بلومبرغ
تستكشف شركة "باي بال هولدينغز" إمكانية الاستحواذ على شركة "بنترست" للتواصل الاجتماعي، بحسب ما قاله أشخاص على دراية بالموضوع.
قال الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لسرية المحادثات، إنَّ شركة "باي بال"، ومقرُّها سان خوسيه في كاليفورنيا، تواصلت مؤخراً مع شركة "بنترست" بشأن صفقة محتملة، وقال الأشخاص، إنَّ الشركتين ناقشتا سعراً محتملاً يبلغ حوالي 70 دولاراً للسهم.
ومن شأن ذلك أن يُقيِّم أسهم "بنترست" من الفئة "أ" المتداولة في البورصة بنحو 39 مليار دولار، مما ينطوي على تقييم يصل إلى 45 مليار دولار للشركة بأكملها عند أخذ أسهم الفئة "F" غير المتداولة في الاعتبار.
وتقدم الصفقة عند هذا المستوى علاوة بنسبة 26% تقريباً على سعر إغلاق "بنترست" يوم الثلاثاء عند 55.58 دولاراً.
ارتفعت أسهم "بنترست" في تعاملات نيويورك يوم الأربعاء، مما أدى إلى تعليق التداول مؤقتاً بعد أن قفزت بنسبة 19%، و وصلت إلى 66 دولاراً للسهم الواحد، أما أسهم "باي بال"، فقد تراجعت بنسبة 3.3% في الساعة 11:47 صباحاً في نيويورك، مما منح الشركة قيمة سوقية تبلغ حوالي 309 مليارات دولار.
سيولة كبيرة
ساعدت طفرة التسوق عبر الإنترنت أسهم "باي بال" على الارتفاع بأكثر من الضعف منذ بداية العام الماضي، مما أعطى الشركة قيمة سوقية تقارب 320 مليار دولار، وتمنحها هذه المكاسب سيولة نقدية قوية يمكن استخدامها لعمليات الاستحواذ.
ويأتي اهتمام "باي بال" في وقت معقد بالنسبة إلى "بنترست"، وأعلنت شركة التواصل الاجتماعي الشهر الجاري أنَّ المؤسس المشترك، إيفان شارب، الذي أشرف على فرق التصميم والمنتجات، سيتنحى عن منصبه، كما أنَّها كانت تتعامل مع عدد من الاتهامات من موظفين سابقين حول أنَّ "بنترست" مارست التمييز ضد العاملين من النساء.
وتحولت "بنترست" للملكية العامة في طرحٍ عام للجمهور في أبريل 2019 الذي قيَّم الشركة أعلى قليلاً من 10 مليارات دولار.
قالت المصادر، إنَّ شروط الصفقة قد تتغير، وليس هناك يقين بأنَّ المحادثات ستؤدي إلى اتفاق، و تعذَّر الوصول إلى ممثل "باي بال" على الفور، في حين لم يتمكَّن متحدِّث باسم "بنترست" من التعليق على الفور.
نوبة تسوق
تقدِّم "بنترست" نظاماً أساسياً للبحث المرئي، وقصاصات الصور، إذ يمكن للمستخدمين حفظ الصور، وجمعها، وتصنيفها بحسب السمات، واستفادت الشركة في المراحل الأولى من الوباء، فقد تدفق المعلنون على مواقع التواصل الاجتماعي لجذب الجمهور الأسير الذي تبنى التحول إلى التجارة الإلكترونية.
تقدم الشركة أدوات جديدة لمساعدة منشئي المحتوى على جعل منشوراتهم قابلة للتسوق، مما يربط مباشرة بين المحتوى على موقع "بنترست"، وعمليات الشراء عبر الإنترنت، وسجلت أسهم "بنترست" أعلى مستوى لها على الإطلاق في فبراير، لكنَّها تراجعت منذ ذلك الحين مع تباطؤ الاستخدام نتيجة تخفيف قيود الإغلاق المرتبطة بكوفيد-19.
في يوليو، أعلنت "بنترست" عن عدد من المستخدمين النشطين بشكل شهري للربع الثاني أقل من متوسط تقديرات المحللين، وقالت، إنَّها تفتقر للرؤية فيما يتعلق بمحرِّكات المشاركة الرئيسية مستقبلاً.
وتزايدت شهية "باي بال" لعمليات الاستحواذ في السنوات القليلة الماضية، كما اقتنصت المنافسين، وانتقلت إلى أسواق جديدة، واشترت منصة التجارة الأوروبية الصغيرة "آي زيتل" في عام 2018 كجزء من محاولة لتحدي شركة "سكوير إنك" بشكل أقوى.
في العام التالي، اشترت "باي بال" تطبيق مقارنة الأسعار "هاني ساينس كورب" مقابل 4 مليارات دولار، مما مكَّنها من الوصول إلى بيانات قيمة عن عادات الشراء لدى المستهلكين من خلال أكبر صفقة لها على الإطلاق.
ووافقت الشركة في سبتمبر على الاستحواذ على شركة "بايدي" اليابانية الناشئة مقابل 300 مليار ين (2.6 مليار دولار) لتعميق دخولها مجال: "اشترِ الآن، وادفع لاحقاً".