بلومبرغ
بواسطة: بيرت هيلم
وفقاً للمؤسس المشارك لمركز تحفيز وتغيير علاجات تعاطي المخدرات، جيفري فوتي، وهو أيضاً مؤلف كتاب "ما بعد الإدمان: كيف يمكن للعلم واللطف مساعدة الناس على التغيير"، والذي يقول: ألاحظ مثل هذا الأمر دائماً في حالات تعاطي المخدرات، إذ تشعر العائلات بالخوف والغضب، فهم يرون أنَّ سلوك أولادهم مؤذٍ ومدمِّر بشكل واضح. وهم يمتلكون ما يكفي من الدوافع ليصبوا غضبهم عليهم، فتراهم يقولون لابنهم مثلاً- للتوقف عن فعل ذلك فقط- "توقف عن أن تكون شخصاً مخيفاً! توقف عن جعلنا نشعر بالحزن!"، وفي حالة اللقاح، فمن الطبيعي أيضاً أن نرغب بالصراخ على رافضيه، لنقول لهم: هلا أخذتم اللقاح، وانتهينا من ذلك؟
إلا أنَّ الصراخ والغضب لن يحققا منفعة في تغيير الآراء المعارضة، بل إنَّ ذلك الأسلوب سيدفع الناس للتشبث بآرائهم بشكل أكبر، ويجعلهم في حالة دفاعية. فهذه هي الطبيعة البشرية، وإذا أردت رؤية ذلك جلياً، ما عليك إلا التوجه إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
في الواقع، إذا رغبنا بتحقيق تغيير صادق ومستدام ينبع من الأشخاص أنفسهم، ينبغي أولاً أن تتعامل مع ألمك الشخصي الذي يسببه لك الأمر، بدلاً من محاولة التخلص من هذه المشاعر من خلال التحكم بشخص آخر. ثم عليك أن تجلس، وتستمع إلى الآخر، وتتفهمه، من دون أن يكون القصد الوحيد لذلك هو دفعه للتوقف عمّا يقوم به، أو عبر تغيير سلوكه. فيجب أن تستمع فعلياً بنية الإنصات للآخر، حتى يستطيع أن يثق بك.
أنا أعترف أنَّه فيما يخصّ الجدل الدائر حول اللقاحات؛ فأنا لستُ مثالاً جيداً على ذلك، فهذا الموضوع يدفعني للغضب أنا أيضاً. ولكن لا بدَّ من أن نركِّز جميعنا على الهدف بعيد المدى في هذا الإطار.
إذ إنَّه من السهل أن نرغب بحلٍّ سريع على المدى القصير، كفرض اللقاحات مثلاً، وفق قول بعضهم: "أعطوا الجرعات للناس فقط، ثم ينتهي هذا الأمر". إلا أنَّ الهدف الحقيقي الذي نسعى إليه يتمثل بكسب ثقة هؤلاء الناس بفكرة الصحة العامة في المستقبل. لنقول لهم، إنَّنا لا نحاول حرمانكم من حريتكم، بل نحن نسعى لإنقاذ حياتكم. وحتى نصل إلى ذلك، علينا أن نفهم بعضنا فعلياً.