بلومبرغ
تدرس هونغ كونغ زيادة تداول الأسهم المقومة باليوان، حيث تسعى الصين لتوسيع القبول الدولي لعملتها.
قالت الرئيسة التنفيذية كاري لام في خطابها السنوي عن السياسة العامة إن بلادها تتطلع لتوسيع قنوات تدفقات اليوان من البر الرئيسي للصين، بما في ذلك السماح بتداول الأسهم المقيّمة باليوان عبر علاقة راسخة بالأسواق في شينجن وشنغهاي.
تؤدي زيادة تداول الأسهم المقيّمة باليوان في هونغ كونغ للقضاء على مخاطر العملة بالنسبة لمستثمري البر الرئيسي، وربما يعزز أحجام التداول في بورصة هونغ كونغ.
تعهدت الصين في خطتها الخمسية الرابعة عشرة، التي أعلنتها في مارس، بزيادة تداول عملتها دولياً من خلال اتباع نهج حصيف بقيادة السوق.
استمرت الجهود المبذولة لتعزيز تداول اليوان في هونغ كونغ لسنوات دون تقدم يذكر، لكن يبدو حالياً أنها تكتسب زخماً.
قال الرئيس التنفيذي لهيئة النقد في هونغ كونغ إيدي يو في خطاب الأسبوع الماضي إن الدولة المدينة تدرس المسألة، وإنها تأمل في التوصل إلى إقرار خطة "قريباً جداً".
بلغ متوسط التداول اليومي 48 مليار دولار هونغ كونغ (6.18 مليار دولار أمريكي) خلال الأشهر الستة الأولى من 2021، من خلال رابط الأسهم المتجه جنوباً الذي يسمح بالاستثمارات بعيداً عن الضوابط الصارمة التي تنفذها الصين بشأن رأس المال.
يُتداول نحو 114.4 مليار يوان (17.8 مليار دولار) يومياً عبر القناة المتجهة شمالاً من هونغ كونغ نحو البر الرئيسي.
قيدان وعملتان
تم إطلاق نظام "أسهم بقيدين وبعملتين" في 2012 لكن اعتمدته شركة واحدة حتى الآن، وهي "شينجن انفستمنت هولدينغز" (Shenzhen Investment Holdings).
بلغ متوسط التداول اليومي على أسهم الشركة المقيمة باليوان 40784 سهماً هذا العام، أي أقل بنسبة 86% من نشاط أسهمها بدولار هونغ كونغ.
كما تعرض البورصة تداول عدد من الأوراق المالية الأخرى المقومة باليوان، بلغ إجمالي عددها 119 نهاية 2020، بانخفاض 5.6% على أساس سنوي. شملت تلك المنتجات سهما لشركة و75 من سندات دين، و42 من صناديق المؤشرات المتداولة.
بلغ إجمالي حجم التداول 15.5 مليار يوان العام الماضي، حيث شكلت صناديق المؤشرات المتداولة 84% من الحجم، وفقا لبيانات بورصة هونغ كونغ.
قال متحدث باسم بورصة هونغ كونغ إنها "ملتزمة بدعم تنمية هونغ كونغ المستمرة باعتبارها مركزا عالمياً لليوان بالخارج". أضاف المتحدث عبر البريد الإلكتروني: "نواصل استكشاف طرق جديدة لزيادة استخدام الرنمينبي في أسواقنا، وسنقوم بتحديث السوق لاستيعاب تطورات جديدة".
زيادتها أجدى
قال وزير الخدمات المالية والخزانة السابق للمدينة كيه سي تشان إن بدء طرح منتجات مالية جديدة مقيّمة باليوان سيكون أفضل طريقة لزيادة حجم التداول.
قال تشان، وهو حالياً أستاذ مساعد في المالية بجامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا، إن المشتقات التي تتعقب الأسهم الصينية من الفئة ألف، التي تتداول فعلياً باليوان، يمكن أن تكون خياراً. أضاف في مقابلة هاتفية أن عمليات الطرح العام الأولي والأسهم المدرجة تُتداول بالعملة المحلية بكفاءة عالية، و"ليس هناك كثير اهتمام لتقييمها بعملة أخرى".
قال تشان إن الجهود السابقة كانت تقودها البورصة إلى حد كبير، في حين أن الحكومة والبنك المركزي "لم يبديا رأياً"، مضيفاً أن السوق كذلك لم تكن مهتمة جداً.
قالت شوجين تشين، المحللة في "جيفريز فايننشال غروب" (Jefferies Financial Group)، إن طرح أوراق مالية مقومة باليوان سيكون أمراً جذاباً ويساعد في تقليل مخاطر العملة، لكن التكلفة ما تزال ضئيلة.
مضت إلى القول: "ما إذا كان السماح لرأس المال المتجه جنوباً للاستثمار سيشجع الشركات على إصدار أسهم مقومة باليوان هو أيضاً موضع شك... قد تساعد المبادرة على إضفاء الطابع العالمي لليوان نظراً للدعم المحتمل المحلي، ربما يستمر المستثمرون العالميون بتفضيلهم استخدام دولار هونغ كونغ لإمكانية تحويله بحرية".