"صفقة ائتلافية مبدئية" تمهّد لوصول شولتز إلى مستشارية ألمانيا

time reading iconدقائق القراءة - 4
شولتس - المصدر: بلومبرغ
شولتس - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

وصل أولاف شولتز إلى مرحلة هامة في محاولته لخلافة أنغيلا ميركل في منصب مستشار ألمانيا، بعد تمكنه من جعل شركائه المحتملين قريبين بدرجة كافية للدخول في مفاوضات رسمية لتشكيل حكومة ائتلافية.

بعد أقل من أربع ساعات من المحادثات يوم الجمعة، وافق حزبه الديمقراطي الاشتراكي، و"حزب الخضر"، والديمقراطيون الأحرار المؤيدون للأعمال التجارية، على المبادئ الأساسية للتحالف الحاكم. وبحسب المعايير الألمانية، جاء هذا الاتفاق بسرعة ملفتة للنظر، حيث بدأت المحادثات المشتركة قبل أسبوع واحد فقط.

أهداف مناخية

تتضمن الاتفاقية خطة للتخلي عن الفحم كلياً في عام 2030، أي قبل ثماني سنوات من الموعد المخطط له، بالإضافة إلى خطة عمل لحماية المناخ. كما وافق "الحزب الديمقراطي الاشتراكي" و"حزب الخضر" على مطالب "الحزب الديمقراطي الحر"، بترك حدود الدين الدستورية كما هي، وعدم فرض ضرائب جديدة. وسيتم التوصل إلى التفاصيل من خلال محادثات رسمية ستعقد في الأسابيع المقبلة.

إقرأ أيضاً: انتخابات ألمانيا.. نقطة تحوّل في تاريخ ما بعد الحرب بأكثر من طريقة

يعتبر هذا المزيج ثلاثي الاتجاهات، رغم تعقيداته، هو التحالف الحاكم الأكثر قابلية للتطبيق في ألمانيا، إذ تعرضت الأحزاب لضغوط من أجل سد فجوة خلافات كبيرة حول قضايا مثل الإنفاق والضرائب، وصولاً إلى حماية المناخ والسياسة الاجتماعية.

وفيما يبقى احتمال ظهور الخلافات قائماً، فإن المضي قدماً في مفاوضات الائتلاف يعد خطوة حاسمة في العملية المعقدة لنقل السلطة في ألمانيا. ويظهر ذلك أيضاً، أن الأحزاب ترى أن هناك ما يكفي من الأرضية المشتركة، وترجح بدء حكومة بقيادة شولتز لإدارة أكبر اقتصاد في أوروبا قبل نهاية العام.

تحالف غير مسبوق

يذكر أنه بعد أن هزم الاشتراكيون الديمقراطيون بفارق ضئيل حزب المحافظين الذي تتبع إليه ميركل في انتخابات 26 سبتمبر، تحرك شولتز بسرعة لإيجاد أرضية مشتركة مع "حزب الخضر" و"الحزب الديمقراطي الحر"، وهو تحالف غير مسبوق على المستوى الفيدرالي في ألمانيا.

إقرأ المزيد: زعيم الخضر الألماني: خفض الإنفاق الاجتماعي يُمهد لصعود الفاشية

كان التحدي يتمثل في التوفيق بين الاختلافات. فقد دعا "الحزب الديمقراطي الحر" خلال حملته الانتخابية سياسية مالية حذرة، في حين سعى "الحزب الديمقراطي الاشتراكي" و"حزب الخضر" إلى فتح خزائن ألمانيا للاستثمار من أجل تطوير البنية التحتية وحماية البيئة والتوسع في التكنولوجيا الرقمية.

تعتبر مفاوضات الائتلاف الرسمية، هي صيغة أكثر شمولاً تشمل فرق السياسات، وجلسات مفاوضات تمتد طوال الليل، وتبادل المواقف السياسية. لكن هناك عقبات كبيرة لا يزال يتعين التغلب عليها، كالتمويل الذي يعتبر قضية شائكة بشكل خاص.

بمجرد التوصل إلى اتفاق مبدئي لتشكيل الحكومة، سيتعين على المنظمات الحزبية التوقيع عليه. وبدورهم قال الخضر إنهم سيرفعون القرار إلى مؤتمرهم الحزبي. وإذا تم منح الموافقة، فستدخل الأطراف في محادثات شاملة تضم مجموعات أصغر تعمل للتوصل إلى تنازلات في السياسات، والتي يتم جمعها لاحقاً في اتفاقية ائتلافية مطولة.

بمجرد الموافقة على النص النهائي، ستقوم الأحزاب بالدعوة إلى التصويت في البرلمان الألماني، وعندها فقط، سيتولى شولتز منصب مستشار ألمانيا.

تصنيفات

قصص قد تهمك