ألواح شمسية مستعملة تجر الكهرباء للعالم النامي

time reading iconدقائق القراءة - 12
لوح طاقة شمسية على كوخ في بالوس دي لا فرونتيرا باسبانيا حيث الطريقة الوحيدة للحصول على الكهرباء في كوخ بهذه المنطقة هو عبر ألواح شمسية عادة ما تكون مستعملة  - المصدر: بلومبرغ
لوح طاقة شمسية على كوخ في بالوس دي لا فرونتيرا باسبانيا حيث الطريقة الوحيدة للحصول على الكهرباء في كوخ بهذه المنطقة هو عبر ألواح شمسية عادة ما تكون مستعملة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

- مقال رأي

زرت منذ بضعة أعوام مخزناً لبيع الملابس المستعملة يكسوه الغبار في بلدة كوتونو في بنين. خلف رزم قمصان قطنية استُعملت في كندا، كان ثمة لوحان للطاقة الشمسية بلا أغلفة ظننت أنهما بانتظار اعتلاء السطح، لكن موظفة هناك بينت خطأ استنتاجي. قالت مشيرة إلى نيجيريا: "يبيعها مديرنا لزبائن عبر الحدود... يستخدمونها لمضخات المياه في المزارع". ظهر المدير بعد دقائق وأخبرني أنه يتوقع أن تصبح مكونات استجرار الطاقة الشمسية المستعملة قريباً تجارة أكبر من تسويق الملابس المستعملة الذي مرت عليه قرون ويقدر حجمه بمليارات الدولارات.

يتجه أصحاب المنازل والمزارعون والشركات في شتى أنحاء العالم النامي نحو معدات الطاقة الشمسية المستعملة الرخيصة لسد فجوات توليد كهرباء خلفتها الحكومات وشركات المرافق. باشرت نشاطات تتراوح بين أفراد يتاجرون عبر "فيسبوك ماركت بليس" ووسطاء متخصصين الانخراط في هذه التجارة لتلبية الطلب.

أعلنت شركة "ماروبيني" (Marubeni)، وهي من أكبر الشركات التجارية في اليابان، هذا الشهر أنها بصدد إنشاء سوق يعتمد مبدأ "بلوكتشين" لمثل هذه الألواح. غالباً، ستلعب هذه النشاطات مجتمعة دوراً حاسماً في جلب الطاقة المتجددة إلى الأسواق الناشئة في العالم، كما ستبقي على نفايات التقنية المتطورة خارج مكبات القمامة.

نفايات التحديث

قدرت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة في 2016 كمية نفايات الألواح الشمسية حتى 2050 بنحو 78 مليون طن، لكن هذا تقدير بخس على الأرجح، فقد حفّز انخفاض الأسعار وتحسّن كفاءة الطرازات الجديدة على مدار العقد الماضي استبدال الألواح الشمسية قبل بلوغها العمر الافتراضي. قد تنتج هذه التحديثات، وفقاً لأحد التقديرات، نفايات تزيد عمّا توقعته الوكالة بأكثر من 50 ضعفاً في غضون خمس سنوات.

تميل البلدان المتقدمة لإعادة التدوير، وليس لإعادة الاستخدام أو إعادة البيع كاستجابة سريعة لإدارة مثل هذه النفايات. لكن هناك مشكلتين في إعادة تدوير الألواح الشمسية غير المرغوب فيها. أولاهما أنها أكبر تكلفة بكثير من مجرد طمر النفايات. ثانيتهما أن هذه الألواح هي في الغالب ليست نفايات، بل ألواح تردت حالتها تحت الشمس، أو أنها أقل كفاءة من الطرازات الأحدث. ربما لا تكون جيدة بما يروق لأصحاب المنازل في سان فرانسيسكو أو للمرافق المتطورة، لكنها تعمل بشكل جيد بتقدير أي شخص يعيش في مناخ مشمس ويحتاج إلى كهرباء مستقرة من خارج الشبكة دون تكبد التكلفة الكاملة.

