بلومبرغ
توقعت مجموعة "فيتول غروب" أكبر متداول مستقل للنفط في العالم ارتفاع الطلب العالمي على النفط الخام بمقدار نصف مليون برميل إضافي يومياً هذا الشتاء في ظل أزمة إمدادات الغاز التي ستدفع المستهلكين نحو أنواع الوقود الأخرى.
قال راسل هاردي الرئيس التنفيذي للمجموعة، في مقابلة من لندن أمس الخميس، إن النفط يتجه على الأرجح إلى ما يزيد على 80 دولاراً للبرميل، وهو ما يرجع جزئياً إلى زيادة الطلب بسبب ارتفاع أسعار الغاز، مما قد يدفع منتجي "أوبك+" إلى إضافة مزيد من الإمدادات إلى السوق.
أضاف هاردي: "هل يمكن أن يفاجئنا الطلب بالارتفاع بسبب تبديل الطاقة؟ نعم. وهل من المحتمل وجد نصف مليون برميل يومياً من الطلب الإضافي الذي يأتي بسبب ارتفاع أسعار الغاز؟ من المحتمل ذلك في فصل الشتاء".
اقرأ أيضاً: أوروبا تحت رحمة "الغاز الروسي" وموسكو لن تنقذها من برودة الشتاء
تعكس توقعات هاردي بارتفاع الأسعار وجهة نظر "غولدمان ساكس" التي تتوقع ارتفاع أسعار النفط الخام، بخاصة إذا كانت أشهر الشتاء أكثر برودة من المعتاد، إذ يقيّم المتداولون التأثير المحتمل لنقص إمدادات الغاز الطبيعي على سوق الطاقة الأوسع خلال الشتاء القادم.
أشار هاردي إلى أن مخزونات الغاز الأوروبية سوف تصل إلى نحو 78% من مستوياتها العادية خلال أكتوبر، في إشارة إلى تشديد السوق في أشهر الشتاء البارد مع ارتفاع الطلب.
تابع هاردي: "كل الناس لديهم قلق من خسارة جزء من مستويات المخزون العادية التي تكون لدينا في الشتاء، إذ يكون الطلب على الغاز أعلى بكثير من فصل الصيف. عليك أن تخزن، لا طريقة أخرى للتغلب على ذلك".
الطلب العالمي
أوضح هاردي أن انحسار مخزونات الغاز يتزامن مع طلب قوي عالمياً، إذ تسعى دول مثل باكستان وبنغلاديش والهند والصين إلى استخدام وقود أنظف لمشروعاتها وأنظمة الطاقة الخاصة بها.
يعني ذلك أن الغاز الطبيعي سيظلّ باهظ الثمن، بما يدفع المشترين إلى وقود بديل مثل غاز البترول المسال أو "النافتا" لقطاع الطاقة أو الاستخدامات الصناعية، وفقاً لما ذكره هاردي الذي يوضح ذلك، قائلاً إنه على سبيل المثال يُتداول الغاز عند 1200 دولار للطن، في حين أن غاز البترول المُسال يُتداول عند 750 دولاراً فقط للطن.
اقرأ أيضاً: صدمة الطاقة تقلق أوروبا بعد طفرة أسعار الغاز والكهرباء
أكد هاردي أن الطلب العالمي على النفط لا يزال أقلّ من مستويات عام 2019 بنحو 4 ملايين برميل يومياً، وهو ما يرجع بالأساس إلى انخفاض استهلاك وقود الطائرات، متوقعاً انحسار تلك الفجوة باطراد، وهو ما جعله يتوقع أن يعود الطلب إلى مستويات عام 2019 بحلول منتصف العام المقبل، في حين أن ذروة الطلب ستكون بالقرب من عام 2030.
وذكر أن تحالف "أوبك+" "يدير جزئياً" سوق النفط، وسوف يستخدم زيادة الإنتاج المخطط لها لإبقاء الأسعار تحت السيطرة، إذ قال: "إنه متوازن بدقة للأشهر الستة المقبلة، ولسنا قلقين بشأن الطلب على المدى الطويل، نحن نعلم أنه سيعود إلى الاستقرار".