بلومبرغ
أثار وارن بافيت ضجة في أسواق طوكيو في أغسطس 2020، عندما ضخ استثمارات بقيمة 6 مليارات دولار للمراهنة على أداء أكبر خمسة مؤسسات تجارية في البلاد.
بعد مرور عام، بدأت استثماراته تؤتي ثمارها. بفضل ارتفاع أسعار السلع الأساسية، صعدت القيمة الكلية لحصص شركة "بيركشاير هاثاواي" في الشركات الخمسة ويطلق عليها "سوغو شوشا" بنحو ملياري دولار. وتتفوق تلك العوائد -البالغة 30% - على مؤشر "توبكس" القياسي -الذي صعد بنسبة 21%، دون احتساب إيرادات توزيعات الأرباح.
على الرغم من أن استثمارات بافيت في الشركات كثيفة الاعتماد على الموارد كانت ناجحة، إلا أن الرجل المعروف أحياناً في وسائل الإعلام اليابانية باسم "إله الاستثمار" لم يثر موجة كبيرة لدى المتابعين الدوليين. بدلاً من ذلك، يتجاهل العديد من المستثمرين الأمر بسبب عدم اليقين إزاء الوباء ومستقبل القيادة السياسية.
قال هيدياكي كوريبارا، المحلل في شركة "توكاي طوكيو سيكوريتيز" (Tokai Tokyo Securities) : "لقد اشترى في وقت جيد.. أتوقع أن يحتفظ بالاستثمارات لفترة طويلة ويمكن أن تكون هذه الاستثمارات ناجحة على مدى فترة طويلة. هذا فقط ما تتوقعه منه" في إشارة إلى وارن بافيت.
راهن بافيت على الشركات الخمسة: "إيتوتشو كورب" و"ماروبيني كورب" و"ميتسوبيشي" و"ميتسوي اند كو" و"سوميتومو كورب" – وهي تبدو نظرياً مناسبة بشكل غير عادي لفلسفة بافيت "اشتر ما تعرفه".
تحديات
جاء ضخ الاستثمارات بعد أيام فقط من إعلان شينزو آبي أنه سيتنحى من منصب رئيس الوزراء - مما أدى إلى أول تغيير في القيادة منذ أكثر من سبع سنوات - كان الكثيرون يأملون أن يثير إعلان بافيت اهتماماً أجنبياً متجدداً بالأسواق اليابانية.
في ذلك الوقت، كانت اليابان تتغلب على الوباء بشكل أفضل من معظم الاقتصادات، وسرعان ما تولى يوشيهيدي سوغا منصب رئيس الوزراء في ظل تمتعه بشعبية شبه قياسية.
في البداية، ارتفعت الأسهم بعد تدفق أموال بافيت ليقفز مؤشر نيكاي في فبراير إلى 30 ألف نقطة للمرة الأولى منذ 31 عاماً، قبل أن ينخرط في الهبوط منذ بلوغ تلك الذروة. ويعود ذلك التراجع لسبب واحد، قفزت حالات الإصابة بكوفيد-19، في الوقت الذي تأخرت فيه حملة التطعيم في البلاد عن مثيلتها في الولايات المتحدة وأوروبا.
في غضون ذلك، تراجعت شعبية رئيس الوزراء سوغا إلى مستويات قياسية متدنية مع التوجه إلى الانتخابات العامة، مع عدم تأثير إقامة الألعاب الأولمبية بطوكيو إيجابياً لصالحه.
سجل المستثمرون الأجانب صافي مبيعات في البورصة اليابانية خلال معظم الأسابيع منذ أن استثمر بافيت. وصعد مؤشر "توبكس" بنسبة 8.1% منذ بداية عام 2021، مقابل 21% لمؤشر "ستاندرد آند بورز". نتيجة لذلك، يتم تداول الأسهم اليابانية مقابل خصم نسبي.
الخطوة التالية
قالت "دالتون إنفستمنتس" (Dalton Investments) الأسبوع الماضي إن اليابان "غير المرغوبة" لديها الكثير من الأسهم الرائعة ذات التقييمات الرخيصة. ويتم تداول " توبكس" بمضاعف 14 مرة للأرباح الآجلة، مقارنة بـ 21 مرة لمؤشر "ستاندرد آند بورز".
في حين أشارت "بيركشاير" إلى أنها يمكن أن تزيد حيازتها في أي من الشركات التجارية الخمسة إلى ما يصل إلى 9.9%، إلا أنها لم تعلن بعد عن أي تغييرات- يتعين على المساهمين الإفصاح عن ارتفاع أو انخفاض الحصص بمقدار نقطة مئوية واحدة.
لم تعلن "بيركشاير" أيضاً عن حيازات أخرى في الشركات اليابانية، وهو مطلب أو شرط إذا وصلت حصتها إلى 5%.
باعت المجموعة العملاقة سندات مقومة بالين الياباني بقيمة 160 مليار ين (1.5 مليار دولار) في وقت سابق من 2021، مما أدى إلى بعض التكهنات حول إمكانية استخدامها.
قال شوهي آبي، الرئيس التنفيذي لـ "سباركس غروب" (Sparx Group) " في حين من الواضح أنه من الأفضل لهم أن يصعدوا بدلاً من الهبوط ، فإن بافيت لن يكون راضياً بتحقيق عائد 30%".