بلومبرغ
وسّعت شركة بوينغ عمليات التفتيش التي تجريها على طائرات 787 دريملاينر المصنعة حديثاً للبحث عن عيوب تصنيعية إضافية، يمكن أن تتسبب في تلف هياكل ألياف الكربون للطائرات قبل الأوان.
وبينما يقول المنظمون الأمريكيون إن الخلل لا يشكل خطراً مباشراً، فإن ظهور عيب آخر في طائرة "بوينغ" الأكثر تقدماً يبطئ عمليات التسليم ويثير الشكوك حول ضوابط الجودة.
وقال المدير المالي جريج سميث، في وقت سابق من الشهر الحالي، إن الشركة لم تسلم أي طائرة 787 في نوفمبر، مشيراً إلى عمليات التفتيش التي استغرقت وقتاً أطول من المتوقع.
وتتضمن طائرة 787 دريملاينر المصنعة حديثاً تباينات صغيرة أو تجاعيد في البطانة الداخلية، حيث يتم ربط الهياكل الأسطوانية لبناء جسم الطائرة.
ولفتت بوينغ في بيان أرسلته بالبريد الإلكتروني إلى أنه "في بعض الحالات، ما يسمى بضم الهيكلين الأسطوانيين قد لا يواكب التفاوتات المسموح بها ميكانيكياً بسطح الطائرة". وطلبت من الموردين مراجعة عملياتهم، مضيفة أن "بعض العناصر" ظهرت للضوء أثناء تعزيز برنامج ضمان الجودة الخاص بها على مدار الـ 12 شهرًا الماضية.
وكشف مصدر مطلع على الأمر أن شركة بوينغ تفحص طائرات 787 قيد التصنيع، وكذلك الطائرات المصنعة حديثاً التي تنتظر التسليم. كما تقوم "بوينغ" وإدارة الطيران الاتحادية بتحليل البيانات لتحديد أفضل آلية لتشغيل طائرات دريملاينر الموجودة بالفعل في الخدمة.
وتقلصت مكاسب أسهم الشركة بعد أن كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن إجراء عمليات التفتيش الجديدة. حيث تراجع سعر سهم بوينغ أقل من 1% إلى 228.62 دولاراً عند إغلاق التداول الاثنين في نيويورك.
عملية الرقابة
بدوها، إدارة الطيران الاتحادية أكدت أنها تعمل مع شركة بوينغ بشأن هذه القضية، لكنها لم تقدم تفاصيل إضافية. حيث أعلنت الوكالة في بيان: "تتعاون إدارة الطيران الاتحادية باستمرار مع شركة بوينغ من خلال عمليات مراقبة السلامة التشغيلية المستمرة والتصنيع لمعالجة أي مشكلات قد تنشأ بشكل مناسب".
ورأى مصدر آخر مطلع على شؤون إدارة الطيران الاتحادية أن المنظمين لا يعتقدون أن المشكلات التي كشفت عنها مراجعة بوينغ تشكل خطراً فورياً على السلامة. ما يعني أن أي عمليات تفتيش مطلوبة لمراقبة المشكلة لا تحتاج إلى إجرائها على الفور. ويمكن أن يؤدي السماح للمشغلين بإجراء عمليات الفحص أثناء الصيانة المقررة بانتظام إلى خفض تكاليفهم بشكل كبير.
وكانت الجهات التنظيمية تدرس الإجراءات التنفيذية المحتملة ضد شركة بوينغ بسبب الثغرات في كيفية إشراف الشركة على عمليات التصنيع.
سمك الشعرة
أبطأت بوينغ عمليات تسليم 787 في وقت سابق من العام الحالي حين اكتشفت "ثغرات غير مناسبة" يمكن أن تؤثر على المثبت الأفقي لحوالي 900 طائرة دريملاينر.
وطلبت "بوينغ" من شركات الطيران إيقاف ثماني طائرات في أغسطس بسبب قضية منفصلة تتعلق بهيكلين اسطوانيين في مؤخرة جسم الطائرة تم تركيبهما في مصنع الشركة بكارولينا الجنوبية، باعتبار أن الهيكلين الملتصقين بعضهما ببعض لم يكونا باتساع المساحة التي يفترض بهما أن يشغلاها، ولهذا السبب كانا يحتكان بالبطانة الداخلية الخشنة.
وفي كلتا الحالتين، الأقدم والأحدث، فإن أي ثغرة أو اختلاف أكبر من 0.005 بوصة - حوالي سمك شعرة الإنسان - يتجاوز الحد الأقصى المقبول.