الشرق
يرى محللون ماليون في سوق المال المصري أن شركة حديد عز، أكبر منتج للصلب في العالم العربي وأفريقيا، لن تكون أمامها فرصة للاستحواذ المزمع على نحو 18% من أسهم شركة حديد المصريين، أو غيرها من الشركات العاملة بالسوق، إلاّ من خلال عملية مبادلة للأسهم أو عبر الحصول على قرض جديد، مما سيزيد عبء الديون على كاهلها.
ويبلغ صافي محفظة ديون "حديد عز" المجمعة نحو 34.479 مليار جنيه (2.2 مليار دولار)، وفقاً لقائمة المركز المالي للشركة في سبتمبر الماضي.
قرض جديد؟
أشارت تقارير صحفية مطلع نوفمبر إلى أن شركة حديد عز في مفاوضات مع رجل الأعمال المصري أحمد أبو هشيمة لشراء حصته البالغة 18% في شركة حديد المصريين، وهو ما لم تؤكده الشركة أو تنفيه في بيانها إلى بورصة مصر في السابع من نوفمبر، حيث اكتفت بالقول إنه في حالة اتخاذ أي قرار بشأن استثمارات جديدة في شركات قائمة، ستعلن عنه بعد إتمام التقييم المالي والتدقيق القانوني للاستثمار المزمع.
ولم يرد أبو هشيمة أو "حديد عز" على طلبات للتعليق من "الشرق" .
وقال محمد سعد، محلل قطاع المواد في "برايم"، إن "شركة حديد عز قد تحصل على قرض لتمويل أي استثمار جديد، سواء كانت حصة الأقلية في "حديد المصريين" أو أي صفقة أخرى". مُضيفاً: "إذا جاء تقييم الحصة بحدود مليار جنيه، فالشركة ستحصل على قرض ربع سنوي بهذه القيمة، مثلما حدث في الربعين الأول والثاني من هذا العام".
وتبلغ الفوائد التمويلية المدفوعة لدى شركة حديد عز 2.529 مليار جنيه، وفقاً لقائمة التدفقات النقدية للشركة حتى 30 سبتمبر الماضي.
اقتناص الفرصة
يرى المحلل المالي مارك أديب أن "شركة حديد عز مازالت لديها الفرصة للاقتراض لتمويل أي استحواذ جديد، خاصةً أن القيمة لن تكون كبيرة في حالة تملك حصة الأقلية بشركة حديد المصريين". لكنه لا يتوقع لجوء الشركة لزيادة رأسمالها في السوق، "بل قد تتم الصفقة من خلال مبادلة أسهم".
وتسعى "حديد عز" لاقتناص الفرص الحالية بوجود طلب عالمي مرتفع على الصلب المسطح الذي يغذي العديد من الصناعات.
وبلغت مبيعات الشركة من الصلب المسطح 22.7 مليار جنيه في أول تسعة أشهر من هذا العام، بما يمثل 46% من إجمالي المبيعات، وصدّرت "حديد عز" 57% من إنتاجها من الصلب.
وقفزت صادرات الشركة بنحو 269% في أول تسعة أشهر من 2021، لتبلغ 1.014 مليار دولار.
تبلغ الطاقة الإنتاجية لحديد التسليح في كافة مصانع مصر نحو 15.9 مليون طن سنوياً، يُنتَج منهم فعلياً نحو 7 ملايين طن، بحسب بيانات وزارة التموين والتجارة الداخلية. وتستحوذ حديد عز على نحو 4.4 مليون طن من الإنتاج الفعلي لمصر.
الخيارات المتاحة
"قد تلجأ "حديد عز" لسوق المال لطرح أسهم جديدة لقدامى المساهمين، في حال كانت قيمة الصفقة كبيرة"، بحسب رئيس البحوث في "مباشر تداول" هشام الشبيني. أما ثاني أفضل خيار "فهو الحصول على قرض".
بدورها، تُشير رضوى السويفي، رئيسة البحوث في "الأهلي فاروس القابضة"، إلى أن "حجم الديون لدى "حديد عز "من الأعلى بين الشركات المقيدة بالبورصة، ومن الصعب استيعاب ديون أكثر من ذلك". وتَعتبر أن "مبادلة الأسهم هي الفرصة الأنسب للشركة للاستحواذ على حصة أبو هشيمة في "حديد المصريين" أو غيرها من الاستثمارات الأخرى".
من أكبر البنوك الدائنة لشركة حديد عز، البنك الأهلي المصري والبنك العربي الأفريقي وبنك مصر وبنك قطر الوطني الأهلي.
يمتلك الملياردير المصري أحمد عز 60.7% من أسهم الشركة حتى نهاية سبتمبر الماضي، بينما يمتلك بنك أوف نيويورك ميلون 5.8%، ومالك شركة "عتاقة" للصلب رجل الأعمال جمال الجارحي 5.1%، والباقي تداول حر ببورصة مصر.
عند الساعة 1:17 بعد الظهر بتوقيت مصر، جرى تداول سهم حديد عز بسعر 12.41 جنيه بانخفاض 0.56%، بينما ارتفع المؤشر الرئيسي للسوق 0.11% إلى 11371 نقطة.
تمتلك "حديد عز" حالياً أربعة مصانع في السادات والعاشر من رمضان والسويس والدخيلة بالإسكندرية، بطاقة إنتاجية نحو 7 ملايين طن من حديد التسليح والصلب المسطح، وفقاً لبيانات الشركة على موقعها الإلكتروني.