بلومبرغ
اُكتشفت مجموعة ضخمة من أعمدة الميثان بواسطة الأقمار الصناعية بالقرب من حقول النفط والغاز ومعامل المعالجة وخطوط الأنابيب في الجزائر، التي تعدّ واحدة من أكبر مصادر انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري حول العالم.
وجرى تحديد ما لا يقل عن خمس سحب حتى الآن في أغسطس، معظمها في أو حول منطقة صحراوية متفرقة على بعد حوالي 570 كيلومتراً (354 ميلاً) جنوب شرق العاصمة الجزائر، وفقاً لشركة "كايروس إس إيه إس" (Kayrros SAS)، وهي شركة تحليلات جغرافية تقوم بتحليل بيانات الأقمار الصناعية لتعقب انبعاثات الميثان.
وقد تم رصد أسوأ عمود في 18 أغسطس، حيث كان معدل انبعاثه التقديري 121 طناً مترياً في الساعة.
بؤرة انبعاثات عالمية
تعدّ الجزائر بؤرة ساخنة عالمية لغاز الميثان، كما تسببت في مجموعة من أشد حالات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في أفريقيا على مدى السنوات القليلة الماضية، وفقاً لتحليل "كايروس".
ووصلت كثافة غاز الميثان في إنتاج الطاقة بالدولة العضو في منظمة "أوبك" إلى رابع أعلى معدل بين مجموعة مختارة من المنتجين العام الماضي، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
المساهمة في التغير المناخي
لم ترد "مجموعة سوناطراك"، وهي شركة النفط الجزائرية المملوكة للدولة، على المكالمات والرسائل الإلكترونية التي تطلب التعليق.
ويحبس الميثان، المكون الأساسي للغاز الطبيعي، حرارة أكثر بـ80 مرة من ثاني أكسيد الكربون على المدى القصير.
ويمكن أن يؤدي الحد من انبعاثات الغاز إلى إبطاء تغير المناخ أكثر من أي إجراء آخر تقريباً، ويستهدف العلماء التسريبات من عمليات النفط والغاز؛ لأنها تقدم أكبر التخفيضات المحتملة بأقل تكلفة.
تدقيق متزايد
أيضاً، يتزايد التدقيق في التسريبات المنبعثة من إنتاج النفط والغاز، حيث يسعى المشترون للحد من تأثير عمليات الوقود الأحفوري الخاصة بهم، والبحث عن وقود أكثر نظافة.
وخلال العام الماضي، ألغت شركة "إنجي إس إيه" (Engie SA) الفرنسية للمرافق خططاً لشراء الغاز الطبيعي المسال من شركة "نيكست ديكيد" الأمريكية المُصدرة، بسبب مخاوف التلوث المتعلقة بالإنتاج الأمريكي.
جرى الكشف عن تسرب ثاني بمعدل انبعاثات يقدر بـ94 طناً في الساعة في 7 أغسطس، وواحد ثالث في 13 أغسطس بمعدل 37 طناً في الساعة، كما اكتشفت "كايروس" أيضاً تسريبين أصغر في المنطقة هذا الشهر، لكنها لم تُقدِّر معدلات انبعاثهما.
إذا استمرت التسريبات الثلاثة الكبرى لمدة ساعة واحدة فقط، فسيكون لها معاً على المدى القصير نفس تأثير الاحتباس الحراري الناتج عن الانبعاثات السنوية الصادرة عن أكثر من 12 ألف سيارة ركاب في المملكة المتحدة.
وتضيف النتائج إلى فهمنا لمدى تسرب الميثان إلى الغلاف الجوي، حيث جرى رصد أعمدة الميثان في عشرات البلدان من كندا إلى العراق. وبدأ العلماء للتو في تحديد أكبر مصادر الميثان، والبيانات الحالية ليست شاملة على مستوى العالم بعد.
وتواجه الأقمار الصناعية صعوبة في تتبع التسريبات بالقرب من خط الاستواء وفي البحر. ويمكن أن يؤثر الغطاء السحابي، هطول الأمطار، وشدة الضوء المتفاوتة أيضاً على الملاحظات.