الشرق
تلقّى جناح المحافظين بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل هزيمةً من قِبل يسار الوسط، بفوز أولاف شولتز من حزب الديمقراطيين الاجتماعيين في الانتخابات الألمانية التي جرت البارحة، التي جاءت نتائجها شديدة التقارب، مما أدّى لإطلاق محادثات ائتلافية معقَّدة، قد تستمر شهوراً، لتحديد مَن سيقود أكبر اقتصاد في أوروبا.
أظهرت نتائج الانتخابات التشريعية الألمانية الأحد، تقدُّم الاشتراكيين الديمقراطيين بفارق ضئيل على الأحزاب المنافسة، في وقت طالب فيه زعيم الاشتراكيين أولاف شولتز بـ"تفويض واضح" لقيادة حكومة لأوَّل مرة منذ عام 2005، وإنهاء 16 عاماً من الحكم الذي قاده المحافظون بقيادة أنغيلا ميركل.
وقد يستغرق الاتفاق على ائتلاف جديد شهوراً، ومن المرجح أن يشمل الخضر والديمقراطيين الأحرار الليبراليين.
وكانت استطلاعات سابقة أظهرت أنَّ مرشَّح الاشتراكيين الديمقراطيين أولاف شولتز هو المفضَّل لمنصب المستشار بنسبة 45% من الناخبين، في حين كان مرشَّح المحافظين أرمين لاشيت مفضَّلاً بنسبة 20% فقط.
وبعد إعلان النتائج الأولية، قال كلٌّ من شولتز ولاشيت بشكل منفصل، إنَّهما يسعيان للتوصل إلى اتفاق ائتلافي قبل عيد الميلاد، دون الإشارة إلى إمكانية اتفاق كتلتيهما على تشكيل حكومة مشتركة.
توزُّع الأصوات
تُشير إحصائيات أوردتها وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ"، إلى أنَّ أصوات الفئات الأصغر عمراً (الشباب) ذهبت إلى الليبراليين والخضر (22% ممن هم تحت الـ 30 صوَّتوا للخضر، و20% لليبراليين)، وفي المقابل ذهبت أصوات كبار السن للحزبين الكبيرين (35% ممن هم فوق الـ 60 صوَّتوا للاشتراكيين، و34% للديمقراطي المسيحي).
أما من ناحية المستوى التعليمي؛ فقد ذهبت أصوات الحاصلين على تعليم أقل إلى الحزبين الكبيرين يميناً ويساراً، في حين ذهبت أصوات أصحاب التعليم الأفضل والعالي للخضر والليبراليين.
وفي الولايات الشرقية (ألمانيا الشرقية سابقاً)؛ حلَّ حزب البديل اليميني المتطرف في المركز الثاني خلف الاشتراكيين، متفوقاً على الديمقراطي المسيحي بفارق كبير.
وأضافت الوكالة الألمانية، أنَّه وفقاً للنتائج الأولية الأحدث؛ فإنَّ الحكومة المقبلة قد تكون يسارية خالصة، وهي مؤلفة من الاشتراكي والخضر وحزب اليسار، لافتةً إلى أنَّه في حال فشل الأخير بتحقيق المطلوب في ظل تراجع نتائجه مقارنة بالانتخابات السابقة؛ فإنَّ الحديث سيكون عن مدى قدرة الاشتراكيين (شولتز)، أو الديمقراطيين (لاشيت)، على إقناع الخضر والليبراليين بالتحالف مع أحدهما، ليقود الحكومة، ويقدِّم لألمانيا مستشارها الجديد، وذلك على الرغم من صعوبة التوفيق بينها.