ربما تصبح هذه سوقاً ضخمةً، حيث انخفض عدد الناس الذين يعيشون دون كهرباء حول العالم من 1.2 مليار إلى 759 مليوناً بين 2010 و2019. سدّت خطوط الكهرباء الجديدة والمرافق المكملة الأخرى جزءاً من هذه الفجوة، لكن معظم الطاقة أتى من تركيب أنظمة شمسية صغيرة مصممة لتكفي قرية أو مزرعة أو حتى منزل واحد. حصل 420 مليون شخص على الكهرباء من أنظمة طاقة شمسية خارج الشبكة اعتباراً من العام الماضي، ويمكن أن يتضاعف هذا الرقم تقريباً بحلول عام 2030، وفقاً للبنك الدولي.

سوق كبيرة

لا أحد يعرف نسبة الألواح والأنظمة المستعملة الآتية عبر هذا السوق من مجمل ذلك، لكن الكميات التي بيعت كبيرة بشكل محير. خمن ليد سهراوي العضو المنتدب المؤسس لشركة "آر 3 تيك" (R3 Tech)، وهي وسيط رئيسي في هونغ كونغ، أن هناك 10 ملايين لوح شمسي مستعمل في السوق العالمية، معتبراً تخمينه "متشائماً". بينما أخبرتني ميليسا شميد، من شركة "إنيرجي بين" (EnergyBin)، وهي بورصة مقرها مينيسوتا لبيع وشراء المعدات الشمسية المستعملة والفائضة، أن الشركة تسوق 1.5 مليون قطعة من المعدات الكهروضوئية عبر موقعها، وقالت "في بعض الأحيان يكون لدينا خمسة ملايين".

يمكن أن تكون الصفقات الآتية من هذا المخزون ضخمة. تذكر شميد شحنة ألواح بطاقة 25 ميغاواط، وتزن نحو 2000 طن، إلى أفغانستان من الولايات المتحدة. مثل هذه الصفقات شائعة بالنسبة لـسهراوي، حيث سافر العام الماضي إلى تكساس لشراء "مئات آلاف" الألواح الشمسية المتضررة جراء البَرَد. يتراوح زبائن هذه الألواح بين مزارعين باكستانيين يسعون لضخ مياه الري وأصحاب فنادق لبنانيين يبحثون عن بديل لشبكة محلية لا يعوّل عليها.

لا تزال تجارة الطاقة الشمسية المستعملة حتى الآن اختصاصاً مهملاً وأحياناً تكون موضع تهكم، إذ قالت شميد: "لم تتبنَّ شركات التأمين والممولين فكرة أن الأجزاء المستعملة يمكن أن تكون جيدة كما الجديدة". لكن ذلك ربما لا يدوم، فغالباً ما تطلب شركات تأمين السيارات استبدال القطع من سوق البدائل وينبغي على نظيراتها في القطاع الشمسي أن تواكبها مع مرور الوقت، على الأقل فيما يخص الأجزاء التي لا تتحلل. يشير دخول شركة "ماروبيني" اليابانية، ذات الروابط الوثيقة بالحكومة، إلى أن هكذا تحول ربما بدأ. حيث تتوقع الحكومة استبدال 800 ألف لوح سنوياً بدءاً من ثلاثينيات القرن الحالي. ستبحث "ماروبيني" أولاً في إعادة استعمالها داخل اليابان وخارجها بدل التسرع بإعادة تدويرها.

هذه خطوة كبيرة في تحول العالم نحو الطاقة المتجددة، فانخراط دول وشركات أخرى في هذا المجال قد يعني أن الطاقة الشمسية قد تسطع حقاً.

هذا المقال لا يعكس موقف أو رأي "الشرق للأخبار"وهو منشور نقلا عن Bloomberg Mediaولا يعكس بالضرورة آراء مجلس تحرير Bloomberg أو ملاكها
تصنيفات
النشرة البريدية
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
سجل الان

Kuala Lumpur

29°C
عاصفة رعدية
العظمى / الصغرى 26°/29°
11.1 كم/س
70%
الآراء الأكثر قراءة