الرئيس النيجيري السابق، جهود الوساطة للتوّصل إلى هدنة.