بلومبرغ
وافقت شركة "فوريسيا إس إي" (Faurecia SE) على شراء حصة الأغلبية في الشركة الألمانية الموردة للسيارات "هيلا جي إم بي إتش أند كو" (Hella GmbH & Co)، كما عرضت الاستحواذ على الحصص الباقية في صفقة بقيمة 8 مليارات دولار، متغلبة على المنافسين من صنّاع قطع غيار السيارات الأوروبية.
وستشتري شركة "فوريسيا" الفرنسية ومقرها في نانتير حصة 60% من عائلة هويك المؤسسة من خلال مزيج من السيولة والأسهم، وذلك وفقاً لبيان صدر يوم السبت؛ حيث ستقدم "فوريسيا" عرضاً عاماً للحصص الباقية عند 60 يورو للسهم بالإضافة إلى توزيعات أرباح قدرها 0.96 يورو لكل سهم، مما يُقدّر قيمة هيلا بنحو 6.8 مليار يورو. كما ستحصل عائلة هويك على ما يصل إلى 9% من الشركة المندمجة.
وتكالب المستثمرون على أسهم "هيلا" منذ أن ذكرت مجلة "مانيجر" (Manager Magazin) في أبريل أن عائلة هويك تتطلع إلى تقليص حيازتها جزئياً خوفا من انهيار السوق الذي تزامن مع بداية الجائحة.
ومع اندفاع المنافسين، بما في ذلك شركة "ماهلي جي إم بي إتش" (Mahle GmbH) و"سي بلاستيك أومنيوم إس إيه" (Cie Plastic Omnium SA) لشراء الحصة، قفز السهم على خلفية توقعات حرب العطاءات؛ حيث أغلق يوم الجمعة عند 63.18 يورو، وهو أعلى مما تقدمه شركة "فوريسيا".
يذكر أن الصفقة هي واحدة من أكبر الصفقات في صناعة قطع غيار السيارات الأوروبية في السنوات الأخيرة، حيث ستنشئ عنها شركة بمبيعات سنوية تبلغ حوالي 23 مليار يورو - توقعت "فوريسيا" أن تتجاوز 33 مليار يورو في عام 2025 - وحوالي 150 ألف موظف.
صرّحت "فوريسيا" أن الشركة التي ستنشأ ستكون سابع أكبر مورد للسيارات في العالم، وهي في وضع أفضل لبيع منتجات التنقل الكهربائي وخدمات القيادة الآلية للصناعة.
تعليقاً على الموضوع، قال باتريك كولر، الرئيس التنفيذي لشركة "فوريسيا": "معاً، ستكون لدينا ميزة حاسمة للاستفادة من الدوافع الإستراتيجية التي تعمل على إحداث تحول في صناعة السيارات".
عانى صانعو قطع غيار السيارات من نقص عالمي في أشباه الموصلات واضطرابات في سلسلة التوريد أثناء الجائحة، وهي اضطرابات قالت عنها شركة "هيلا" الشهر الماضي إنها ستستمر على الأرجح في السنة المالية الحالية.
وعلى الرغم من النقص، قالت "فوريسيا" مؤخراً إنها تتوقع انتعاش إنتاج السيارات في جميع أنحاء العالم خلال السنوات القادمة والعودة إلى مستويات ما قبل كوفيد.
عائلة هويك
تعود جذور شركة "هيلا"، ومقرها ليبستات، إلى عام 1899، وهي تصنع الإضاءة والمكونات الإلكترونية، فضلاً عن أجهزة استشعار الرادار لأنظمة مساعدة السائق. وقد سيطرت عائلة هويك على شركة "هيلا" منذ عام 1923 وأطلقت الشركة في عام 2014.
من جانبه قال يورغن بيرند، رئيس مجلس إدارة مجموعة العائلة، في البيان: "بصفتنا مساهمين عائليين، فإننا نفي بمسؤوليتنا المؤسسية والريادية إزاء شركة "هيلا" من خلال تحويل الشركة إلى مالكين جدد في وقت مبكر، قبل انتهاء اتفاقية تجمع العائلة".
كما كتب توم نارايان، المحلل في شركة "آر بي سي كابيتال ماركتس" (RBC Capital Markets)، في تقرير حديث، أن أعمال "هيلا" التي تصنع إلكترونيات الطاقة والبطاريات وأجهزة استشعار الرادار لأنظمة مساعدة السائق المتقدمة ستنسجم جيداً مع طموحات "فوريسيا".
وفي فبراير، أكملت هيلا بيع أعمالها في مجال برمجيات الكاميرا الأمامية إلى "مجموعة فولكس واجن" (Volkswagen Group) كجزء مما أسمته "الإدارة الصارمة للمحفظة"، في حين أعادت التأكيد على التزامها بالقيادة الآلية.
كذلك كتب نارايان، مشيراً إلى التحول إلى السيارات الكهربائية من محركات الاحتراق الداخلي: "من المحتمل أن يتم الدمج ضمن مساحة الشركة الموردة لقطع السيارات؛ حيث يقوم صانعو السيارات بشكل متزايد بالاستعانة بمصادر داخلية لمكونات المركبات الكهربائية، والعديد من الموردين يتعرضون بشكل مفرط لمبيعات مكونات محرك الاحتراق الداخلي التي يتم التخلص منها تدريجياً".
العروض المحتملة
أفادت بلومبرغ نيوز في وقت سابق أن "فوريسيا" تغلبت على منافسة من شركة "ماهلي" الألمانية لتصنيع قطع غيار السيارات وشركة "بلاستيك أومنيوم" الفرنسية. وفي الشهر الماضي، ألغت شركة "كنور بريمس إيه جي" (Knorr-Bremse AG) فجأة سعيها وراء الشركة بعد أن كان رد فعل المستثمرين سلباً على الخطط.
ومن المتوقع أن يتم نشر وثيقة العرض في منتصف سبتمبر بعد موافقة الهيئة الاتحادية للرقابة المالية في ألمانيا. ومن المتوقع إتمام الصفقة في بداية عام 2022.
هذا وقدّمت شركة "بيريلا واينبيرغ بارتنرز" (Perella Weinberg Partners) المشورة لإدارة "هيلا"، في حين قدمت شركة "لازارد" (Lazard) المشورة لإدارة "فوريسيا".